يناقض إخوان مصر أنفسهم بأنفسهم، ففي حين يتهمون من يسمونها بـquot;السلطة الانقلابيةquot; بترويج شائعات عن استهداف المدارس من قبل أنصار الإخوان من أجل تشويه صورتهم وتعطيل الدراسة، يطلقون في الوقت نفسه شعار quot;لا دراسة ولا تدريس حتى يرجع الرئيسquot;.


القاهرة: انطلق العام الدراسي الجديد في مصر، وسط حالة غير مسبوقة من التوتر والانفلات الأمني والتهديدات الإرهابية، إذ تسيطر على الأسر المصرية حالة من الذعر والقلق على أبنائهم، لاسيما في ظل تواتر أنباء تتوقع استهداف المدارس بأعمال إرهابية أو تفجيرات، فيما تبرّأت جماعة الإخوان المسلمين من أية مخططات عنف تستهدف المدارس، متهمة في الوقت نفسه من وصفتهم بـquot;الإنقلابيينquot; بالوقوف وراء أية أعمال قد تقع في هذا الصدد، إلا أن الجماعة وفي الوقت نفسه وضعت خطة تهدف إلى تعطيل الدراسة، ورفعت شعار quot;لا دراسة ولا تدريس حتى يرجع الرئيسquot;.

تنتاب حالة من القلق والتوتر الشديدين الأسر المصرية تزامنًا مع بدء العام الدراسي الجديد 2013/ 2014، لاسيما في ظل توتر الأوضاع الأمنية، واحتدام الصراع السياسي بين جماعة الإخوان المسلمين وقوات الجيش والشرطة. وتفاقمت حالة التوتر مع انتشار أنباء تفيد بوجود مخطط لاستهداف المدارس بهجمات إرهابية، ويخشى الآباء من تعرّض أبنائهم لخطر القتل أثناء الدراسة، وأن يدفع الأطفال حياتهم ثمنًا باهظًا في حرب على السلطة، لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

لتحييد الأطفال
وقالت عبير سعيد، عضو مجلس الآباء في إحدى مدارس اللغات، إن أولياء الأمور يعيشون حالة من القلق على أبنائهم، مشيرة إلى أن الحالة الأمنية مازالت متردية، وأن هناك اتساعًا لرقعة المواجهات بين الجماعات الإرهابية والشرطة والجيش، وتهديدات الإخوان بتعطيل الدراسة.

أضافت لـquot;إيلافquot;، أن مجالس الآباء في مختلف المدارس دعوا وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة توفير تأمين جيد للمدارس من الأعمال الإرهابية المحتملة أو أعمال البلطجة. ودعت الأطراف السياسية في مصر إلى النأي بالأطفال عن حالة الصراع على السلطة، وطالبت جماعة الإخوان بالابتعاد عن محيط المدارس أثناء احتجاجاتهم ضد السلطة الموقتة.

وتهدد جماعة الإخوان المسلمين بتعطيل الدراسة، ضمن خطة طويلة الأمد للضغط على الجيش، لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم. وأطلق أنصار مرسي هتافًا رئيسًا في مسيراتهم يوم الجمعة الماضي من مسجدي المحروسة والرضوان في المهندسين إلى شارع التحرير في الدقي: quot;لا دراسة ولا تدريس حتى عودة الرئيسquot;.

خطة للزجّ بالطلاب
وتسعى الجماعة إلى نقل حالة الاحتجاج والتظاهر إلى أروقة المدارس والجامعات، ووضعت خطة لتحقيق هذا الهدف، فيما ردت الحكومة بتحذير المدرسين والعاملين في المدارس والطلاب من الانخراط في أية فعاليات سياسية.

وقال مصدر أمني لـquot;إيلافquot; إن وزارتي quot;التربية والتعليمquot; وquot;الداخليةquot; وضعتا خطة لتأمين المدارس، مشيرة إلى أن عملية التأمين تدار عبر غرفة العمليات المركزية في الوزارة، ولفت إلى أنها تضم مسؤولين كبارًا في جهاز الشرطة من إدارات الأمن العام والحماية المدنية والمفرقعات والمرور، منوهًا بأن وزارة الداخلية انتدبت عميد شرطة في كل إدارة تعليمية للإشراف على عملية تأمين المدارس من أية أعمال إرهابية أو أعمال بلطجة قد تتعرّض لها.

وأفاد بأن غرفة العمليات المركزية على اتصال دائم بكل المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية عبر تقنية quot;فيديو كونفرانسquot;. وأشار إلى أن وزارة الداخلية تسيّر دوريات شرطية راكبة، مهمتها متابعة الأوضاع الأمنية في الشوارع التي تقع فيها مدارس.

وشهد اليوم الأول للدراسة العديد من الفعاليات الاحتجاجية، فتظاهر العشرات من طلاب مدرسة المعمارية في مدينة بني سويف، إلى الجنوب من محافظة القاهرة، وردد الطلاب المنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين هتافات ضد العسكر والشرطة، ورفعوا صورًا للقتلى، الذين لقوا مصرعهم أثناء فضّ اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في 14 أغسطس/ آب الماضي، وصورًا أخرى للمعتقلين. كما رفعوا لافتات كتب عليها: quot;عايزين شرطة تحمينا مش تقتل فيناquot;، quot;عايزين إعلام نظيفquot;.

كما انطلقت مسيرات طلابية من مدارس في محافظة المنيا، لاسيما في مراكز العدوة، بني مزار، دير مواس، سمالوط، وردد الطلاب هتافات معادية للعسكر ومؤيدة لمرسي، منها: quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;، quot;الطلبة قالتها قوية مرسي رئيس الجمهوريةquot;، quot;quot;أنا طالب مش إرهابي تسقط تسقط يا انقلابيquot;، quot;لا دراسة ولا تدريس حتى يرجع الرئيسquot;.

فيما تبرّأت جماعة الإخوان مسبقًا من أية أعمال إرهابية محتملة قد تستهدف المدارس، وقالت: quot;درج الانقلابيون على استخدام الإعلاميين التابعين لهم لتهيئة الرأي العام للأعمال الإرهابية، التي ينوون القيام بها، وإلصاقها بالإخوان المسلمين، لتشويه صورتهم وتحريض الناس عليهمquot;.

الإخوان: السلطة تتآمر علينا
وأضافت الجماعة في بيان لها: quot;ولقد رأينا نماذج عن ذلك حين أعلم إعلامي فى إحدى quot;قنوات الفلولquot; أن المجمع العلمي في التحرير قد احترق، ولم يكن قد مسّه سوء حتى لحظة الإعلان. وبعدها بساعتين تم إحراقه، وكذلك الإعلان عن حرق قسم الأزبكية، وقسم بولاق الدكرور، وبعد الإعلان بنحو نصف ساعة تم إحراقهما. الأمر الذي يؤكد أنها مؤامرة ينفذها من بيدهم السلطةquot;.

وأرجعت ما تقول إنه تخطيط من السلطة لاستهداف المدارس إلى الخوف من ثورة الطلاب. وقالت الجماعة: quot;نقول هذا بمناسبة ما تعلنه بعض القنوات التابعة للانقلاب من أن انفجارات ستحدث في المدارس، ونحن نؤكد أن هذه الإعلانات إنما ترمي إلى أهداف عديدة دنيئة: أن تتخذ ذريعة لتأجيل الدراسة خوفًا من ثورة الطلاب والشباب ضد الانقلاب العسكري، وتأليب الناس عليهم، وفي الوقت عينه إرهاب المواطنين، لكي يخضعوا للانقلابيين عبر المذابح التي قاموا بها، والتي قتلوا وأصابوا فيها الآلاف، فلن يعزّ عليهم عشرات أو مئات آخرينquot;.

وأعلنت الجماعة براءتها من أية أعمال عنف محتملة، وقالت: quot;الإخوان المسلمون يبرأون إلى الله تعالى من كل دم يراق أو أرواح تزهق أو إرهاب يشاعquot;.

بلطجية Security
أعمال البلطجة والتحرّش الجنسي أخطار أخرى تحيط بطلاب المدارس في مصر، لكن الأغرب هو استعانة مدير إدارة تعليمية في القاهرة بـquot;بلطجيةquot; لتأمين المدارس.

وقال صفوت جرجس مدير المركز المصري لحقوق الإنسان لـquot;إيلافquot; إن بعض المدارس لجأت إلى الاستعانة بالبلطجية لتأمين المدارس، مشيرًا إلى أن هذا يتنافى مع دولة القانون، ويرسّخ ثقافة الابتزاز مستقبلًا من قبل البلطجية ضد وزارة التربية والتعليم ومؤسسات الدولة.

ودعا إلى التحقيق ومعاقبة كل من ساهم في الاتفاق مع البلطجية لحماية المدارس، لما له من نتائج سلبية تؤثر على سلامة العملية التعليمية واستقرار المجتمع ككل.