لم يحظ مسؤول أميركي رفيع المستوى من التكريم والإشادة من رئيس مثل ما حظي به مستشار الأمن القومي المنتهية مهمته توم دونيلون، وهو أقدم موظف في الجهاز الحساس في البيت الأبيض، حيث عاصر ستة من الرؤساء حين بدأ خدمته وهو في سن الـ 22 في عهد الرئيس جيمي كارتر.


نصر المجالي: كان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن عن تعيين المندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس لخلافة دونيلون في يوليو/ تموز الماضي. وألقى أوباما كلمة أمام حفل في الحديقة الوردية للبيت الأبيض، كال فيها عبارات المديح والتقدير غير المسبوقة لدونيلون.

وقال أوباما: quot;من بين جميع الوظائف في الحكومة، تشكل قيادة فريقي للأمن القومي إحدى المهمات التي تتطلب مجهودًا مضنيًا، إن لم تكن الأكثر إلحاحًا. فمنذ اللحظة التي توليت فيها منصبي، اتكلت على التجربة الاستثنائية والأفكار المتبصرة لتوم دونيلون. وخلال كل يوم تقريبًا على مدى السنوات القليلة الماضية، كنت أبدأ كل صباح مع توم، الذي يترأس البيان الصحافي الرئاسي اليومي، لمئات المرات، لتقديم تقويم شامل للتطورات العالمية والتحديات الأكثر إلحاحًا، ولكونه مستشاري للأمن القومي، تشمل محفظته حرفيًا العالم بأسرهquot;.

أضاف الرئيس الأميركي: quot;لقد ساهم توم بالتأكيد في دفع مبادرات سياستنا الخارجية الاستراتيجية، وفي الوقت نفسه كان عليه أن يستجيب للأزمات غير المتوقعة، وذلك يحدث كل يوم تقريبًا. لقد أشرف ونسَّق أعمال فريقنا القومي بكامله عبر الحكومة، وهذه مهمة جبارة. ويعمل من دون توقف 24 ساعة في اليوم طوال أيام الأسبوع خلال 365 يومًا من السنةquot;.

أشعر بحزن
وتابع أوباما: quot;اليوم، يحزنني أن أعلن أنه بعد أكثر من أربع سنوات من الخدمة الاستثنائية، قرر توم التنحّي في بداية شهر يوليو/ تموز. وأنا فخور للغاية بأن أعلن عن مستشاري الجديد للأمن القومي، سفيرتنا المتميزة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، كما أعلن عن اسم مرشحتي لتحل محل سوزان في نيويورك، سامانثا باورquot;.

وأضاف الرئيس الأميركي: quot;عندما طلبت للمرة الأولى من توم الانضمام إلى فريقي، كنت أعرف بأنني سأحصل على أحد أوائل قادة السياسة الخارجية لدولتنا، شخص يملك شعورًا عميقًا بالتاريخ وفهمًا عميقًا لمكانة بلادنا في العالم. لقد شاركني في وجهة نظري بأنه من أجل تجديد الزعامة الأميركية في القرن الحادي والعشرين، ينبغي علينا بصورة أساسية أن نعيد التوازن إلى سياستنا الخارجية. وأكثر من ذلك، فقد عرف كيف يمكننا أن نفعل ذلكquot;.

وقال: quot;هل تعرفون أن توم هو ذلك المزيج النادر من القدرات الاستراتيجية والتكتيكية. وهو يتمتع بحس استراتيجي، يدلنا على المكان الذي ينبغي أن نذهب إليه، ولديه حس تكتيكي بكيفية الوصول إلى هناكquot;.

أخلاقيات أسطورية
علاوة على ذلك، أضاف الرئيس الأميركي quot;يتحلى توم بأخلاقيات أسطورية في العمل. لقد بدأ خدمته العامة في البيت الأبيض خلال فترة رئاسة كارتر، عندما كان لا يزال في عمر 22 سنة فقط - وبطريقة ما، تمكن من المحافظة على الاندفاع نفسه، والنشاط نفسه، والحماسة نفسها والاحترام نفسه للخدمة في الحكومة. وقد ساعد على تحديد شكل كل سياسة للأمن القومي خلال رئاستي- بدءًا من صياغة استراتيجية جديدة للأمن القومي متجذرة في قوتنا الاقتصادية هنا في الوطن، وصولًا إلى إنهاء الحرب في العراق. وهنا في البيت الأبيض، أشرف توم على العملية التي قادتنا إلى بن لادن. لقد ساعد على إبقاء عملية انتقالنا إلى المسار الصحيح ونحن ننهي الحرب في أفغانستانquot;.

وقال: quot;وفي الوقت عينه، لعب توم دورًا حاسمًا خلال قيامنا بتدعيم الركائز الدائمة للقوة الأميركية - تعزيز تحالفاتنا، من أوروبا إلى آسيا، وتعزيز علاقاتنا مع القوى الرئيسة، والمضي قدمًا للتوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة وشراكات في مجال الطاقة. وانطلاقًا من عقوباتنا الصارمة على إيران، ووصولًا إلى تعاوننا العسكري والاستخباراتي غير المسبوق مع إسرائيل، وبدءًا من معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا، وإقامة شراكات أعمق مع القوى الناشئة، مثل الهند، ووصولًا إلى بناء علاقات أقوى مع دول الخليج، كان توم فعالًا في كل خطوة نخطوها في هذا المضمار.

وعبّر أوباما عن تقديره العالي على وجه الخصوص لتوم لما قام به quot;في مساعدتنا على تجديد القيادة الأميركية في آسيا والمحيط الهادئ، حيث سيتحدد شكل الكثير من أمننا وازدهارنا في المستقبل. لقد عمل بدون كلل على صياغة علاقة بناءة مع الصين تدفع مصالحنا وقيمنا قُدمًا. وإنني ممتن لتوم، لأنه سينضم إليّ خلال اجتماعي مع الرئيس الصيني شي في هذا الأسبوعquot;.

نصح ومشورة
وتوجّه أوباما إليه بالكلام قائلًا: quot;أخيرًا، يا توم، إنني ممتن شخصيًا لك على ما أسديتنا به من النصح والمشورة، والأهم من ذلك كله على صداقتك. وكلما كنا نجلس سوية - سواء كان ذلك في المكتب البيضاوي أو في غرفة العمليات - كنت أفعل ذلك وأنا أعرف أنك قد قدت عملية مرهقة: بأنك تحديت الافتراضات، وبأنك طرحت الأسئلة الصعبة، وبأنك ترأست مجموعة مدهشة من موظفي الأمن القومي، الذين يعملون بجهد كبير، وقدمت إليّ مجموعة من الخيارات لتعزيز مصالحنا القومية. لا يمكن لرئيس أن يطلب أكثر من ذلك، وهذه هي شهادة على مهنيتك المدهشة، ولكنها أيضًا شهادة على حبك العميق لبلادناquot;.

أضاف quot;أدرك أن هذه الوتيرة الدؤوبة كانت تعني التضحيات بالنسبة إلى عائلتك - لكاثي، الموجودة هنا، رئيسة هيئة الموظفين السابقة للدكتورة بايدن، التي كنت فخورًا بترشيحها لمنصب سفيرتنا العالمية الجديدة لشؤون المرأة، ولولدي توم وكاثي الرائعين، سارة وتيدي. وهكذا، أود في هذا اليوم أن أشكر علنًا جميع أفراد عائلة دونيلون، لالتزامهم الثابت الذي يسري في عروق عائلتهم بالخدمة العامةquot;.

وقال أوباما: quot;لقد كنت معي في كل خطوة نخطوها على الدرب خلال هذه السنوات الأربع الماضية، والشعب الأميركي مدين لك بدين هائل من الامتنان على كل ما قمت به. لقد ساعدت على استعادة هيبة ومكانة دولتنا في العالم. لقد ثبّت موقعنا بصورة جيدة لمواصلة القيادة في السنوات المقبلة. وأعتقد أن توم دونيلون كان أحد مستشاري الأمن القومي الأكثر فعالية، الذين عرفتهم بلادنا على الإطلاق، لأنه قام بذلك من دون تبجح أو ضجيج. ولذا، ونيابة عنا جميعًا، شكرًا لك توم لخدمتك الاستثنائيةquot;.

شخصية رايس
وأوضح الرئيس الأميركي: quot;الآن، أنا فخور بأن تتولى هذه المهمة موظفة حكومية مثالية أخرى - هي السفيرة سوزان رايس، التي كانت مستشارة موثوقة لي خلال حملتي الرئاسية الأولى. وقد ساعدت على بناء فريقي للسياسة الخارجية وقادة دبلوماسيتنا في الأمم المتحدة خلال فترة ولايتي الأولى. إنني سعيد للغاية لعودتها إلى جانبي، وقيادة فريقي للأمن القومي خلال فترة ولايتي الثانيةquot;.

وتابع: quot;مع خلفيتها كأستاذة جامعية، تدرك سوزان أنه لا يوجد أي بديل من القيادة الأميركية. إنها متحمسة وعملِّية في الوقت نفسه. وأعتقد أن الجميع يدرك أن سوزان مناصرة شرسة لقضايا العدالة والكرامة الإنسانية، ولكنها أيضًا تدرك تمامًا أن علينا ممارسة قوتنا بحكمة وروِّيةquot;.

أضاف أوباما: quot;وكون سوزان قد خدمت ضمن هيئة موظفي مجلس الأمن القومي، فإنها تعرف كيف تجمع الناس سوية حول سياسة مشتركة، ومن ثم تدفع هذه السياسة نحو الإنجاز - وذلك لكي نحدث فرقًا، حيث يهمّ ذلك بأكبر درجة، هنا في البلاد التي تعهدنا بالدفاع عنها، وفي الحياة اليومية للناس الذين نحاول مساعدتهم في جميع أنحاء العالمquot;.

وبعدما عملت مساعدة لوزير الخارجية، quot;تدرك أن سياساتنا تكون أقوى عندما نسخِّر آراء ومواهب الناس عبر الحكومة. وهكذا، فإن سوزان هي موظفة حكومية بارعة - موظفة تضع بلدها في المقام الأول. إنها لا تعرف الخوف، إنها صلبة. إنها تلعب التنس بمهارة فائقة، وتلعب كرة السلة بشكل جيد. شقيقها موجود هنا، وأنا ألعب معه أحيانًا، وذلك يسري في عروق أفراد العائلة - يخطئ أحيانًا - ولكنه يسدد ضربة كبيرةquot;.

وبيّن الرئيس الأميركي: quot;بصفتها سفيرتنا لدى الأمم المتحدة، كانت سوزان مناصرة، لا تكلّ في دفع مصالحنا قدمًا. لقد أعادت تنشيط دبلوماسيتنا الأميركية في نيويورك. وساعدت على فرض عقوبات قاسية على إيران وكوريا الشمالية. ودافعت عن إسرائيل. ووقفت إلى جانب المدنيين الأبرياء، من ليبيا إلى ساحل العاج. ودعمت استقلال دولة جنوب السودان. ورفعت صوتها للدفاع عن حقوق الإنسان، بما فيها حقوق المرأةquot;.

أرقى التقاليد الدبلوماسية
وبعبارات بسيطة، قال أوباما، quot;تجسِّد سوزان أرقى تقاليد الدبلوماسية والقيادة الأميركية. ولذا شكرًا لك، يا سوزان، على القبول بتولي هذه المهمة المقبلة. وأنا واثق تمامًا بأنك ستنجحين في عملك. وأدرك أنه بعد سنوات من السفر إلى مقر عملك في نيويورك بينما يبقى إيان وجيك وماريس هنا في واشنطن، سوف تكونين أول شخص على الإطلاق في هذه الوظيفة يرى أفراد عائلته بدرجة أكبر من خلال تولي وظيفة مستشار الأمن القوميquot;.

وتابع quot;الآن، أكون عادة قلقًا بشأن فقدان مثل هذه الشخصية الاستثنائية في الأمم المتحدة، وأحاول أن أتصور كيف نستطيع استبدالها. ولكن لحسن الحظ، إنني واثق بأن لدينا سفيرة منتظرة للأمم المتحدة تتمتع بخبرة وكفاءة ونشاط، هي سامانثا باورquot;.

السفيرة سامنثا باور
حول تعيين سامانثا باور سفيرة لدى الأمم المتحدة، قال الرئيس الأميركي: quot;جاءت سامانثا للعمل معي في العام 2005، بعد فترة قصيرة من انتخابي عضوًا في مجلس الشيوخ، كإحدى الصحافيات البارزات في بلادنا، وأعتقد أنها فازت بجائزة بوليتزر، وهي في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمرها. إنها إحدى المفكرات المتفوقات في السياسة الخارجية، وقد أظهرت لنا أن المجتمع الدولي لديه مسؤولية أخلاقية ومصلحة عميقة لحل النزاعات والدفاع عن كرامة الإنسانquot;.

أضاف quot;وكعضو بارز في فريقي للأمن القومي، كانت سامانثا باور مناصرة عنيدة للمصالح والقيم الأميركية، وبناء الشراكات باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومحاربة آفة معاداة السامية، ومكافحة الاتجار بالبشر. وإلى الذين يهتمون اهتمامًا عميقًا بانخراط أميركا وقيادتها، التي لا غنى عنها في العالم، سوف تجدون في سامانثا مناصرة قوية لهذه القضاياquot;.

وقال: quot;قد عملت سامانثا على مدى السنوات الأربع الماضية جنبًا إلى جنب مع سوزان في منصبها، لأن سامانثا كانت الموظفة الرئيسة في البيت الأبيض المسؤولة عن القضايا ذات الصلة بالأمم المتحدة. وإنني واثق تمامًا بأنها ستكون جاهزة في اليوم الأول لقيادة بعثتنا في نيويورك، بينما تستمر في أن تكون عضوًا لا غنى عنها في فريقي للأمن القوميquot;.

وأوضح الرئيس الأميركي: quot;إن سامانثا باور تعرف نقاط القوة في الأمم المتحدة. وتعرف نقاط الضعف. تدرك أن المصالح الأميركية عندما يحتشد العالم إلى جانبنا. وتدرك أن علينا أن ندافع عن الأشياء التي نؤمن بها. وللتأكد بأن لدينا القيادة القائمة على المبادئ التي نحتاجها في الأمم المتحدة، أحث بشدة مجلس الشيوخ الموافقة على تعيينها بدون تأخير. لذلك، أقول لسامانثا، شكرًا لك. وشكرًا لكاس، ولك، ولديلان ولريان لاستمراركم في خدمة بلادناquot;.

وختم الرئيس الأميركي حديثه بالقول: quot;هذا الفريق من الناس قد كرّس حياته بصورة استثنائية لخدمة أميركا. لقد جعلوا أميركا أكثر أمانًا. لقد جعلوا القيم الأميركية حيّة في أركان العالم، التي تستغيث بنا طلبًا لدعمنا وقيادتنا. لا يمكن أن أكون أكثر فخرًا من هؤلاء الأشخاص الثلاثة - وليس فقط بسبب ذكائهم، وليس فقط بسبب مهارتهم، وإنما بسبب نزاهتهم وقلوبهم. وإنني فخور جدًا بأن أحظى بشرف العمل مع توم. وإنني فخور جدًا بأنني سأحظى بشرف العمل مع سامانثا وسوزانquot;.

كلمة دونيلون
ورد مستشار الأمن القومي السابق على كلمة الرئيس أوباما بقوله: quot;شكرًا لكم، يا فخامة الرئيس. لقد أشرت إلى الساعات العديدة التي عملنا خلالها سوية في غرفة العمليات، التي أنشأها جون كينيدي بدون نوافذquot;.

وهنا قال أوباما: quot;بدون نوافذ؟quot;.

فرد دونيلون: quot;نعم بدون نوافذ. لذا أود أولًا أن أشكركم لإتاحتكم هذه الفرصة النادرة لي بأن أكون في الخارج للتمتع بالضوء الطبيعيquot;.

وتابع quot;لقد ذكرت أيضًا كيف بدأت خدمتي العامة هنا في عهد الرئيس كارتر في العام 1977 وأنا في الثانية والعشرين من عمري. ولا أزال أتذكر وأنا أغادر في نهاية اليوم، بأنني كنت أسير على الطريق التنفيذي الغربي، من أمام مكتب مستشار الأمن القومي آنذاك زبيغنيو بريجنسكي، ونظرت إلى نوافذ البيت الأبيض - الضوء مشتعل دائمًا في مكتب سبيغ (اللقب الذي عرف به بريجنسكي)، مهما كان الوقت متأخرًا. وكنت أفكر في نفسي، ألا يذهب هؤلاء الرجال إلى منازلهم؟. والآن، وبعد هذه السنوات العديدة، حصلت في نهاية الأمر على الجواب - كلا، لا يذهبون إلى منازلهم كثيرًا، على الأقل ليس كثيرًا أو في وقت مبكر كما ترغب زوجاتهم وأسرهمquot;.

واستطرد دونيلون: quot;السيد الرئيس، إن الخدمة بهذه الصفة، حيث أتيحت لنا الفرصة لحماية والدفاع عن الولايات المتحدة، لتحسين مركز الولايات المتحدة في العالم، هو امتياز وشرف طوال الحياة. لكن الخدمة خلال رئاستكم، هي خدمة خلال إحدى اللحظات الحاسمة في تاريخ دولتنا. ويعود ذلك إلى سبب رؤيتكم، وقيادتكم القائمة على المبادئ، والتزامكم بالدفاع عن مصالحنا والتمسك بمثلنا العلياquot;.

أضاف quot;تلك الساعات الطويلة من الاجتماعات والمؤتمرات الصحافية منحتني الفرصة لرؤيتكم بطريقة لم يترك فيها أحد سوى القليل من الناس: خلف أبواب مغلقة، بعيدًا عن الكاميرات، عندما تنكشف صفات القائد. وبعد إذنك، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشارك الناس بالقليل مما رأيتهquot;.

أصعب القرارات
وقال دونيلون: quot;أولًا، لقد رأيتك وأنت تتخذ واحدًا من أصعب القرارات التي يمكن أن يتخذها قائد عام - وهو قرار إرسال رجالنا ونسائنا في القوات المسلحة إلى طريق الأذى. لقد رأيت العناية الفائقة التي وزنت بها هذه القرارات الخطيرة، ورأيت تفانيك لعائلات رجالنا ونسائنا في القوات المسلحةquot;.

تابع quot;لقد رأيت وطنيتك الحقة، وحبك لبلادنا. عندما كنت تواجه أجندات ومصالح متنافسة، كنت دائمًا تعيد المناقشة إلى سؤال واحد: ما هي المصلحة الوطنية، وما هو الأفضل بالنسبة إلى أميركا؟. لقد رأيت التزامك الثابت بالقيم الأساسية التي تحدد هويتنا كأميركيين، دستورنا، والحريات المدنية، وسيادة القانون. لقد ذكرتنا مرارًا وتكرارًا، بأنه ينبغي على قراراتنا أن تصمد بوجه حكم التاريخquot;.

وأضاف quot;أخيرًا، السيد الرئيس، لقد رأيتك تمثل الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، وماذا يعني ذلك للشعوب في أنحاء العالم كافة عندما تمثل بلادنا. عندما تهبط من على سلم الطائرة التي تحمل اسم quot;الولايات المتحدة الأميركيةquot;، عندما تتواصل مع الجماهير الأجنبية وتتحدث معهم حول التطلعات الأساسية التي نتشاطرها كبشر، فإنك تبعث برسالة واضحة بأن أميركا تريد أن تكون شريكة لهم. وتلك القدرة على التواصل، وصياغة روابط جديدة، هو شكل من أشكال القوة الأميركية والنفوذ الأميركي الذي يناصر مصالحنا ومثلنا العليا أيضًاquot;.

بالنسبة إلى نائب الرئيس بايدن و(السيدة عقيلته) جيل، قال quot;لقد اعتبرناكما أنا وكاثي صديقين عزيزين لأكثر من 30 عامًا، وكان شرفًا لنا أن نقوم بهذه الرحلة معكمquot;. وتابع quot;أما بالنسبة إلى زملائي وأصدقائي هنا في البيت الأبيض وفي الحكومة، فأقول لن يعرف الشعب الأميركي أبدًا عن حق مدى العمل الشاق الذي تقومون به في الدفاع عنهمquot;.

أضاف quot;وإلى شركائي القدماء في القيادة العليا لمجلس الأمن القومي- دنيس ماكدونو، وجون برينان، وتوني بلينكين، وليزا موناكو، ومايك فرومان، وبن رودس، وبراين ماكيون، أقول نعم الإخوة والأخوات أنتم في هذا الجهد العظيمquot;.

ثروة قومية
وقال: quot;إليكم وإلى جميع موظفي فريق الأمن القومي الاستثنائيين، إنكم ثروة قومية. وفي كل يوم تنهضون من فراشكم، وتأتون فيه إلى هنا - فإنكم تكرّسون أيامكم للمحافظة على أمن بلادنا. إنكم أفضل ما يمكن لدولتنا أن تقدمه، وقد كان لي الشرف والامتياز للخدمة مع كل واحد منكم. ويسعدني أن أرى الكثير منكم هنا اليومquot;.

وإلى صديقَتيّ وزميلَتيّ- سوزان وسام- توجه بالقول: quot;أهنئكما، وأقول لكما إن البلاد محظوظة بأن يكون لديها قادة يتمتعون بذكائكما، وتعاطفكما، وتصميمكما. يا سوزان، سوف تكونين مستشارة بارزة للأمن القومي. ويا سام، سوف تكونين سفيرة بارزة لدى الأمم المتحدة. ونقدر بالفعل رغبتكما في القيام بذلكquot;.

وأخيرًا، وبصورة أكثر أهمية، إلى كاثي، وسارة، وتيدي- كما قال الرئيس، quot;لقد عنت هذه الوظيفة تضحيات عظيمة بالنسبة إليكم. وقدَّم كل واحد منكم بطريقته الخاصة مساهمة للبلاد. وأنا لن أكون أبدًا أكثر امتنانًا لكمquot;.

وختم المستشار السابق للأمن القومي بالقول: quot;وهكذا، السيد الرئيس، شكرًا لك لإتاحتك هذه الفرصة - الفرصة الاستثنائية لخدمتك وخدمة بلادنا. إنني أقف هنا - 36 عامًا، تمامًا تقريبًا من اليوم الذي وطأت فيه قدماي للمرة الأولى أرض البيت الأبيض، التي تبلغ مساحتها 18 أكر، للعمل، وينبغي عليّ أن أخبركم بأنني أغادر هذا المنصب بدرجة أقل ارتيابًا بكثير، وأكثر تفاؤلًا بكثير حول بلادنا ومستقبلها. وشكرًا جزيلاً لك، السيد الرئيسquot;.