بعدما تواترت أنباء عن تورط سوريين في تظاهرات إلى جانب الاخوان المسلمين في مصر، واتخاذ السلطات المصرية إجراءات متشددة ضد السوريين، أكدت الجالية السورية في مصر أنها ليست طرفًا في أزمتها السياسية.

وجهت الجالية السورية في مصر خطابًا إلى الشعب المصري أكدت فيه أن وجود أبناء الجالية السّوريّة المهجرة قسرًا عن بلدها الحبيب سوريا بين أشقائهم المصريين، الذين لم يبخلوا عليهم بكافة أشكال الرعاية والدعم الأخوي, هو وجود موقت بانتظار لحظة العودة إلى سوريا الحرة، quot;التي قدمنا من أجلها أكثر من مئة ألف شهيد ومئات آلاف المعتقلين والملايين من السوريين المهجرين في أصقاع الأرضquot;.
وأعلنت الجالية السّوريّة في بيان، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، أنها تثمّن عاليًا حالة الحب والإحتضان التي عوملت بها من كافة أطياف الشعب المصري الشقيق وتياراته السياسية المختلفة، quot;لذلك كنّا منذ البداية كسوريين على مسافة واحدة من هذه الأطيافquot;.
لا تدخل
أعربت الجالية السورية في البيان عن تقديرها عاليًا تطلعات الشعب المصري الشقيق في تحقيق مطالبه وأهدافه في الحرية والكرامة، وثمّنت هذه الحرية التي يتمتع بها في التعبير عن نفسه وأهدافه، من دون خوف من مصير مشابه لما يعانيه السوريون في سوريا.
وأضاف البيان: quot;لم نكن ولن نكون طرفًا في الأزمة السياسية الحاصلة الآن في الشارع المصري الذي نحترم كامل خياراته، والجالية السورية لم ولن تحتشد تأييدًا لهذا الفريق المصري أو ذاك، وأن كل سوري يشارك في أي اصطفافات سياسية مصرية يعبر عن شخصه ويتحمل تبعاته القانونيةquot;.
ودانت الجالية السوريّة أية تدخلات فردية أو حزبية سورية في الشأن الداخلي المصري، واعتبرتها مسؤولية الجهة التي أقدمت عليها. وأهابت بكافة القوى والتيارات والأحزاب السياسية المصرية عدم الزج بالجالية السورية في ما يحدث الآن في الشارع المصري بسبب تصرف فردي، قد يحدث، وعدم الإلتفات للحملات الإعلامية غير المسؤولة، كما أهابت بكافة أفراد الجالية السورية عدم المشاركة والحضور في أي مظاهرات مصرية. وتوجهت الجالية السورية للأخوة المصريين المشاركين في المظاهرات عدم رفع علم الثورة السورية عن أبناء الجالية السورية في مصر كي لا يستثمر في غير موقعه.
تصرف مسيء للسوريين
أعربت الفنانة والناشطة السورية عزة البحرة في تصريح لـquot;ايلافquot; عن أسفها لسماح بعض السوريين القلائل لأنفسهم بالتدخل، وبدون حد أدنى من المسؤولية تجاه سوريتهم، ونسوا أنهم لاجئون في بلد عربي احتواهم واستوعبهم، وأهله فتحوالهمقلوبهم وبيوتهم. وأكدت البحرة أنهم تصرفوا برعونة ولم يحسبوا حسابًا لظرفهم في اللجوء ولا لعواقب هذا التصرف.
وقالت: quot;يجب على السوريين المقيمين قي أي مكان من أماكن الاغتراب أن لا ينسوا أنهم خارج بلدهم سوريا، وأن يفكروا آلاف المرات قبل أن يتصرف أي منهم أي تصرف قد يسيء للسوريين وظرفهم في اللجوءquot;.
لكن البحرة قالت إنها تحمل مآخذ ايضًا على الحكومة المصرية، التي تسرعت باتخاذ الاجراءات لمنع دخول السوريين وإعادتهم من المطار بدون سابق إنذار وطالبوهم بتأشيرات وبموافقات أمنية.
وكانت سلطات مطار القاهرة أعادت أمس طائرة ركاب تابعة للخطوط السورية إلى اللاذقية بكل ركابها السوريين البالغ عددهم 95 راكبًا، كما تمت إعادة 55 سوريًا وصلوا على طائرة طيران الشرق الأوسط القادمة من بيروت، و39 آخرين وصلوا على رحلات طيران مختلفة. وحذّرت السلطات المصرية كافة شركات الطيران من نقل السوريين على رحلاتها إلى مصر إلا بعد الحصول على تأشيرات دخول مسبقة وموافقة أمنية من السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، مضيفة أن التعليمات تشمل جميع السوريين بكافة المراحل العمرية.