ردّ رجب طيب أردوغان على فضيحة الفساد التي هزت أركان حزبه بمساءلة المحققين فيها، وباتهام دولة الداعية غولن المعششة داخل الدولة.


بدأت السلطات التركية تحقيقًا مع ضباط في الشرطة، كان لهم دور في القاء القبض على اشخاص تربطهم علاقات بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، للتحقيق معهم في فضيحة الفساد التي هزت تركيا. وأكد مسؤول تركي رفيع المستوى فتح التحقيق معهم، مرددًا اتهامات أردوغان بأن فضيحة الفساد مؤامرة دبرتها دولة موازية داخل الدولة.

قوض حكم القانون

وقال معارضون أتراك إن أردوغان قوض حكم القانون بالتحقيق مع ضباط الشرطة لأنهم قاموا بواجبهم في ملاحقة المتورطين في قضايا فساد، بينها دفع رشاوى وغش في قطاع المقاولات وعمليات تهريب، واقدم على ملاحقة هؤلاء الضباط بعد أن استهدفت تحقيقاتهم عشرات من رجال الأعمال والنواب القريبين من أردوغان.

ومنذ انفجار الفضيحة التي هزت تركيا في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، باعتقال عدد من الرموز المعروفة والأقطاب الكبار، أجرت حكومة أردوغان تنقلات واسعة شملت آلافًا من ضباط الشرطة وقياداتها. وقبل أيام، أصدرت قرارًا بنقل اثنين من كبار المحققين في فضيحة الفساد إلى وظائف أخرى. وقال محقق عُين حديثًا إنه سيعيد النظر في قرارات الاتهام الصادرة بحق المشتبه بتورطهم في الفضيحة.

وانعكست تداعيات الفضيحة على الأسواق التي شهدت الاسبوع الماضي هبوط سعر الليرة إلى ادنى مستوياته ليبلغ 2.39 ليرة مقابل الدولار رغم ثبات السعر لاحقًا بعد قرار البنك المركزي التركي رفع اسعار الفائدة.

غولن ضالع

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن المسؤول التركي الذي لم تذكر اسمه أن التحقيق مع ضباط الشرطة الذين لهم دور في ملاحقة المشتبه بتورطهم في قضايا فساد بدأ اواخر الاسبوع الماضي، وأن التهمة الموجهة اليهم هي تشكيل منظمة محظورة داخل الدولة.

وتقول حكومة أردوغان إن الحركة التي يقودها الداعية الاسلامي فتح الله غولن تقف وراء التحقيق في فضيحة الفساد، وانها اخترقت مؤسسات الدولة وعشعشت فيها منذ ما يربو على عشر سنوات.

وقال المسؤول التركي: quot;من الواضح أن التحقيق دبره اشخاص قريبون جدًا من جماعة غولنquot;، متهمًا المحققين في الفضيحة بارتكاب انتهاكات، بينها تسريب معلومات عن مجرى التحريات، والتنصت على الاتصالات بصورة غير قانونية، بالرغم من اعترافه بأن هذا حدث في قضايا سابقة ايضًا. وعن غولن نفسه قال المسؤول: quot;من السذاجة الاعتقاد بأنه ليس ضالعًاquot;.

تشكيك دولي

نفى غولن أي علاقة له بالتحقيق في فضيحة الفساد، رغم أنه وجه تحذيرًا لكل من يحاول اجهاضه، واستنكر التنقلات التي اجرتها حكومة أردوغان بين ضباط الشرطة. ويؤكد معارضون، بمن فيهم اتباع غولن، أن الدولة الموازية التي تتحدث عنها حكومة أردوغان لا وجود لها، وانها تحاول صرف الانتباه عن جوهر الفضيحة التي طالت، من بين آخرين، أربعة وزراء وأحد أبناء أردوغان.

وكان أردوغان اشار إلى اصابع خارجية ايضًا في المؤامرة التي تقف وراء التحقيق في فضيحة الفساد. وسيبدأ رئيس الوزراء التركي هذا الاسبوع زيارة إلى المانيا في اطار تحرك أوسع لتحسين العلاقات مع الدول الاوروبية.

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن دبلوماسيين أن ادعاءات أردوغان بشأن وجود دولة موازية للدولة لاقت تشكيكًا دوليًا في مصداقيتها. وفي معرض التعليق على الوضع في تركيا، أكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أن حكم القانون مسألة لا تقبل التفاوض للدول التي تطمح في عضوية الاتحاد الاوروبي.