يحلم الكثير من المسيحيين والشيعة في مصر بعودة الأجواء التي كانت سائدة في عصر نظام الرئيس السابق حسني مبارك خاصة مع ازدياد مشاعر الكراهية ضدهم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، فيما يواجهون الآن مضايقات بسبب تأييدهم لرحيل الرئيس الإخواني.
دبي: سلطت صحيفة quot;لوس أنجليس تايمزquot; الأميركية الضوء على ما أطلقت عليه القنبلة القابلة للإنفجار في أي وقت في مصر، وهي رغبة quot;إخوان مصرquot; والتيار السلفي في الإنتقام من الأقلية الشيعية والمسيحيين في مصر، رداً على تأييدهم المطلق لعزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن شيعة مصر يبلغ عددهم مليون شخص، وهو الرقم الذي قد يشكل مفاجأة مدوية لغالبية المصريين الذين لم يشعروا بوجود هذا المذهب قبل أن تنفجر الصراعات الطائفية الممتزجة بالمشاكل السياسية في لبنان والعراق وسوريا.
وأضاف تقرير الصحيفة الأميركية: quot;حينما كان حسني مبارك في سدة الحكم بمصر واجه أحمد هلال السجن أربع مرات لأسباب عقائدية ودينية، وعلى الرغم من ذلك فهو وغيره من شيعة مصر يحلمون بعودة الأجواء التي كانت سائدة في عصر مبارك، خاصة أن مشاعر الكراهية ضدهم ارتفعت بصورة لم يسبق لها مثيل في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وهم الآن يواجهون خطراً أكبر في ظل اليقين الذي يسيطر على جماعة الإخوان في مصر من أن الشيعة والمسيحيين ساندوا خطوة الجيش بعزل مرسي، وحرصوا على المشاركة في المظاهرات التي أطاحت بالحكم الإخوانيquot;.
وتابع التقرير: quot;أحمد هلال يتلقى على هاتفه رسائل تهديد بالملاحقة والقتل، وهو يخشى مثل غيره من شيعة مصر من إنتقام الإخوان والسلفيين منهم لأسباب عقائدية في الأساس ثم سياسية في الفترة الأخيرة، ولكن هلال وغيره من شيعة مصر يشعرون بالسعادة لأنهم حرروا بلادهم من قبضة الحكم الإخوانيquot;.
كما أشار التقرير الأميركي إلى أن 10 % من سكان مصر من المسيحيين لا تختلف مخاوفهم كثيراً عن مخاوف الشيعة، حيث يخشون من إنتقام التيارات الاسلامية السياسية، وخاصة الإخوان والسلفيين منهم لأنهم شاركوا بصورة واضحة في مظاهرات ومسيرات الإطاحة بمرسي.
يذكر أن هناك خلافاً كبيراً في تقدير عدد المسيحيين في مصر، ولكن الشائع أنهم يشكلون 10 % من سكان البلاد، وقد يصل عددهم إلى 8 ملايين في الداخل و 4 ملايين في المهجر، فيما أشار أعلى التقديرات إلى أنهم يبلغون 13 مليوناً، مما يجعلهم التجمع المسيحي الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويُشكّل المسيحيون مع الأقلية الشيعية قوة كبيرة في الحراك السياسي في مصر، إلا أن إختلاط السياسة مع الدين أصبح يهدد إستقرار المجتمع المصري، وأصبحت الفتنة الطائفية أو المذهبية قنبلة موقوتة تهدد الجميع في ظل إنفجار الوضع السياسي.
التعليقات