تحولت المساجد إلى مستشفيات مؤقتة يوم الأربعاء حيث أدخل المئات من الجرحى الذين أصيبوا في عملية فض اعتصامي أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي في القاهرة بهدف quot;استعادة الأمنquot;.


بيروت: على الرغم من التحذيرات والمطالبة بوقف التظاهرات، إلا أن مناصري الرئيس المعزول محمد مرسي رفضوا الرحيل، مما دفع الشرطة إلى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة ما أسفر عن مقتل 525 شخصاً وجرح آلاف الآخرين، وفقاً لأرقام وزارة الصحة المصرية.

وتحولت المساجد إلى مستشفيات مؤقتة حيث تلطخت سجادات الصلاة بدماء الجرحى. وتنقلت الطبيبة عبير علي بين الحشود التي تجمعت في مسجد صغير حيث عملت على علاج الجرحى الذين أصيبوا بالرصاص.

خارجاً، بدت الشوارع شبيهة بممرات مستشفى حيث وضع المتظاهرون أقنعة لحماية أنفسهم من الغاز المسيل للدموع الذي ألقته قوات الأمن في محاولة لتفريق أنصار مرسي الذين عسكروا في ساحة رابعة العدوية، على بعد 300 متر.

وكان الآلاف من الناس قد تجمعوا على حواف الميدان صباح يوم الاربعاء بعد أن بدأت الأنباء تتوارد عن الحملة التي تشنها القوات المسلحة على المعتصمين. واعتبرت صحيفة الـ quot;لوس أنجلوس تايمزquot; أن لجوء الشرطة إلى القوة لفض الاعتصامات أدى إلى اندلاع معارك في الشوارع في مختلف أنحاء البلاد.

وأغلقت المتاجر والشركات حول ميدان رابعة، ولم يجرؤ أحد على الوقوف في الشارع باستثناء صاحب استراحة صغيرة يبيع المشروبات الغازية ورقائق البطاطس. وكان الناس يتدفقون على هذا البائع، ليس من أجل مكافحة الحر بل من أجل سكب المشروبات الغازية على عيونهم لغسلها من الغاز المسيل للدموع.

القضية أكبر من مرسي

وبعد أن كانت الاحتجاجات تهدف للتعبير عن الدعم لمرسي، أدت الاحتجاجات إلى طغيان مشاعر الغضب من الجيش على تأييد الرئيس، فيقول علاء الدين أحمد، محاسب كان يعتصم في الساحة ان quot;القضية صارت أكبر من مرسي وعما إذا كان سيعود إلى مقعد الرئاسة ام لاquot;.

مع حلول الليل، بدأ تنفيذ قرار حظر التجول بموجب إعلان حالة الطوارئ، لكن الغضب لم يهدأ إذ بدأ الرجال والصبية بجمع الزجاجات الفارغة لصنع قنابل المولوتوف وتفجيرها في الهواء في بعض الاحيان.

في غضون ساعات، كانت الشوارع قد تحولت إلى ساحة معركة مدمرة، فالحافلات والمركبات الحكومية في الشارع والاطارات المشتعلة والقمامة مبعثرة في كل مكان، في حين ظهرت مجموعات مراقبة الاحياء التي تضم رجال مسلحين بالعصي والسكاكين لحراسة شوارعهم.

ويقول أحمد: quot;لا يوجد خيار سوى البقاء هنا. لن نضع الخيام لأننا سنكون في معارك كر وفر طوال الليل. هل يعتقدون اننا سنرحل ونترك الناس يموتون عبثاًquot;. وختم قائلاً: quot;الاعتصامات كانت سلمية. لكن بعد ما حدث اليوم، لم يعد هناك ما يدعى سلميةquot;.