وجد رئيس الحكومة البريطانية الأسبق توني بلير نفسه في quot;عش دبابيرquot; الصحافة بعد تصريحات كان أيّد فيها رجل مصر القوي، وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي.
وتابعت صحف لندنية لمرة ثانية مقالاتها الساخرة من رئيس الحكومة العمالية الأسبق توني بلير وموفد اللجنة الرباعية للسلام، متهمة إياه بالتدخل في الشأن الداخلي المصري.
وبعد مقال ناري لروبرت فيسك في صحيفة (إنديبندانت) يوم الجمعة، خرجت صحيفة الغارديان بمقال ساخر كتبته مارينا هايد تحت عنوان quot; هكذا يستطيع بلير مواجهة حكم التاريخquot;.
تستهل الكاتبة مقالها بالقول quot;الشيء العظيم في حكم التاريخ إن المحكوم لن يكون حاضرا لتلقي الحكم بنفسه، حيث إنه يصدر في غيابهquot;.
ويشير المقال إلى ما يردده رئيس الوزراء البريطاني في العديد من وسائل الإعلام التي أجرت مقابلات معه حول مواضيع كثيرة كان طرفا فيها quot;أن التاريخ سيحكم عليهquot;.
تجميد بلير في الألب
وتتمنى الكاتبة انه لو كانت هناك وسيلة علمية للمحافظة على بلير مجمّدا في مكان ما من جبال الألب، لحين quot;صدور حكم التاريخ عليهquot;، حيث يمكن إيقاظه ودعوته إلى مراجعة أعماله، ولا مفر من مراجعتها.
وتتابع الكاتبة ساخرة: لو تحققت ثورتي في الحياة الأخرى فسيكون هناك درك في جهنم محجوزا لأولئك الذين يقولون دوما quot;التاريخ سيحكم عليناquot; وسيتوجب عليهم أن يتلقوا حكم التاريخ أمام جمهرة من المشاهدين.
وتصف الكاتبة الظروف المفزعة التي تود أن ترى بلير يتلقى quot;حكم التاريخquot; فيها عن quot;أفعاله الخاطئةquot;، ومنها quot;تصريحه بأن إزاحة الجيش المصري لرئيس منتخب وانتهاكات الحقوق المدنية التي تلت تمثل تقدما مثيرا للشرق الأوسطquot;.
لو يعرف بلير الحقيقة
وكان روبرت فيسك كتب يوم الجمعة في صحيفة (الإندبندانت) مقالا ساخرا بعنوان quot;لو يعرف بلير حقيقة السيسيquot;، يسخر فيه من رئيس وزرائه السابق واصطفافه خلف السيسي.
ويقول فيسك: quot;ها هو لورد بلير الذي جلب لنا النصر من أفغانستان والمجد من العراق والذي دائما كان يدين، من دون خوف أو مهابة، الاستعمار الإسرائيلي للضفة الغربية، ها هو يلقي بكل شرفه وسمعته خلف المشير عبدالفتاح السيسيquot;.
ويتابع فيسك: quot;الجيش المصري تدخل، بناء على إرادة الشعبquot;، يقول بلير، ويبتسم السيسي على وقع كلماته، لكن لنكن صريحين، فالسيسي لا يستحق quot;مبعوث السلامquot; هذا.
وينوه الكاتب الى انه بخلاف العديد من الديكتاتورات الذين يتسامر معهم بلير السيسي ليس فاسدا. أصله يعود إلى أسرة محافظة ومحترمة، وكان عمه عضوا في جماعة الإخوان المسلمين.
الشعب يحب السيسي
ويتابع فيسك: quot;صحيح أن رجال السيسي قتلوا مئات المحتجين المصريين، لكن المشير لم يتسبب في موت مئات آلاف العراقيينquot; ، إلى ذلك فالشعب المصري يحب السيسي، وإلا لماذا نرى صوره على ألواح الشوكولاتة والفانيالات ؟ في المقابل، هل يرتدي البريطانيون بيجامات عليها صور بلير ؟
وبالمناسبة، بلير هو من قال إن quot;صدام استخدم الغاز ضد شعبهquot;، لذا أتصور أنه استطاع بصعوبة أن يقاوم ترديد عبارة مشابهة عن السيسي، أن يقول مثلا إنه quot;أطلق الرصاص الحي على شعبهquot;.
ويقول فيسك: بلير رجل غير شاعري، لذلك فهو ركز على الأشياء العادية، فقل إن مصر تحضن حضارة قديمة وإن الشعب المصري هو شعب عظيم ذو طاقة هائلة وإصرار، نعم، بلير استخدم خطابا quot;استعمارياquot;، يقول الكاتب.
ويختم مقال (إنديبندات) بالقول: في المقابل وصف بلير الإخوان المسلمين بأنهم quot;حاولوا تجريد البلد من مبادئها الأساسية القائمة على الأمل والتقدمquot;. ولكن، ويا للمفارقة، أليس هذا ما فعله بلير ببلده ؟ يقول فيسك متسائلا.
التعليقات