يوصف الجنرال الإيراني الغامض قاسم سليماني بأنه الرجل الأقوى في الشرق الأوسط، ويصل نفوذه إلى عدة دول في المنطقة منها العراق وسوريا وفلسطين، ويحاول دائمًا تجنب الأضواء ولا يفضل الجلوس إلا في الزاوية ويستمع للكلام أكثر مما يتحدث.


من هو الجنرال الإيراني الغامض قاسم سليماني الذي قيل عنه يوماً ما إنه يحكم بغداد، وهو الآن موضع اتهامات لدوره في تطورات الأزمة السورية، كما كانت وصفته صحيفة (واشنطن بوست) بأنه من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية.
وفي تقرير لها، في عددها الأخير وصفت مجلة (نيويوركر) الأميركية الجنرال قاسم سليماني بأنه الرجل الاقوى في الشرق الاوسط حالياً، الا أن القليل يُعرف عنه.
وأعادت وكالة (فارس) الإيرانية شبه الرسمية بعض مقتطفات من تقرير مفصل حول دور وخصوصيات قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري كتبه الصحافي دكستر فيليكنز، حيث أجرى حوارات مع مسؤولين سابقين بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)، وكذلك مع المسؤولين العراقيين حول شخصية سليماني.
وفي التقرير، قال فيليكينز إن ايران استطاعت عقب الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي الدفع بمشروع مدّ نفوذها في ارجاء العراق وسوريا لغاية سواحل البحر الابيض المتوسط.
واضاف أن ايران تمكّنت الى جانب حلفائها في سوريا ولبنان من تشكيل محور للمقاومة في المنطقة، ومنذ 15 عامًا حين تم تعيينه قائدًا لفيلق القدس في ايران عمل الجنرال سليماني على توجيه الاوضاع في الشرق الاوسط باتجاه مصالح ايران ومع ذلك استطاع سليماني أن يبتعد عن اعين وسائل الاعلام الى حد كبير.
الرجل الأقوى
وقد وصف جان ماغوير الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) سليماني بأنه الرجل الاقوى في الشرق الاوسط اليوم إلا أن القليل سمع شيئًا عنه.
وقالت مجلة (نيويوركر) إنه حين يظهر سليماني في الاوساط العامة يحاول أن لا يجتذب الانتباه اليه ونادرًا ما يتحدث ويتصرف بصورة تبرز شخصيته الكارزمية.
وحول سليماني ايضًا، صرح مسؤول عراقي سابق الى المجلة الأميركية قائلاً: انه حين يدخل غرفة يجلس فيها 10 اشخاص مثلاً لا يتقدم الى الامام بل يجلس بهدوء في زاوية من الغرفة ولا يتحدث مع أحد أو يدلي بوجهة نظره بل يجلس لوحده ويستمع الى الآخرين لكنّ جميع الحاضرين يمعنون النظر ويفكرون فيه.
ووصف المسؤول العراقي، في جانب آخر من تصريحاته، سليماني بالرجل الداهية والشخصية الاستراتيجية والذكي للغاية.
الجنرال الغامض
وحين تصفه بعض وسائل إعلام بـ(الجنرال الغامض)، تشير أخرى إلى أن سلطته مطلقة من خلال ما ينسب إلى الجنرال سليماني من تصريحات حول التغلغل الإيراني في بعض المناطق العربية جعلت اسمه يتردد بشكل متكرر وأثير حوله جدل يصعب تجاهله.
على أنه وحسب تقارير كثيرة، ليس لسليماني اسم معروف في إيران، لكن القيادة العسكرية تعتبره بطلاً وطنيًا، وتجمعه صور تلفازية قليلة ببعض المسؤولين الحكوميين في المناسبات الوطنية.
وتوصف شخصية هذا القائد الإيراني بأنها جذابة وجريئة، ويقال إنه شخص متمكن في الحوارات، ولم يسِئ أبداً في استخدام سلطته.
ويشار إلى أن الجنرال سليماني كان ولد عام 1957 في مدينة قُم، وهو يتحدر من جذور متواضعة من محافظة كيرمان الصناعية.
والتحق سليماني بفيلق الحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية ثم تمت ترقيته ليصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
في 1998 تم تعيينه قائداً لقوة قدس في الحرس الثوري خلفًا لأحمد وحيدي. وفي 24 يناير/كانون الثاني 2011 تمت ترقيته من رتبة لواء إلى فريق.
وكان للفريق قاسم سليماني حضور قديم في الأنشطة العسكرية الإيرانية. ففي الحرب الإيرانية العراقية قاد فيلق quot;41 ثار اللهquot; (فيلق محافظة كرمان) فضلاً عن قيادته الكثير من العمليات العسكرية أثناء الحرب.
وتولى سليماني أيضاً، بأمر من المرشد علي خامنئي، مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول منها: لبنان والعراق وأفغانستان وفلسطين، التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني.
اتهامات أميركية
وإلى ذلك، تعتقد مصادر استخباراتية أميركية أن سليماني قام بتدريب المقاتلين العرب في البوسنة بغية إرسالهم عبر الحدود الإيرانية الأفغانية في عامي 1996 و1997 وسط تصاعد التوتر بين إيران وحركة طالبان خلال حكمها لأفغانستان.
ويتهم سليماني بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه، كما وصفته صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية بأنه من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية، بينما قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن quot;البغداديين يعتقدون أنه الذي يحكم العراق سراًquot;.
وفي الأخير، فإن الصحيفة الأميركية تعتبره شخصًا متطفلاً وخطرًا ضحى بحياة العديد من العراقيين من أجل مصالح إيران في حربها ضد الولايات المتحدة، وتصنفه كإرهابي.