باماكو: ابراهيم ابو بكر كيتا الذي تصدر نتائج انتخابات الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الاخيرة في مالي زعيم قبلي مشهور في الساحة السياسية المالية ومعروف بانه quot;رجل حديديquot;.
وحصل هذا المرشح الذي هزم مرتين في الانتخابات الرئاسية في 2002 و2007 ويترشح للمرة الثالثة في سن الثامنة والستين على 39,2 بالمئة من الاصوات مقابل 19,4 بالمئة لخصمه الرئيسي سومايلا سيسي (63 عاما).
وخلافا لسومايلا سيسي اكبر منافسيه الذي انتقده بشدة، ظل ابراهيم ابو بكر كيتا الذي يرتدي الثياب الاوروبية والتقليدية على حد سواء، متكتما جدا كما فعل حين وقوع الانقلاب العسكري في 22 اذار/مارس 2012 الذي اطاح بالرئيس حمادو توماني توري وادى الى سقوط شمال البلاد بين ايدي حركة تحرير الازواد الطرقية وحلفائها المقاتلين الاسلاميين.
واليوم يعلن ابراهيم ابو بكر كيتا في مهرجاناته الانتخابية ان هدفه الاساسي هو quot;المصالحةquot; في بلد يعاني من انقسام شديد. وكان اول من زار كيدال بين المرشحين ال27، في شمال شرق البلاد، مهد الطوارق الذين تدهورت علاقاتهم كثيرا بالمجموعات الاخرى حتى انها تحولت احيانا الى اعمال عنف.
ويقول في خطبه التي يستهلها دائما بآيات قرآنية (90% من سكان مالي مسلمون) quot;من أجل كرامة مالي سأستعيد السلام والامن، وسأعيد الحوار بين كافة ابناء أمتنا، سألم شمل شعبنا من حول القيم التي صنعت تاريخنا وهي الكرامة والسيادة والشجاعة والعملquot;.
وقد كان ابراهيم ابو بكر كيتا خلال الثمانينيات مستشارا في الصندوق الاوروبي للتمنية ثم رئيس مشروع تنمية في شمال مالي. وما زال احد سائقيه يذكر quot;توبيخا شديداquot; تعرض له اثر ارتكابه خطا تافها. وقال quot;انه يعمل كثيرا وقد يصبح شرسا عندما يغضبquot;.
واطاحت رياح الديموقراطية التي هبت على القارة الافريقية في 1991 بالجنرال موسى تراوري الذي قاد مالي بقبضة من حديد منذ 1968، واطاح به انقلاب تلى انتفاضة شعبية، وشارك ابراهيم ابو بكر كيتا بعد سنة في فوز الفا عمر كوناري، مرشح التحالف من اجل الديمقراطية في مالي (اديما).
وفي شباط/فبراير 1993 عين وزيرا للخارجية ثم رئيس الوزراء السنة التالية في ظرف شهدت فيه مالي ازمة مدرسية واضرابات شلت البلاد، وأمر الرجل الذي كان يجهر بانتمائه الى quot;اليسارquot; بقمع المضربين بشدة معتبرا انهم يخضعون quot;للتلاعبquot; مستعملا عبارة quot;لا لشيانليquot; (الحثالة) التي قالها الرئيس الفرنسي شارل ديغول خلال انتفاضة ايار/مايو 1968.
وقرر حينها اغلاق المادرس وتعطيل الدراسة خلال كامل السنة الدراسية 1993-1994.
وبعد صراعه مع التلاميذ والطلاب والنقابيين، واجه معارضي نظام الفا عمر كوناري الذي انتخب مجددا في 1997 لولاية ثانية واخيرة من خمس سنوات.
وكان ابراهيم ابو بكر كيتا يعتقد انه في انتخابات 2002 سيكون مرشح حزبه ليخلف كوناري. لكن عندما تخلى عن منصب رئيس الوزراء قوبل بحركة احتجاج داخل حزبه quot;اديماquot;، فانسحب من الحزب الرئاسي واسس حزبه في 2001 التجمع من اجل مالي.
وعلى الرغم من دعم قسم من عناصر quot;اديماquot; التحقوا بحزبه، هزمه في الانتخابات الرئاسية في 2002 امادو توماني توري، الجنرال الذي اطاح بموسى تراوري في 1991 ووفى بوعده تسليم الحكم الى المدنيين بعد ذلك.
ووصف ابراهيم ابو بكر كيتا تلك الانتخابات بانها quot;محض مهزلةquot; واصبح رئيس الجمعية الوطنية لمدة خمس سنوات، وهزمه امادو توماني توري مجددا في 2007. ويبدو ان الانتخابات المقررة في 28 تموز/يوليو في ظرف ازمة لم تشهدها البلاد من قبل، اخر آماله في الفوز اخيرا، نظرا لسنه.