تمضي الأردن في خطوتها المدعومة من الغرب لنشر صواريخ(باتريوت) المضادة للطائرات، رغم اعتراض روسيا على ذلك وربطها الأمر بالصراع الدائر في سوريا، إلا أن عمان رفضت هذا التدخل في شؤونها الداخلية.


رفض الأردن، الذي يستعد لنشر صواريخ (باتريوت) المضادة للطائرات، وطائرات quot;أف 16quot; الاميركية المقاتلة تزامناً مع انطلاق مناورات (الأسد المتأهب)، انتقادات وجهتها روسيا وقال وزير الدولة للاعلام والاتصال محمد المومني: quot;نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، ونرفض تدخل الآخرين في شؤونناquot;.
وكانت روسيا سارعت بإدانة نشر الصواريخ متهمة الغرب بإرسال أسلحة quot;لإشعال الحرب الأهلية في سورياquot;.
يذكر أنه رغم ذلك، فإن القيادتين الأردنية والروسية الممثلتين بالملك عبدالله الثاني وفلاديمير بوتين متفاهمتان على ضرورة حل سلمي للأزمة السورية، وجرت بين الرجلين اتصالات كثيرة في الأشهر الأخيرة حول هذه المسألة.
ويرتبط العاهل الأردني بعلاقات صداقة شخصية مع الرئيس بوتين منذ سنوات بعيدة، وهناك علاقات بين البلدين في مجالات التصنيع العسكري بعيدًا عن ارتباطات الأردن العسكرية مع الحليف الأميركي.
وكان الأردن اعلن رسمياً أن الطائرات والصواريخ سترسل في اطار مناورات سنوية ستبدأ في الاسبوع الاخير من حزيران (يونيو) الجاري، وقالت مصادر عسكرية إن 15 الف جندي من جيوش ما لا يقل عن 18 دولة سيشاركون في المناورات.
ولا تشارك روسيا في مناورات (الأسد المتأهب) التي ستجري على الأراضي الأردنية للعام الثاني على التوالي، ويؤكد الأردن أن استضافته للمناورات quot;قرار سيادي ولا علاقة لها بما يجري بسوريا.
قرار سيادي
وقال وزير الاعلام الاردني محمد المومني لرويترز إن هذه المناورات السنوية سترفع من استعداد الجيش الاردني. واضاف أن المملكة تحتاج هذا العام لأسلحة متطورة.
ولا يوجد اعلان رسمي يشير الى أن صواريخ باتريوت أو الطائرات المقاتلة ستسحب بعد انتهاء المناورات.
غير أن المتحدث باسم القيادة المركزية الاميركية اللفتنانت كولونيل تي. جي. تايلور، أفاد في بيان، أنه quot;تم السماح بنشر (صواريخ باتريوت ومقاتلات اف 16) في الاردن من اجل مناوراتquot;الأسد المتأهبquot;.
ويأتي هذا القرار بعد تحذيرات عدة وجهتها واشنطن الى النظام السوري، وخصوصاً في شأن تسليح حزب الله اللبناني حليف دمشق.
وأوضح تايلور quot;بهدف تعزيز قدرة الاردن وموقعه الدفاعي، يمكن أن تبقى بعض هذه المعدات في مكانها بعد المناورات بناء على طلب الحكومة الاردنيةquot; من دون الاشارة الى عدد المقاتلات التي ستشارك في هذه المناورات ولا عدد تلك التي ستبقى بالمملكة.
بقاء الأسلحة
وإبقاء هذه الاسلحة في الاردن من شأنه إثارة مزيد من التكهنات حول تدخل عسكري اميركي محتمل في سوريا، الامر غير وارد حتى الآن بالنسبة الى البيت الابيض، بحسب quot;وكالة الأنباء الفرنسيةquot;.
وقد دعمت الولايات المتحدة عملية مماثلة في بداية العام في تركيا، حين نشر الحلف الاطلسي صواريخ باتريوت على طول الحدود التركية السورية.
ومن جهته، قال مسؤول اميركي آخر لـ(رويترز) طالبًا عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة يمكن أن تفكر في مد نشر صواريخ باتريوت ومقاتلات اف-16 في الاردن لما بعد المناورات القادمة المقرر أن تبدأ في وقت لاحق هذا الشهر.
وقال المسؤول: quot;سننظر في مد نشر العتاد المرتبط (بمناورات) الاسد المتأهب بالتشاور مع حكومة الاردن.quot;
والاردن حليف للولايات المتحدة في المنطقة وأحد الدول العربية التي تدعم معارضي الرئيس السوري بشار الاسد في الحرب الاهلية المستمرة منذ عامين وأودت بحياة 80 ألف شخص.
خشية الحظر الجوي
ويشار إلى أن نشر صواريخ باتريوت مثير للجدل على الاخص بالنسبة لروسيا الحليف العالمي الرئيسي للاسد، والتي تعتقد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يمكنهم استخدام الصواريخ لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا مما يؤذن بأول تدخل عسكري مباشر للغرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان quot;اعلنا اكثر من مرة رأينا بشأن ذلك -الاسلحة الخارجية تضخ في منطقة متفجرة.
quot;هذا يحدث قريبًا جدًا من سوريا حيث يشتعل منذ اكثر من عامين أوار صراع مدمر تحاول روسيا وشركاؤها الاميركيون وقفه باقتراح عقد مؤتمر دولي للسلام في اقرب وقت ممكن.quot;
شكاوى موسكو
وجاهرت موسكو بالشكوى العام الماضي عندما نشرت الولايات المتحدة والمانيا وهولندا صواريخ باتريوت على الحدود الشمالية السورية مع تركيا العضو بحلف شمال الاطلسي. وقال الحلف إن الصواريخ ارسلت هناك كإجراء احترازي تحسبًا لاطلاق صواريخ عبر الحدود من سوريا.
وقالت موسكو إن هذا القرار كان عاملاً في قرارها المضي قدمًا في خطط ارسال نظامها الخاص المضاد للطائرات إس-300 الى حكومة الاسد.
ولم يتم نشر النظام الروسي بعد، لكن موسكو قالت في الاسابيع الاخيرة إنها ستفي بعقد التسليم. والقوة الجوية للاسد هي ميزته الاساسية ضد المعارضة المسلحة بأسلحة خفيفة نسبيًا حصلت عليها من السعودية وقطر.
وختاماً، يشار إلى أن الولايات المتحدة وروسيا كانتا وجهتا دعوة مشتركة لمؤتمر سلام بشأن سوريا في وقت لاحق هذا الشهر في اول محاولة خلال عام من جانب القوى التي تدعم طرفي الحرب الاهلية لايجاد حل دبلوماسي، لكن وزير الخارجية الالماني شكك في تصريح له الاثنين في جدية انعقاد مثل هذا المؤتمر.