دمشق: اعتبر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان الحل السياسي هو السبيل الوحيد من اجل وضع حد للنزاع الدامي في البلاد، لكنه رفض التحاور مع quot;الارهابquot;، وفق ما قال في حديث الى صحيفة سورية الخميس. وقال الحلقي لصحيفة quot;الوطنquot; القريبة من السلطات quot;نحن مع الحوار، لكننا لا نتحاور مع الإرهابquot;.

وتـأتي هذه التصريحات وسط جهود روسية اميركية متواصلة منذ اشهر لعقد مؤتمر دولي سعيا للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ عامين، بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة. ولم تثمر الجهود تحديدا لموعد المؤتمر الذي اصطلح على تسميته quot;جنيف 2quot;، او التوافق على تفاصيله.

واعتبر الحلقي انه quot;ليس المطلوب من سوريا ان تجلس في جنيف لتفاوض منظمات إرهابية صنفها مجلس الأمن بأنها منظمات إرهابيةquot;. وتصنف دمشق مقاتلي المعارضة بـ quot;الارهابيينquot;. ويشكل quot;الجيش السوري الحرquot; مظلة لغالبية هؤلاء المقاتلين، كما تنشط في القتال مجموعات اسلامية متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، ابرزها quot;جبهة النصرةquot; التي صنفتها الامم المتحدة منظمة ارهابية.

واعتبر الحلقي quot;ان ما يسمى الجيش الحر هو بالأساس عبارة عن كذبة لتغطية ما تقوم به تلك المجموعات الإرهابية ومعظم عناصره اليوم في صفوف النصرة والقاعدةquot;.

في المقابل، شدد رئيس الوزراء على ان quot;سوريا مؤمنة بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة التي يمر بها البلد... ودعت المعارضة في الخارج للمشاركة... كما دعت المجموعات المسلحة التي تركت السلاح وتعهدت بعدم العودة إليه للانخراط في هذه اللقاءاتquot;.

واشار الى ان ذلك سيكون quot;بهدف إطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل وانجاز المصالحة الوطنية ووقف نزيف الدم السوريquot;. وكان الرئيس الاسد دعا في خطاب في كانون الثاني/يناير الماضي الى حوار وطني تدعو اليه الحكومة الحالية، ينبثق منه ميثاق وطني يعرض على الاستفتاء قبل تشكيل حكومة موسعة.

واضاف الحلقي quot;موقف المعارضة هو الرفض واختيار العمل المسلح ضد المواطنين السوريين والجيش العربي السوري والممتلكات العامة والخاصةquot;. وترفض المعارضة اي حوار لا يؤدي الى رحيل الرئيس الاسد واركان نظامه.

وشدد الحلقي على ان quot;السوريين يستطيعون حل مشاكلهم عبر الحوار وعلى أن يكون الحل سورياً وبقيادة سورية بعيداً عن التدخل الخارجي، وعلى قاعدة وحدة سوريا وأمنها واستقرارها ومن دون شروط مسبقةquot;. واعتبر ان quot;صندوق الاقتراع هو الحكم وهو الفيصل في اختيار من سيحكم هذا البلدquot;. وتنتهي الولاية الحالية للرئيس السوري في صيف العام 2014.

وأعلن الحلقي أن الحكومة اقامت نحو 830 مركزا لايواء النازحين من اماكن اقامتهم بسبب اعمال العنف في عدد من المدن السورية، وقال إن quot;الحكومة قد افتتحت ما يقرب من 830 مركزاً لديها لإيواء المهجرين بشكل موقت على مستوى القطرquot;.

واشار الى ان quot;ما يقرب من 170 ألف مواطن من المتضررينquot; باتوا يقيمون في هذه المراكز التي تضم quot;مدارس ومراكز رعاية اجتماعية ومراكز تنمية ريفية ووحدات الصناعات الريفية وبعض معسكرات الطلائع وأبنية ومنشآت حكومية أخرىquot;.

واوضح ان quot;اجمالي الأسر المهجرة بلغ 918 ألف أسرة تضم نحو 4,9 ملايين فرد في جميع المحافظاتquot;، ما يجعل نسبة المقيمين في هذه المراكز خمسة بالمئة من اجمالي المهجرين. واشار الى ان quot;الباقي توزع في الأحياء السكنية الهادئة نسبياquot;.

وادى النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار (مارس) 2011 الى اوضاع انسانية صعبة في العديد من المناطق، مقرونة بصعوبة ايصال المساعدات نظرا الى تدهور الوضع الامني. وكشف الحلقي ان ما تم صرفه على مراكز الايواء يعادل 12.4 مليار ليرة سورية (620 ألف دولار بحسب سعر صرف الدولار في الاسواق)، يتم تقديمها بين الحكومة والمجتمع الأهلي والمنظمات الدولية غير الحكومية.

وادى النزاع الى لجوء نحو 1.8 مليون سوري الى الدول المجاورة، بحسب الامم المتحدة التي تتوقع ان يكون نحو 6,8 ملايين شخص داخل سوريا في حاجة الى المساعدة هذا العام، غالبيتهم هجروا من منازلهم. كما اودى النزاع بحياة اكثر من 100 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.