اعتقلت السلطات السورية أعضاء في المجلس الوطني الكردي بدمشق، بينما تستمر المعارك بين النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية من جهة، ومقاتلين أكرادفي رأس العين وتل أبيض وغيرهما من القرى الكردية بشمال سوريا.


أعلنت مصادر كردية عن اعتقال أعضاء المجلس الوطني الكردي بعد مداهمة منازلهم في دمشق، بالتزامن مع استمرار الحرب الدامية شرق سوريا، بين الكتائب الكردية ومجموعات مسلحة من جبهة النصرة وتنظيم دولة العراق والشام الاسلامية.

واعتبر شلال كدو، عضو الهيئة القيادية لحزب اليسارالديمقراطي الكردي في سوريا، وعضو المجلس الكردي، لـquot;ايلافquot; أن الحرب الدامية الدائرة منذ أيام بين الأكراد والمجموعات المسلحة من جبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية في مدينتي سري كانيية (رأس العين) وكري سبي (تل ابيض)، شكلت علامة فارقة في تاريخ الثورة السورية، اذ اثبتت للقاصي والداني أن المجتمع الدولي سعى ويسعى إلى تحويل سوريا إلى ساحة حرب لتصفية الحسابات، من دون أن يعير ادنى اهتمام لنجاح الثورة أو اسقاط النظام أو ما شابه ذلك من الشعارات التي تدغدغ مشاعر السوريين المغلوبين على أمرهمquot;.

ووصف كدو ما يجري في مدينة تل ابيض وريفها، بتطهير عرقي بحق الأكراد الآمنين، على أيدي جبهة النصرة المصنفة على اللائحة الاميركية للارهاب، وبدعم واضح من تركياquot;، التي اتهمها بامداد النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية بمختلف أنواع الاسلحة، بما فيها الدبابات وراجمات الصواريخ.

وقال: quot;هذا القتال ليس إلا فصلًا من فصول تواطؤ المجتمع الدولي مع هؤلاء، الامر الذي يكشف أن المتشددين حول العالم ليسوا الا عبارة عن وحدات كوماندوس تابعة لدول بعينها، وتنفذ اجنداتها ورغباتها حينما يُطلب منها ذلك، من دون أن ينبس الغرب ببنت شفةquot;.

الافتاء بقتل الأكراد

ولفت القيادي الكردي إلى التكبير في مآذن جوامع مدينة تل ابيض، والافتاء بجواز قتل الأكراد، والتحريض على نهب ممتلكاتهم، وأخذ المدنيين الأكراد العزل رهائن. وقال إن لهذا الأمر وقعًا كبيرًا في نفوس الاكراد في كل مكان، quot;بل هزّ وجدان وضمائر عشرات الملايين في سائر اجزاء كردستان الممزقة، كونه يعتبر مقدمة لارتكاب مجازر تطهير عرقي بحق المكون الكردي، في ظل صمت اقليمي ودولي رهيب، الامر الذي يذكرنا بما قام به نظام صدام حسين في كردستان العراقquot;.

وأوضح كدو أن المعارك الاخيرة بين الأكراد والمجموعات المسلحة التي تستظل بالجيش الحر تخدم النظام السوري وتطيل من عمره، وكذلك تطيل من امد الازمة السورية، وجاءت بعد توجه الأكراد لترتيب بيتهم الداخلي من خلال مناقشة تشكيل ادارة مدنية انتقالية مشتركة من سائر المكونات المتعايشة في كردستان سوريا، بهدف ملء الفراغ الاداري الذي نتج عن خروج عدد كبير من المدن والقرى والقصبات الكردية عن سيطرة النظام في تلك المناطق منذأشهر طويلةquot;.

مستهدف في وجوده

وأضاف كدو: quot;في خضم تشابك الامور وتعقيدها على الساحة السورية، هناك اعتقاد لدى مختلف اوساط الشعب الكردي بأنه مستهدف في وجوده، وأن المعارك الحالية لا تستهدف حزبًا أو تنظيمًا أو توجهًا سياسيًا بعينه، بقدر ما تستهدف وجود الأكراد كشعب يعيش على ارضه التاريخية منذ مئات السنينquot;.

ولم يستبعد أن يؤدي التدخل الاقليمي التركي غير المباشر في المعارك إلى ردات فعل موازية لتلك التدخلات، وبالتالي اشعال المنطقة، والانعكاس سلبًا على عملية السلام الجارية في تركيا بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية.

من ناحية أخرى، اقدمت اجهزة النظام الامنية في دمشق على مداهمة منزل القيادي في حزب اليسار الديمقراطي مصلح محمد (ابو اديب) رئيس المجلس المحلي الكردي فرع العاصمة، واقتادته إلى جهة مجهولة.
وأصدرت الامانة العامة للمجلس الكردي بيانًا تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، دانت فيه الاعتقالات التعسفية والملاحقات الامنية وطالبت بالافراج عن المعتقلين.

وأوضح البيان قيام دورية تابعة لإحدى الفروع الأمنية في دمشق بمداهمة منازل عدد من أعضاء المجلس الوطني الكردي في حي وادي المشاريع بدمشق الاحد الماضي، من بينهم مصلح محمد وعبد الكريم وأبو خالد.

وحمل حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا السلطات مسؤولية التداعيات التي قد تترتب على الحالة الصحية لمصلح محمد، الذي يعاني من مرض مزمن، وطالب بالإفراج الفوري عنه وعن كافة المعتقلين السياسيين والكف عن ملاحقة واعتقال الأكراد وقياداتهم.