يسعى أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، إلى حل مشكلة الجوازات السورية والتنقل للسوريين بين دول الجوار ودول الخليج وتركيا ومصر، لأنّ ذلك يشكل عقبة كبيرة أمام السوريين في الخارج.
بهية مارديني: علمت quot;إيلافquot; أن الشيخ أحمد عوينان الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، أجرى اتصالاته مع مجلس دول التعاون الخليجي بشأن ملف تنقل السوريين، وإصدار الائتلاف جوازات سفر لهم معترفا بها.
وبعد رسائل رسمية للمجلس، تحدث الجربا في هذا الشأن مع أمين عام مجلس دول التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، لبحث الموضوع بتفاصيله واتخاذ موقف موحد من قبل الدول الخليجية، للاعتراف بتلك الجوازات. من جانبه، قال الزياني إن تلك القضية ستكون على جدول أعمال المجلس في أول اجتماع له، وهذا ما يتوقع طرحه يوم الاثنين المقبل.
كما واكبت تلك التحركات اتصالات مكثفة للجربا مع وزراء خارجية بعض الدول الخليجية، لأخذ الموافقة السياسية على تلك الخطوة، وعبّر المقربون منه عن رضاه عن تلك المحادثات. هذا، ويفترض بعد القرار الخليجي أن يتوجّه الجربا إلى مصر وتركيا لبحث تلك الخطوة معهما، ويتوقع ألا يواجه أي ممانعة، خصوصًا أن تركيا تقدم تسهيلات كثيرة إلى السوريين، وتغضّ النظر عن مخالفات عديدة تعتري دخولهم إلى الأراضي التركية وخروجهم منها.
وأكدت المصادر أن سفارة الائتلاف في دولة قطر تعتبر السفارة السورية الوحيدة للمعارضة المعترف بها رسميًا بين كل الدول التي اعترفت بالائتلاف كممثل شرعي للثورة والشعب السوري، وعلى هذا الأساس فمن حق السفارة هناك إصدار جوازات سفر ووثائق رسمية أخرى للسوريين.
حل مريح للجميع
وكان الجربا ناقش مشكلة دخول السوريين إلى المملكة الأردنية أثناء لقائه مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، على رأس وفد رفيع من المعارضة السورية. وطلب الجربا موافقة الأردن على تلك الجوازات، التي ستصدر من سفارة الائتلاف في قطر، الأمر الذي رحّب به جودة.
وطلب الجربا مزيدًا من التنسيق في الأمور التقنية، لجهة جمع الوثائق وافتتاح مكتب تمثيلي للائتلاف في عمّان. أما بالنسبة إلى الأمور التقنية، فلن تشكل حجر عثرة، لأن معظم الضباط ومسؤولي الهجرة والجوازات الذين كانوا ينظمون ويديرون هذا الملف انشقوا عن الاسد، إضافة إلى الآلاف من عناصر الشرطة والجوازات، وإن تمت تلك الخطوة تنتهي مشكلة النسبة العظمى من السوريين في التنقل والترحال، خصوصًا أن الغالبية الساحقة منهم تعيش وتتنقل بين دول الجوار ودول الخليج، كما إن غالبية المشاكل تتعلق بإصدار جوازات أو تجديد من انتهى جوازه، وهو الأمر الذي أوقفته حكومة الأسد، وربطت إصدار الجوازات وتمديدها بموافقة حكومته وحصر تجديدها في دمشق فقط، وسحب صلاحية ذلك من القنصليات والسفارات المنتشرة في العالم.
يذكر أن قضية جوازات السفر كانت ولا تزال همًا كبيرًا بالنسبة إلى السوريين وعبئًا كبيرًا على كاهل المعارضة السورية، لدرجة أن أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري السابق، عرض حوارًا على الأسد مقابل حل مشكلة جوازات السفر وإطلاق سراح معتقلين، الأمر الذي رفضته المعارضة، واستخفّ به النظام.
التعليقات