وعد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني آلاف اللاجئين السوريين المتدفقين على الاقليم بأن سلطاته ستقدم لهم أقصى ما يمكن من العون والمساعدة وقال إنها ستخدمهم حتى يعودوا الى بلدهم مرفوعي الرأس محذرًا من أن سوريا تسير الى مصير مجهول، فيما اعلنت الامم المتحدة أن عدد هؤلاء اللاجئين الذين دخلوا العراق منذ الخميس الماضي قد ارتفع الى 30 ألفًا.

في وقت اعلنت الامم المتحدة عن وصول 30 الف لاجئ سوري الى اقليم كردستان العراق الشمالي منذ الخميس الماضي، فقد اكد رئيس الاقليم مسعود بارزاني خلال تفقده لأوضاع هؤلاء اللاجئين في مخيم quot;كركوسكquot; حيث اطلع بعد ظهر امس على مستوى الخدمات وتوفير المستلزمات الضرورية للاجئين أن سلطات الاقليم توفر لهم جميع مستلزمات اقامتهم. وخاطب اللاجئين قائلاً quot;أنتم الآن في دياركم وبين ذويكم وفي بلدكم وفي بيت إخوانكم وبالتوكل على الله ستتغلبون على هذه الأوضاع الحرجة التي تمرون بها وستعودون مرفوعي الرأس في أقرب وقت إلى دياركم .. ولغاية ذلك الحين سنقوم من جانبنا بكل ما بوسعنا في خدمتكمquot;. واشار الى أن مواطني الاقليم ومؤسساته وقواته يقومون حاليًا بواجبهم القومي والوطني بشكل منظم للاجئين من غرب كردستان وهي التسمية التي تطلق على المناطق الكردية في سوريا.
وفي رسالة موجهة الى الامم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية ومواطني وسلطات الاقليم قال بارزاني quot; إننا نرفض أن يتم إفراغ غرب كردستان من أهلها وإحداث خلل سكاني في المنطقةquot;، في اشارة الى المناطق الكردية بشمال البلاد، والذين يبلغ عددهم حوالي المليوني نسمة. وشدد على أن بقاء الكرد في مناطقهم بغرب كردستان ضروري جدًا لكي لا تتعرض مطالبهم وحقوقهم المشروعة للمخاطر. وقال: quot;كواجب قومي وإنساني يجب علينا جميعًا أن نحتضن أخوتنا وبهذه المناسبة أطالب شعب كردستان، وكل فردحسب طاقته، أن يعاونوا حكومة الإقليم في مساعدة هؤلاء الأخوة الأعزاء الذين أجبرهم الظلم والتدمير إلى مغادرة مناطقهم أو اللجوء إلى إقليم كردستانquot;.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العالمية بالمساهمة مع سلطات الاقليم في مساعدة اللاجئين السوريين الاكراد quot;لأن استيعاب وتلبية احتياجات هذا العدد الهائل من اللاجئين هو مهمة صعبة بالنسبة لحكومة الإقليم وينبغي على المجتمع الدولي أن يقوم بواجباته والتزاماته تجاههمquot;.
وعلى الصعيد نفسه، انتقد بارزاني خلال اجتماعه مع كارميلو فيكارا القنصل الايطالي في إقليم كردستان، حيث بحثا العلاقات الثنائية والأوضاع في سوريا وقضية اللاجئين السوريين، تقاعس المجتمع الدولي في هذا الصدد .. وقال quot;إن مساعدة إخوتنا في غرب كردستان واجب قومي وإنساني على عاتق الإقليم شعبًا وحكومة، ونحن على أتم الاستعداد لتقديم أقصى ما يمكن من العون والمساعدة لهمquot;. واشار الى أن المصالح الضيقة لبعض الأطراف السياسية والتدخل الإقليمي وعمليات القتل والتدمير قد عقدت الأوضاع هناك وتقود سوريا الى مصير مجهول.
30 الف لاجئ دخلوا العراق منذ الخميس
ومن جهتها، قالت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة إن اكثر من 30 ألف سوري دخلوا العراق منذ الخميس الماضي في اكبر عملية لجوء للسوريين الفارين من العنف منذ بدء النزاع في سوريا ربيع عام 2011.
وقال عمال الاغاثة الانسانية إن اللاجئين يفرون من مناطق مختلفة من بينها دمشق وحلب موضحين أن التدفق الكبير للاجئين وضع وكالات الاغاثة في وضع حرج ودفعها الى السعي لتوفير البنى التحتية والامدادات.
وقال بيتر كيسلر المتحدث باسم المفوضية لوكالة إنه بناء على تقديرات موظفي الوكالة العاملين على الحدود، فقد ارتفع العدد التقريبي للاجئين الى اكثر من 30 الفًا منذ الخميس. واشار الى أن الامم المتحدة ارسلت 70 شاحنة تحمل مساعدات للاجئين داخل كردستان العراق، و 2100 خيمة، ومخزنين جاهزين وحاويات مياه لآلاف العائلات.
واكد كسلر أن هذا التدفق الهائل للاجئين هو الاكبر منذ عبور نحو 9000 سوري الى تركيا في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012.
وفي الوقت الحالي يقوم فريق طبي متنقل خصصته وزارة الصحة في الاقليم بمعالجة اللاجئين، حيث قال رزكار عبدالرزاق من مديرية صحة اربيل quot;قمنا ببناء مركز صحي متجول يضم اطباء وممرضين ومجموعة من سيارات الاسعاف. واوضح أنه منذ مساء يوم الخميس وحتى الآن quot;عاينّا اكثر من 600 مريض وقمنا باحالة حوالي 12 منهم الى مستشفيات اربيل واغلب الحالات هي الاسهال والتقيؤ بسبب الحر والسفر من المنطقة الحدودية الى هناquot;.
وتعتزم السلطات في الاقليم نقل عدد من اللاجئين الى محافظة السليمانية المجاورة، والتي تحظى كذلك بالحكم الذاتي ضمن اقليم كردستان.
وكانت قوات النظام السوري قد انسحبت من معظم المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في شمال وشمال شرق سوريا العام الماضي تاركة الجماعات الكردية تدير شؤونها بنفسها إلا أن المقاتلين المعارضين الموالين للقاعدة يعتبرون المنطقة حلقة وصل مع عناصرهم في العراق ويخوضون قتالاً داميًا مع الميليشيا الكردية منذ بضعة اشهر.