أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، الاثنين عن إرسال صواريخ باتريوت، إضافة إلى طائرات مقاتلة من طراز أف 16 إلى الأردن، بهدف إجراء تدريبات عسكرية مشتركة.


نصر المجالي: يتزامن هذا الإعلان مع تصاعد القتال في سوريا بمشاركة قوات من حزب الله، ومع قرب ابتداء مناورات quot;الأسد المتأهبquot; على أراضي المملكة الهاشمية، بمشاركة 18 دولة وأكثر من 15 ألف جندي وضابط.

وقال مصدر أميركي إن هذه الأسلحة سيتم شحنها إلى الأردن في الأسبوع الجاري، وهي بغرض المشاركة في التدريبات العسكرية الدولية، والتي أطلق عليها اسم quot;الأسد المتأهبquot;، المزمع عقدها خلال الشهر الجاري.

رسالة إقليمية
إلا أن هذه الخطوة تعتبر رسالة إلى المنطقة بكاملها، وفقًا للمتحدث باسم القيادة المركزية في الجيش الأميركي، الكولونيل، تي جي تايلور، الذي قال: quot;من أجل تدعيم القدرات الدفاعية للأردن، فبعض هذه الأسلحة ستبقى على الأرض الأردنية بعد انتهاء التدريبات بموافقة من الحكومة الأردنيةquot;.

يشار إلى أنه قبيل اجتماع quot;أصدقاء سورياquot;، الذي عقد أخيرًا في الأردن، كشف رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور عن رغبة بلاده في نشر صواريخ quot;باتريوتquot; على الشريط الحدودي مع سوريا. وأكّد النسور أن بلاده على أهبة الاستعداد لمواجهة أية تداعيات قد تحصل على الأراضي السورية، في حال حدوث تدخل خارجي، مشددًا على أن الأردن لن يشارك في أي عمل ضد سوريا.

وقال النسور في تصريحات صحافية، إن المملكة بحاجة إلى صواريخ quot;باتريوتquot;، حتى في الظروف العادية، من دون الإشارة إلى التقدم بطلب رسمي لذلك من أي جهة كانت. وأضاف: quot;نحن بحاجة إلى الأسلحة الدفاعية، ونرحّب بـ quot;الباتريوتquot; لحماية أجوائنا من أي هجوم أتى من أي جهةquot;. ويمكن لصواريخ أرض - جو من طراز quot;باتريوتquot; أن تدمّر في الجو صواريخ بالستية تكتيكية وصواريخ عابرة أو طائرات.

وأوضح المصدر الأميركي أن صواريخ الباتريوت ستقدم دعمًا للدفاعات الصاروخية في الأردن، في الوقت الذي تتنامى فيه المخاوف الدولية من استمرار شحن النظام السوري أسلحة إلى حزب الله اللبناني والمخاوف من استخدامها ضد عدد من الأهداف في المنطقة.

الأردن سيدرس حاجته
من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني لموقع CNN بالعربية quot;إن ذلك يأتي في سياق التعاون العسكري المستمر بين الولايات المتحدة الأميركية والأردن في المجالات الدفاعية والعسكريةquot;.

أضاف: quot;الاتفاق جاء حصيلة المناقشات والمداولات التي جرت في الأسابيع الماضية، والتي أشار إليها رئيس الحكومة، عبدالله النسور في تصريحات سابقة، quot;أما بشأن بقاء تلك الأسلحة على الأراضي الأردنية فقال المومني: quot;الحكومة الأردنية ستدرس حاجتها من تلك الأسلحة والمعدات، وبناء على ذلك ستقرر موافقتها في بقاء أي منها على الأراضي الأردنية أم لاquot;.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن إرسالها لـ200 خبير عسكري إلى الأردن للمساعدة، تابعين للقيادة العامة للواء المدرع الأول في الجيش الأميركي لمساعدة الجيش الأردني للاستعداد في حال نشبت حرب استخدم فيها السلاح الكيماوي.

الأسد المتأهب
يذكر ان القوات المسلحة الأردنية كانت اعلنت قبل اسبوعين، أن المناورات المشتركة quot; الأسد المتأهب quot; لهذا العام، ستنفذ خلال الأيام القليلة المقبلة في المملكة بمشاركة 18 دولة وأكثر من 15 ألف جندي وضابط.

وكانت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) نقلت عن بيان صادر من مديرية التوجيه المعنوي في الجيش الأردني، أن التمرين المشترك، quot;الأسد المتأهب 2013quot;، سينفذ في المملكة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك نظرًا إلى النجاح الكبير الذي حققه التمرين السابق في العام الماضي.

وأوضح البيان أن تنفيذ تمرين هذا العام سيتم في مختلف ميادين التدريب التابعة للقوات المسلحة وفي عدد من مدارس ومراكز التدريب.

وتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه إلى أكثر من 15 ألف مشارك، يمثلون 18 دولة شقيقة وصديقة، تشمل المملكة العربية السعودية، والعراق، ولبنان، والبحرين، والامارات العربية المتحدة، واليمن، وقطر، ومصر، وباكستان، وإيطاليا، وبريطانيا، وفرنسا، وكندا، والولايات المتحدة الأميركية، وتركيا، وبولندا، والتشيك، إضافة إلى القوات المسلحة الأردنية بمختلف أفرعها البرية والجوية والبحرية.

وأشار البيان إلى أن التمرين، الذي يستمر لأكثر من أسبوعين، يهدف إلى تلبية المتطلبات العملياتية، والتدريبية، واللوجستية الخاصة بالقوات المسلحة الأردنية، مع التركيز على العمليات المدنية العسكرية والدور الإنساني، وكيفية التعاون والتنسيق مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية، وتوطيد علاقات التعاون بين المشاركين في التمرين، من خلال العمل المشترك للوحدات والقطاعات والمؤسسات المشاركة فيه. كما سيركز على الدروس المستفادة من الحروب الحديثة وطبيعة التهديدات غير التقليدية التي تواجه الأمن الدولي.