أعلنت روسيا عن وضع خطة لإجلاء رعاياها من سوريا عند الضرورة، فيما تواصلت مناقشات الشأن السوري في نادي quot;فالدايquot;، وكشف النقاب عن ذهاب مئات quot;الجهاديينquot; الروس للقتال ضد نظام بشّار الأسد.


نصر المجالي: أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في تصريح صحافي الخميس عن صدور تكليف من رئيس الدولة فلاديمير بوتين بوضع خطة لإجلاء الرعايا الروس من سورياquot;. ويبلغ عدد الرعايا الروس في سوريا 7 آلاف شخص. وquot;ما دام هناك مَن يطلق تهديدات، فيجب أن نكون مستعدين لإجلاء رعايا الدولة الروسيةquot;، كما أعلن وزير الدفاع الروسي.

وأكد الوزير شويغو quot;أننا مستعدون لإجراء مثل هذه العملية عند الضرورةquot;. وأضاف: لا يصحّ أن نقف موقف المتفرج مما يحدث من دون أن نحرك ساكنًا. وصرح مسؤول في إدارة شؤون المسلمين في روسيا، يشارك في الاجتماع العاشر لنادي quot;فالدايquot; الحواري الدولي، بأن دعاة الجهاد يقومون بتجنيد شباب من مواطني روسيا والمهاجرين للقتال في سوريا.

جهاديون إلى سوريا
إلى ذلك، قال دامير محيي الدينوف، نائب رئيس إدارة شؤون المسلمين في شطر روسيا الأوروبي، في حديث مع وكالة أنباء quot;نوفوستيquot; في أروقة نادي quot;فالدايquot; الحواري الدولي، إن معلومات توافرت لعدد من الشخصيات الإسلامية القيادية تفيد بأن مئات الشبان من مواطني روسيا والمهاجرين يذهبون أو يتم إرسالهم إلى سوريا لقتال النظام السوري تلبية لدعوة quot;دعاة الجهادquot;.

وأشار محي الدينوف إلى أن أعمار هؤلاء المقاتلين تتراوح بين 17 و18 سنة. وكان مدير جهاز الأمن الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، قال لصحافيين في وقت سابق إن المجموعات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية السورية تضم حوالي 200 شخص قدموا من روسيا.

مناقشات فالداي
على صعيد متصل، ناقش خبراء نادي quot;فالدايquot; الحواري الدولي تفاصيل الخطة التي وضعتها روسيا والولايات المتحدة لحل الأزمة السورية، بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وقالت وكالة أنباء موسكو إن الخبراء المشاركين في نادي quot;فالدايquot; الحواري الدولي، الذي يواصل أعمال دورته العاشرة على ضفة بحيرة فالداي في روسيا، رأوا أنه يمكن لهذه الخطة أن تساعد الرئيس الأميركي باراك أوباما على الخروج من وضع صعب.

وأوضح المحلل السياسي الأميركي آرييل كوهن أن الولايات المتحدة أنهكتها حربان، وتواجه ميزانيتها عجزًا كبيرًا الآن. ويقف الكونغرس وغالبية الأميركيين ضد الحرب الجديدة.. هذا هو الوضع الذي أصبح فيه أوباما وعليه أن يخرج منه. وأوجد بوتين له مخرجًا للوصول إلى حل للمشكلة السورية من دون أن يشنّ الحرب.

فرصة سلام
وما زالت فرصة عقد مؤتمر السلام الخاص بسوريا quot;جنيف ndash; 2quot; قائمة، برأي الخبير الروسي أليكسي مالاشينكو، من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. وقال الخبير إن بشار الأسد يمكن أن يترك منصبه كرئيس للجمهورية نتيجة هذا المؤتمر أو يخوض انتخابات رئاسة الجمهورية.

ورجّح الخبير البريطاني أناتولي ليفين أن تحاول الولايات المتحدة حلّ الأزمة السورية دبلوماسيًا بمساعدة روسيا والدول الأخرى.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته، التي وجّهها إلى المشاركين في الاجتماع العاشر لنادي quot;فالدايquot;، إن استخدام القوة العسكرية لحلّ الأزمة السورية يمكن أن يدفع النظام العالمي إلى الهاوية. وبالتالي فإن المجتمع الدولي الآن في صدد تقرير مصير النظام العالمي القائم حاليًا، وليس فقط مصير سوريا.

وخلص لافروف إلى القول إنه من الممكن أن تقع كارثة حقيقية، تطال العالم، إذا وصلت المعارضة إلى الحكم في سوريا، وذلك quot;لأن 75 في المائة مما تسمى بالمعارضة السورية مجرمون وقطاع طرقquot;.