يطرح نقل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى فرنسا مجددًا للعلاج، قبل 48 ساعة من آخر موعد لدعوة الهيئات الناخبة، تساؤلات عدة حول حقيقة وضعه الصحي، في وقت يدعوه حزبه للترشح لولاية رابعة. ويفترض أن يدعو بوتفليقة الهيئة الناخبة قبل 90 يومًا من موعد الإقتراع، أي في 16 أو 17 كانون الثاني (يناير) الجاري.


أعلنت الرئاسة الجزائرية أن نقل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى المستشفى العسكري فال دوغراس في باريس كان مبرمجًا مسبقًا لاجراء فحص روتيني، وأنه سيعود إلى الجزائر يوم الجمعة. وأوضح بيان الرئاسة أن الوضع الصحي العام لرئيس الجمهورية يتحسن بصفة مؤكدة وبالتدريج.

وكان بوتفليقة أمضى 80 يومًا في 2013 للعلاج في فرنسا، بعد إصابته بجلطة دماغية، كما سبق أن تلقى العلاج في فال دوغراس في العام 2005 بسبب نزيف معوي قال إنه شفي منه تمامًا.

وبحسب صحيفة الخبر، فإن الرئيس بوتفليقة وقع مرسوم دعوة الهيئة الناخبة قبل نقله للعلاج في فرنسا الاثنين، موضحةً أن من شان الحلقة الجديدة في ملف مرض الرئيس أن تبعث الجدل، ليس حول عدم ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، لان ذلك اضحى في حكم المؤكد بالنسبة للكثيرين، وإنما حول قدرته البدنية على استكمال الشهرين المتبقيين من الولاية الثالثة.

وأضافت الصحيفة: quot;كان لافتًا في آخر اجتماع لمجلس الوزراء أن سابع الرؤساء متعب، إلى درجة انه لا يقوى على إسماع صوته لمحدثيهquot;.

هل أخفوا الحقيقة؟

أما صحيفة الشروق فلاحظت أن بوتفليقة يعود إلى المستشفى في وقت دخلت فيه الساحة السياسية حالة من الترقب، قبل انطلاق سباق الرئاسيات بصفة رسمية.

وتساءلت صحيفة الوطن في صفحتها الاولى: quot;هل اخفوا الحقيقة؟ حول مرض الرئيس الذي ادخل البلاد في شلل تام وغير مسبوقquot;. وطرحت صحيفة ليبرتي الاستفهام نفسه: quot;اذا كانت صحة الرئيس لا تستدعي القلق، فلماذا ينقل إلى فال دوغراس 48 ساعة قبل استدعاء الهيئة الناخبة؟quot;.

ومنذ عودته من رحلة العلاج الطويلة في فرنسا، في 16 تموز (يوليو)، لم يشارك بوتفليقة في اي نشاط سياسي، ولا يظهر إلا في التلفزيون الرسمي، مستقبلًا زواره، كنائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، ورئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، ورئيس حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي، ورئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت، بالاضافة إلى المبعوث الاممي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي. وكان ايرولت الوحيد الذي ادلى بتصريح حول الحالة الصحية لبوتفليقة، مبرزا شجاعته بعد المرض الذي اصابه، ومؤكدًا انه متابع جيد لجميع ملفات.

إصرار على ترشيحه

ولم يعقد بوتفليقة الذي حطم الرقم القياسي في المكوث على راس الدلولة الجزائرية، سوى اجتماعين لمجلس الوزراء خلال عام 2013، وهو الوحيد المؤهل دستوريًا لرئاسة هذا الاجتماع الضروري لتمرير القوانين.

ولم يوجه الرئيس الجزائري أي خطاب منذ تحدث في آيار (مايو) 2012 في سطيف في الشرق الجزائري، معلنًا أن quot;جيلي تعبquot;، ما جعل البعض يعتبر ذلك مؤشرًا إلى انسحابه من الساحة السياسية. لكن الحزب الذي يرأسه يصر على ترشيحه لولاية رابعة، إذ أكد الامين العام للحزب عمار سعداني انه مقتنع بأن بوتفليقة سيترشح، وأن المرض لن يمنعه من ذلك.

وسبق أن اعلنت 19 شخصية ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكن المنافس الابرز لبوتفليقة في حال ترشحه هو رئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس الذي توارى عن الساحة السياسية منذ هزيمته في انتخابات 2004، والذي ينتظر أن يعلن ترشحه الأحد المقبل أمام تجمع لمناصريه.

ويرتقب تنظيم الانتخابات الرئاسية في 16 أو 17 نيسان (ابريل) المقبل، تطبيقًا لأحكام قانون الانتخابات، لكون الولاية الرئاسية الحالية تنتهي يوم 16 نيسان (أبريل)، بحسب ما اوضحت وكالة الانباء الجزائرية. ويبقى أمام بوتفليقة (77 عامًا) 45 يومًا قبل الانتخابات ليعلن ترشحه لولاية رابعة، نزولًا عند مطالبة حزبه جبهة التحرير الوطني واحزاب أخرى موالية له.