لم تكن دماء الوزير السابق محمد شطح قد جفت بعد، حين اجتاحت موجة من التهديدات الكلامية والشتائم هواتف نواب وإعلاميين من قوى 14 آذار، تتوعدهم بالقتل مرة، وتشتمهم بألفاظ بذيئة مرّات.

بيروت: بدأت حكاية اتصالات التهديد والوعيد لقياديين وصحافيين من قوى 14 آذار في حلقة تلفزيونية، بُثت مباشرة من منزل شطح بعد اغتياله، وردت خلالها الاعلامية مي شدياق على كلام للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قالت فيه إن قوى 14 آذار لا تكترث لأمره.

جو يائس

قبل انتهاء الحلقة، ورد اتصال إلى هاتف شدياق، وجّه فيه المتصل كلامًا نابيًا وتهديدًا مباشرًا بالقتل، سمعه مشاهدو الحلقة بشكل واضح. والأمر تكرر مع النائب خالد الضاهر، الذي تلقى اتصالًا عقب مؤتمر صحافي عقده الأحد، فسمعه الاعلام وسجّل ما ورد فيه.

النائب عمار حوري، المنتمي إلى تيار المستقبل، وهو أحد من تلقوا هذه التهديدات، أخبر quot;إيلافquot; أنه يتجنب الإجابة على اتصالات من أرقام لا يعرفها، quot;ومنذ السبت الماضي، بدأت أتلقى رسائل واتصالات من داخل لبنان ومن خارجه تتضمن شتائم وتهديدات، وقد أخبرنا الأجهزة الأمنية المختصة ونحن ننتظر ما سيتوصلون إليه، لا سيما أن الأرقام التي ترد منها هذه الاتصالات والرسائل معروفة، وأصحابها لا يخفونهاquot;.

وفضّل حوري عدم توجيه اتهام مباشر أو تسمية طرف سياسي يقف وراء ما يحصل، وتابع: quot;لن أتهم قبل وصول الأجهزة الأمنية إلى نتائج لنبني عليها الخطوات اللاحقة، وما يقوم به هؤلاء يعكس جوًا يائسًا في بيئتهم، وهذا دليل ضعفquot;.

الصوت المرتفع

في السياق ذاته، أشار الاعلامي نديم قطيش، الذي يُقدم برنامجا سياسيًا لاذعًا عبر قناة المستقبل، إلى أن الرسائل التي تتضمن تهديدات وشتائم تصب في خانة ثقافة القتل التي عممها حزب الله على الحياة السياسة والوطنية في لبنان. قال: quot;سواء كانت هذه الحملة مبرمجة من الحزب أو غير مبرمجة، فهي توضح أن الحزب أوجد في المجتمع اللبناني ثقافة اغتيال وشطب من لا يوافقه الرأيquot;.

وتابع: quot;إذا كان هؤلاء مدفوعين من حزب الله فالمصيبة أسهل من أن يكونوا يتصرفون من تلقاء أنفسهم، لأن ذلك سيعني أن الحزب خلف بيئة كاملة لا رد لديها على الواقع القائم سوى الاغتيال والقتل، وهذه مصيبةquot;.

وعن النتائج التي توصلت إليها التحقيقات، يشير قطيش إلى أنه لم يتلق أي إشارات من أي جهة، لافتًا إلى أن الأجهزة تؤكد متابعة القضية بكل جدية، لكنها لم تصل إلى أمر ملموس حتى اللحظة. وتابع قائلًا: quot;ما الذي يمكن انتظاره من الدولة، هناك متهمون معروفون في قضايا اغتيال وأسماؤهم وتهمهم معروفة، والدولة لا تستطيع أن تفعل شيئًا معهم، لكن فلننتظر ونرىquot;.

وختم: quot;أمام ثقافة التصفية والاغتيال وتبني الجريمة قبل وقوعها وبعده، لا حل لدينا إلا أن يبقى صوتنا مرتفعًا في وجه القاتل، دفاعًا عن الذين قتلوا، وحماية للذين اتخذ قرار اغتيالهم، لمجرد أن لديهم رأيًا آخر، وليس لأي سبب آخرquot;.

ألفا تهديد

الإعلامية مي شدياق، التي سبق أن استهدفت بعبوة ناسفة كادت تودي بحياتها في أيلول (سبتمبر) 2005، أكدت لـquot;إيلافquot; وجود أجواء محقونة تصب في خانة التوظيف السياسي، وقالت: quot;البيئة الحاضنة المعبأة الحاضرة لاستعداء كل من يخالف الرأي السياسي للفريق الذي ينتمون إليهquot;.

أضافت: quot;هم يعتبرون أن لا أحد يقدر على الوصول إليهم لأنهم موجودون في مربعات أمنية، وبالتالي كيف الحال إذا كانوا يعتدون علينا باتصالات هاتفية متكررة بشكل جنوني، وهذا ما اعتدنا عليه في لبنان، فهم يعتدون علينا في المطار ولا أحد يحاسبهم، وكذلك الأمر في موضوع الاتصالات، فكم مرة يجب أن أشتكي، فهناك أكثر من ألفي اتصال ورسالة وصلتني منذ اغتيال الوزير محمد شطحquot;.

ولفتت شدياق إلى أن جزءًا من هذه الاتصالات يرد من خارج لبنان، ولدى المهاجمين إمكانية لتحويل الأرقام إلى بلدان كالسويد ومصر ودول أفريقية، مشيرة إلى أنهم يستعملون تقنيات الانترنت، ويعممون أرقام هواتف الاشخاص المستهدفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمهيدًا لشن هجمات لفظية عليهمquot;.

وكانت النائب ستريدا جعجع (القوات اللبنانية)، أعلنت في بيان تلقيها تهديدات بالقتل عبر الهاتف وأضاف البيان أن شخصيات أخرى من قوى 14 آذار تلقت تهديدات مماثلة، بينها النائب أحمد فتفت.