بحضور الأمير تركي الفيصل، والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، اعلنت لجنة جائزة الملك فيصل اسماء الفائزين بجوائز فروعها الخمسة لهذا العام.
أعلنت لجنة جائزة الملك فيصل العالمية أسماء الفائزين بجوائز فروعها الخمسة، وحقق النيجيري، أحمد أبو بكر ليمو، الجائزة في فرع خدمة الإسلام، ونال الجائزة عن فرع الدراسات الإسلامية السعودي عبدالوهاب ابراهيم أبو سليمان، وفي فرع اللغة العربية والأدب، نال الجائزة، العراقي عبدالله البوصباح، وفي فرع الطب حصل على الجائزة البريطاني يوك دنس لو، وذهبت جائزة العلوم للألماني جيرد فولتينجز.
جاء ذلك خلال حفل الجائزة السنوية التي تشرف عليها مؤسسة الملك فيصل الخيرية في العاصمة السعودية الرياض ورعاه رئيس هيئة المؤسسة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وزير التربية والتعليم السعودي اليوم الثلاثاء.
وحضر الحفل، الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز، رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض. وقال الفيصل خلال الحفل إن هناك عدة مقترحات لإضافة جائزة أخرى على الجوائز الخمسة.
معلومات الفائزين:
أولاً: خدمة الإسلام
:
الفائز: الشيخ الدكتور أحمد أبو بكر ليمو، النيجيري الجنسية؛ رئيس مجلس أمناء مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية في نيجيريا، ويتمتع الشيخ أحمد ليمو بشخصية علمية رصينة مع تَمسُّك أصيل بالإسلام وانفتاح فكري واعتدال ووسطية، وهو عضو في كثير من المنظمات الإسلامية العالمية في مختلف أنحاء العالم، وله جهود تعليمية ودعوية وتطويرية كبيرة تمثَّلت في إلقاء مئات المحاضرات والدروس والندوات والدورات.
وألَّف ليمو عدداً من الكتب الإسلامية والمراجع المدرسية التي سدت جزءً كبيراً من حاجة المجتمع النيجيري بالذات. وأصبحت مرجعاً للأجيال المسلمة في نيجيريا في فهم الإسلام والتعمق في دراسة العقيدة الإسلامية.
وأسس عدداً من الجمعيات والمدارس والأوقاف؛ مثل جمعية الوقف الإسلامي التي أصبحت من أهم المؤسسات المشاركة للبنك الإسلامي للتنمية في مجال المنح الدراسية في نيجيريا.
وللشيخ أحمد دوره البارز في دعم حقوق المرأة المسلمة في نيجيريا بشكل متواصل، ومن ثمراته تأسيس اتحاد الجمعيات النسوية الإسلامية في نيجيريا، والحث على التعايش السلمي، والتغلُّب على العنف الطائفي في البلاد.
كما أسس معهد الدعوة الإسلامية لمحاربة التطرف، وقد مُنِح عدداً من الأوسمة والجوائز الوطنية والدولية نظير خدمته الطويلة للإسلام والمسلمين.
ثانياً: الدراسات الإسلامية
الفائز، عبدالوهاب ابراهيم أبو سليمان، عن رسالة موضوعها: (التراث الحضاري لمكة المكرمة) وهو عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
وقد مُنحت الجائزة لابو سليمان نتيجة جهوده العلمية المتنوِّعة الراصدة والموثقة لتفاعل الناس حضارياً في الحرم المكي وما حوله، وبخاصة كتابه (باب السلام)، معيداً رسمها في حقب تاريخية مهمة، واتسم عمله بالموضوعية العلمية مع تنوع مصادره الأصيلة.
ثالثاً: اللغة العربية والأدب
الفائز العراقي عبدالله البوصباح عن رسالة موضوعها (الدراسات التي تناولت الرواية العربية الحديثة) ويعمل البوصباح خبيرًا ثقافيًا في الديوان الأميري بدولة قطر.
ومُنح الجائزة تقديراً لأعماله العلمية وإسهاماته في دراسة الرواية العربية الحديثة. فقد درس الرواية العربية الحديثة في عدد من مؤلفاته، وكان ذا اطلاع واسع على المدونة السردية العربية مَكَّنَه من ضبط هذا التخصص المتعدد الموضوعات والإشكالات. وكانت تحليلاته موفقة إلى حد بعيد وقائمة على قدر من المحاجة والإقناع. وقد أخضع ذلك كله للعناصر الأصيلة والوافدة من الآداب والثقافات؛ رابطا الخطاب السردي العربي بغيره من الخطابات الأخرى.
رابعاً: الطب
الفائز الصيني ndash; البريطاني يوك دنس لو، ومنح الجائزة هذا العام (1435هـ -2014م)؛ وموضوعها (التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة). ويعمل يوك مديرًا لمعهد لي كاشنج للعلوم الصحية، ورئيس قسم علم الأمراض الكيميائية، وأستاذ الطب الباطني بجامعة هونج كونج الصينية.
وللبروفيسور يوك دور رائد في مجال التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة؛ إذ استطاع في عام 1989م أن يتعرف على جنس الجنين بفحص حامض دنا وحامض رنا في دم الأم، وتعرف على آلية حدوث ذلك، وقد استخدم في أبحاثه أحدث التقنيات مع طرق إبداعية أدت إلى نتائج غير مسبوقة لوضع أولى اللبنات على طريق التشخيص غير التدخلي، وحفزت هذه النتائج مجموعات عديدة من الباحثين في تطبيق الطرق التي استحدثها في ممارساتهم السريرية في فحص أمراض الأجنة وتشخيصها، وواصل أبحاثه في هذا المجال بصورة متعمقة عبر عشرات السنين، وله الفضل في استبدال التشخيص التدخلي، وما صحبه من مضاعفات على الأم والجنين، بالتشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة.
خامساً: العلوم
ومنحَ الجائزة هذا العام البروفيسور جيرد فولتينجز الألماني الجنسية، ويتخصص في الرياضيات، وجيرد يعمل مديرا لمعهد ماكس بلانك للرياضيات في بون.
ويعرف البروفيسور فولتينجز بمساهماته الرائدة في الهندسة الجبرية ونظرية الأعداد وتجمع أعماله بين الإبداع والرؤية والقوة التقنية. وقد قدم أدوات وتقنيات مذهلة وجديدة تُستخدم باستمرار في الرياضيات الحديثة.
وقد لعبت رؤاه العميقة في التماثلات المرافقة (p-adic) للمتنوعات الجبرية دوراً أساسيّاً في التطورات الحديثة التي شهدتها نظرية الأعداد. ولأعماله حول الفضاءات الترددية للمتنوعات الأبيلية وكذلك لبرهانه الشهير لتخمين مورديل تأثير كبير على الهندسة الجبرية الحسابية.
ولقد قدم أفكارا هندسية وتقنيات جديدة في نظرية ديوفانتاين للتقريب، مما أدى إلى برهانه لتخمين لانج في النقاط الكسرية للمتنوعات الأبيلية وإلى تعميم بعيد المدى لنظرية الفضاء الجزئي. وللبروفيسور فولتينجز مساهمات هامة في نظرية الحزم المتجهة على المنحنيات الجبرية والتي أدت إلى برهانه لصيغة فيرليند وإلى معياره التماثلي المرافق لشبه الاستقرار.