رصدت الولايات المتحدة سلسة هجمات كيميائية سبق أن شنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد مواطنيه العزل منذ تموز/ يوليو عام 2012 وحتى هجوم الغوطة الشهر الماضي.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: تم الإفصاح عن أن واشنطن علمت بوقوع 11 هجوماً بالأسلحة الكيميائية من جانب النظام قبل هجوم الشهر الماضي طوال هذا العام.

وأشارت في هذا الإطار صحيفة لوس أنغلوس تايمز إلى قيام مسؤولين استخباراتيين أميركيين كبار بإبلاغ نواب بارزين بشكل سري في تموز/ يوليو عام 2012 بالإشارات الأولى الدالة على استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية ضد شعبها.

ورغم أن التقارير السرية التي تحدثت عن تلك الهجمات محدودة النطاق لم تكن حاسمة، إلا أنها كانت بداية سلسلة معلومات استخباراتية توثق ما يقول مسؤولون أميركيون إنه تصعيد مستمر على مدار عام في استخدام الأسلحة المحظورة من جانب حكومة الرئيس بشار الأسد، وهو نطاق أكبر للحوادث مما كان يعتقد في السابق.

ولم تفصح إدارة أوباما عن تلك الهجمات بشكل علني على مدار أشهر، وأعلنت في نيسان/ أبريل أنها تعتقد أن سوريا استعانت بأسلحة كيميائية في الهجمات التي تشنها.

وبينما يسعى أوباما لحشد الدعم الذي يريده لمساندته في قراره الخاص بمهاجمة سوريا رداً على مجزرة الغوطة التي راح ضحيتها 1429 شخص، مازال يتشكك الكثيرون من أعضاء الكونغرس، الذي سيبدأ عملية التصويت خلال الأسبوع المقبل.

وفي الوقت الذي أشار فيه مسؤولو الإدارة إلى أن الأدلة الخاصة بالهجمات الكيميائية السابقة لم تكن دامغة، أوضح بعض المسؤولين السابقين والحاليين أن ردة الفعل البطيئة من جانب البيت الأبيض جاءت لتثير تساؤلات بشأن ما إن كان بمقدور التحذيرات المبكرة الواضحة من جانب أوباما أن تمنع هجوم الشهر الماضي.

ومضت الصحيفة تنقل عن جيفري وايت، وهو ضابط سابق كان متخصصاً في شؤون الشرق الأوسط بوكالة المخابرات الدفاعية ويعمل الآن لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قوله :quot; هذا موقف من المواقف التي يعني فيها الصمت الموافقةquot;.

وفي مقابل ذلك، حرصت الحكومة السورية على نفي كل ما قيل عن استعانتها بالأسلحة الكيميائية وأن ذلك لن يكون له معنى في وقت تسعى فيه لاستعادة أراضيها.

وأخبر وزير الخارجية جون كيري النواب قبل أيام بأن الولايات المتحدة علمت بشن 11هجوماً بالأسلحة الكيميائية من جانب الحكومة السورية قبل حادثة الغوطة الشهر الماضي، وهو ضعف عدد الهجمات الذي كانت تتصور الإدارة أنها تعرفه من قبل.

ومع تراكم التقارير التي تحدثت عن وقوع هجمات كيميائية عام 2012 ومطلع عام 2013، بدأ يشعر بعض المسؤولين داخل الحكومة أن البيت الأبيض مصر على معيار غير واقعي للأدلة والبراهين.

وهو ما رد عليه مسؤولون من الإدارة بتأكيدهم أن الأدلة التي كانت بين أيديهم بخصوص الهجمات السابقة لم تكن قوية للغاية وتمت إعاقتها عن طريق التغطية الاستخباراتية المتقطعة لسوريا.

وقال مسؤول استخباراتي أميركي بارز quot;سوريا بيئة استخباراتية صعبة للغاية. ونهجنا الخاص بفهم المدى هناك محدود، خاصة إن وقعت الحادثة في مناطق تقل بها مواردناquot;.