تحاول قوات النظام السوري استعادة بلدة خان العسل بريف حلب، بعدما حررها الثوار منذ أسبوع، فالقتال على أطراف البلدة عنيف جدًا، يرافقه قصف على أحياء حلب، إلى جانب اشتعال الجبهات الأخرى قصفًا عنيفًا واشتباكات ضارية.


بيروت: كانت بلدة خان العسل أهم المعاقل النظامية المتبقية في ريف حلب الغربي، لكنّ مقاتلي المعارضة السورية تمكنوا من تحريرها في 22 تموز (يوليو) الجاري، بعد أيام عدة من المعارك العنيفة، فقد خلالها الجيش النظامي نحو 150 جنديًا، بينهم 51 جنديًا أعدموا ميدانيًا. واليوم الأربعاء، تدور اشتباكات ضارية بين الطرفين على أطراف خان العسل، إذ تحاول القوات النظامية استعادتها، بحسب ما افاد به المرصد السوري لحقوق الانسان.

قتال ضارٍ

خان العسل استراتيجية للطرفين، وقد تبادلا في 19 آذار (مارس) الماضي الاتهامات باطلاق صاروخ يحمل موادَّ كيميائية على البلدة. ويبدو من ضراوة القتال إن القوات النظامية جادة جدًا في استعادة البلدة، بالرغم من أن هذه المهمة لن تكون سهلة أبدًا، خصوصًا أن مقاتلي المعارضة في حلب منظمون وحسنو التجهيز والتسليح، ويتمتعون بعزيمة قتال قوية.

فالجيش السوري النظامي يدك خان العسل، وأحياء حلب الأخرى، كقاضي عسكر والصاخور ومساكن هنانو، منذ منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، بعد تأكيدات نظامية نقلتها تقارير صحفية عن وضع حلب في مقدمة أجندة وأولويات القيادة السياسية والعسكرية السورية.

ونقلت صحيفة الوطن السورية، القريبة من النظام، عن مصدر سوري قوله إن حلب quot;ليست لقمة سائغةquot;، مؤكدًا قدوم تعزيزات عسكرية ستحسن شروط القتال، بعدما استعاد الجنود عزيمتهم إثر إنجازاتهم في القصير وتلكلخ وخالدية حمص والغوطة الشرقية.

اختراقات

إن نجح النظام السوري في استرجاع خان العسل، ولو منهكًا، يكون قد سجل اختراقًا ثالثًا، بعد أول في القصير الاستراتيجية في ريف حمص، وثانٍ في حي الخالدية المحوري بحمص، التي يسميها المعارضون عاصمة الثورة، ولو كانت هذه الاختراقات لم تكن لتتحقق لولا تدخل عسكري مباشر من نخبة مقاتلي حزب الله اللبناني.

وكما اتاح سقوط القصير للنظام ربط الساحل بدمشق، اتاحت السيطرة على الخالدية للنظام فصل المعاقل المتبقية للمعارضة في حمص، المحاصرة منذ اكثر من عام، ما قد يمهد للسيطرة على كامل المدينة.

ومن هذا المنطلق، يستمر القصف المدفعي العنيف على احياء باب هود وحمص القديمة والوعر، بحسب المرصد، الذي أكد تعرض مصفاة حمص لتكرير النفط لسقوط العديد من القذائف المجهولة المصدر، ما ادى إلى اضرار مادية واصابة شخصين بجروح. وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) إن ارهابيين هم من قصفوا المصفاة.

قتلى من الأطفال

أحصى المرصد امس سقوط 153 شخصًا بفعل الاشتباكات المستمرة في دمشق، بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية عند اطراف حي برزة، الذي تعرض للقصف من قبل القوات النظامية، التي قصفت كذلك حي جوبر.

وفي شمال غرب سوريا، افاد المرصد عن مقتل تسعة اشخاص بينهم خمسة اطفال وسيدتان، جراء القصف بالبراميل المتفجرة على قرية البارة في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب، مساء الثلاثاء. وكانت اعمال القصف والغارات الجوية في ارياف حمص وادلب وحلب أدت أمس الثلاثاء إلى مقتل 16 طفلًا آخرين، بحسب المرصد.