يحتفل المعتصمون المؤيدون للرئيس المصري المعزول محمد مرسي بقدوم عيد الفطر على طريقتهم الخاصة، فرغم أن بعض التيارات الإسلامية، أصدرت فتاوى بتحريم إعداد كعك العيد، معتبرة أنه بدعة، إلا أنها ناقضت نفسها هذا العام، وصنعته بأيديها.


القاهرة: رغم تآكل احتمالات التوصل إلى مصالحة وطنية، والخروج من الأزمة بين الإخوان والسلطة الجديدة في مصر، إلا أن الحياة في اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، تمضي على وتيرتها المعتادة، وكأنّ شيئاً لا يجري خارج هذا الإعتصام.

وتمضي الحياة ويحتفل المعتصمون بعيد الفطر، متجاهلين الأخطار، والتهديدات التي تطلقها السلطات من حين لآخر، بأنها سوف تفض إعتصامهم بالقوة.

مجتمع متكامل ومنعزل

وقد تحول إعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بميدان رابعة العدوية بالقاهرة، إلى مجتمع متكامل ومنعزل عمّا يجري بالخارج، فلديه وسائل إعلامه الخاصة به، من قنوات فضائية تبث من الميدان بواسطة سيارة بث تلفزيوني، تم الإستيلاء عليها من التلفزيون المصري، ولديها إذاعات تثبت عبر الإنترنت، ومجلة أسماها القائمون عليها quot;صوت الشهيدquot;، ويتوفر داخل الميدان كذلك مطعم ضخم يقدم وجباته للمعتصمين مجاناً، ولديهم طيارة صغيرة الحجم، تصور الإعتصام من السماء، توثيقاً له، وأنشأ المعتصمون حمامات، لقضاء الحاجة والإستحمام، بل وفروا أماكن للأزواج من أجل التلاقي الجنسي.

كعك العيد

ولم ينسَ هؤلاء الاستعداد والتجهيز للإحتفال بعيد الفطر، فمنذ نحو أسبوع بدأت النساء في تجهيز الكعك، وهو أحد أشهر طقوس احتفال المصريين بعيد الفطر، وجلست عشرات النسوة في هذا الأسبوع يخبزن الكعك بأشكال مختلفة، ولم ينسين كتابة كلمات إحتجاجية بالكعك، منها quot;مرسي رئيسيquot;، quot;إرحل يا سيسيquot;، quot;لا للإنقلابquot;.

ورغم أن بعض التيارات الإسلامية، أصدرت فتاوى بتحريم إعداد كعك العيد، معتبرة أنه بدعة، إلا أنها ناقضت نفسها هذا العام، وصنعته بأيديها، وأنشدت النساء وهن يجهزن الكعك: quot;يا أبو دبورة ونسر وكاب.. تعالى وشوف كعك الإرهابquot;، وquot;هيلا وهيلا وهيلا هو.. كعك مرسي مفيش زيوquot;، quot;البسكوت ويا العيدية.. مرسي رئيسي معاها شرعيةquot;، quot;قولوا للسيسي يا خيبة قوية.. مرسي رئيسي معاه شرعيةquot;.

ملاهٍ ومسرحيات

ومن مظاهر إحتفال المعتصمين في ميدان رابعة بالعيد، إنشاء ملاهٍ للأطفال، للعب فيها.

ودشن المعتصمون برنامجاً لقضاء العيد في رابعة العدوية، حمل عنوان quot;في ‫رابعة‬ ... عيدك أحلىquot;، ويشمل زيارات لـquot;مصانع الكعكquot;، وألعاباً للأطفال في الملاهي، وتنظيم دورة رياضية ثاني وثالث أيام العيد، بالإضافة إلى تقديم مسرحيات واسكتشات على المنصة، وتنظيم quot;مهرجان الأنشودةquot;، ومسرح عرائس، ومهرجان رسم quot;الشهيد عيسى عصامquot;، وquot;ساقية رابعة الثقافيةquot;، وتقدم فقرات ثقافية من إلقاء للشعر والقصة، وغيرها من الفنون الثقافية، وquot;بانوراما رابعةquot;، وتقدم مشاهد عبر البروجيكتور، للتاريخ المصري، والنضال من أجل الحرية.

وفد بريطاني

وفي السياق ذاته، زار وفد من مجلس العموم البريطاني ميدان رابعة العدوية، وتجول في الإعتصام، والتقى بقيادات الإعتصام، لاسيما الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان، وزار المستشفى الميداني.

مظاهرات عيد النصر

ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، المكون من أحزاب إسلامية، المصريين للتظاهر، يوم العيد تحت عنوان quot;عيد النصرquot;، مشيرًا إلى أنه quot;يتطلع لنصر مبين وفتح قريب وعودة للشرعية الدستورية كاملة وإنهاء هذا الانقلاب وما ترتب عليه من آثارquot;.

وانتقد ما وصفه بـquot;فبركة أحكام باطلة والزج بالثوار والوطنيين في السجون وتنفيذ مخطط الانقلاب العسكري الدموي، وكذلك ما يقوم به تجاه القضاة الشرفاء الذين أصروا على الانحياز للشرعية الدستورية والمسار الديمقراطيquot;.

المرشد يدعو لإستمرار الإعتصام

ومن جانبه، دعا المرشد العام للإخوان المسلمين، المصريين إلى الإحتفال بالعيد، والاستمرار بالاعتصام والتظاهر حتى إسقاط ما وصفه بـquot;الانقلاب العسكري الدمويquot;.

وقال: quot;دفع الشعب المصري كله مرات عديدة جهدًا ووقتًا ومالاً بل ودماء وشهداء ومصابين ليحصل على شيء غالٍ عاش آلاف السنين ينتظره ويتشوق إليه ليحصل على ما يليق به، وقد حصل عليه غيره من شعوب العالم، رئيس مدني حر منتخب انتخاباً حراً، ودستور بنسبة موافقة عالية شهد له الخبراء بأنه من أفضل ما وضعه البشر من دساتير إن لم يكن أفضلها يراعي كل حقوق المواطنة والحريات لكل من على أرض مصرquot;.

وأضاف في رسالته بمناسبة عيد الفطر: quot;الشعب كله تقريبًا مصرّ على حريته ودستوره وأصواته ورئيسه إصرارًا لن يقبل التراجع عنه قيد أنملة لإسقاط انقلاب عسكري دموي حاول أن يدوس بقدمه على إرادة الشعبquot;.

وأشار إلى أن الحرية ثمنها الدماء، وقال: quot;جاء العيد وقلوبنا تتفطر على ارتقاء شهداء بالمئات على طريق الثورة التي كنا نتمنى على أطراف الغدر والخيانة أن تبقيها بيضاء، ولكن لا بأس فإن quot;للحرية الحمراء باباً بكل يد مضرجة يدقquot;.

ولفت إلى أنهم بإنتظار الفرحة الكبرى بعودة الشرعية، وقال: quot;ستتم فرحتنا بإذن الله ونصر الله (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج:40) quot;ويقسم رب العزة : quot;وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حينquot; ونحن حتى الآن في فرحة إن أعاننا الله على أداء رمضان، ليس كغيره من شهور رمضان التي مرت علينا في عمرنا كله، نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم وكما أن للصائم فرحتين عند فطره وعند لقاء ربه نرجو أن تتحقق لنا الفرحة الكبرىquot;.