أثمرت جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وتمكن من انتزاع اتفاق مبدئي على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن عدم الإعلان عن تفاصيل هذا الاتفاق أثار الخشية من تعثر جديد ما دام الشيطان يكمن في التفاصيل.


القدس: أعلن كيري من عمّان الجمعة أن quot;اتفاقًا يجري العمل على وضع اللمسات الأخيرة عليهquot; تاركًا تحديد التفاصيل إلى مفاوضات بين ممثلين عن الطرفين ستعقد في الأسبوع المقبل في واشنطن.

ورحّب المراسل الدبلوماسي لصحيفة هآرتس بالنجاح، الذي حققه كيري في ما سمّاه quot;حرب استنزافquot; مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلا أنه اعتبر أنه quot;إذا كان نجح في تحريك جبال لاستئناف المفاوضات، فإن المرحلة الأصعب بدأت الآنquot;.

هوة عميقة
وأضاف إن quot;انعدام الثقة بين الطرفين لا يزال كبيرًا، والهوة بين نتانياهو وعباس لا تزال عميقة جدًاquot;. وكانت الرئاسة الفلسطينية رحّبت بالاتفاق بحذر، وقال المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة quot;توجد تفاصيل معينة ما زالت بحاجة إلى إيجاد حل لها، وإذا ما سارت الأمور على ما يرام، فإن الوزير كيري سيوجّه الدعوة إلى صائب عريقات وممثل عن الجانب الإسرائيلي للقائه في واشنطن لإجراء محادثات أولية في الأيام القريبة المقبلةquot;.

وأبدت أطراف فلسطينية تشكيكًا بفرص نجاح المحاولة الأميركية الجديدة، انطلاقًا من التجارب الفاشلة الكثيرة منذ اتفاقيات أوسلو العام 1993.

وأعلنت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية برئاسة النائب مصطفى البرغوثي في بيان quot;رفضها العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل من دون مرجعية واضحة ومحددة، تكون حدود الرابع من حزيران لعام 67 أساسًا لها، وتقرّ بها إسرائيل، ووقف الاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسquot;.

كما اعتبرت هذه الحركة أن quot;تجربة عشرين عامًا من المفاوضات كافية لأن تظهر أن الخطأ كان في توقيع اتفاق أوسلو قبل وقف الاستيطان، مما رفع عدد المستوطنين في الأراضي المحتلة من 150 ألفًا إلى 600 ألف مستوطنquot;.

انتحار سياسي
وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان quot;رفضها استئناف المفاوضات الثنائية بالاستناد لآراء وأفكار وزير الخارجية الأميركي الشخصية جون كيريquot;، معتبرة quot;العودة إلى المفاوضات بعيدًا عن إطار الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة بمثابة انتحار سياسي يطلق يد الاحتلال وحكومة غلاة التطرف والاستيطان في اقتراف افظع الجرائم بحق الإنسان الفلسطيني وأرضه ومقدساتهquot;.

وطالبت quot;القيادة الفلسطينية بالانضمام إلى المنظمات الدولية كافة، بما فيها محكمة الجنايات الدولية واتفاقات جنيف من دون إخضاع الحقوق الفلسطينية التي يكفلها القانون الدولي لأية مساومات ومراهنات عقيمة ثبت فشلها مرارًا وتكرارًاquot;.

ونقلت صحيفة هآرتس أن quot;نتانياهو وافق على سلسلة من المبادرات إزاء الفلسطينيين خلال الأشهر القليلة المقبلة، وبينها إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيينquot;، كما سيعمد إلى إبطاء حركة بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة طيلة فترة المفاوضات.

وأضافت الصحيفة quot;تبقى نقطة استفهام كبيرة حول نوايا نتانياهو: إذا كان ما يهمّه ينحصر فقط في إطلاق عملية سلام فسينعم بأشهر قليلة من الهدوء، قبل أن تنكشف خدعته. أما إذا كان يريد فعلًا التوصل إلى اتفاق سلام، فعليه للمرة الأولى أن يقدم مواقف واضحة ويشرح أين تنتهي حدود إسرائيل، وأين تبدأ حدود فلسطينquot;.

الكرة في الملعب الإسرائيلي
واعتبر مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه أن quot;الكرة باتت في الملعب الإسرائيلي، فقد عرض كيري قواعد لاستئناف المفاوضات، وطالب نتانياهو بالرد إيجابًا على إحداهاquot;. وتابع quot;والقواعد هذه هي إطلاق سراح فلسطينيين مسجونين قبل التوقيع على اتفاقات أوسلو، إضافة إلى أسرى قصر أو مرضى ومسنين، واعتراف إسرائيل بخطوط العام 1967 كمرجع، وتحديد أين يقف الاستيطانquot;.

وخلص هذا المسؤول الفلسطيني إلى القول quot;إن الطرف الفلسطيني ينتظر الموقف الإسرائيلي، فقد وعد نتانياهو بعقد اجتماع للحكومة الإسرائيلية في الأسبوع المقبل للرد على اقتراحات كيري. إذا وافقت إسرائيل عليها فإن المفاوضات ستستأنفquot;.