السوري قرر أن يتعامل مع الزيارة بصفتها laquo;كلايمكسraquo;، أو مشهد الذروة لفيلم مثير، بدأ باغتيال رفيق الحريري، وتوالت أحداثه بمشاهد مروعة من الاغتيالات والاعتقالات والمحاكمات والتحقيقات والاتهامات، والشحن النفسي واللفظي. ولهذا استبدل المخرج السوري الصورة بالكلام، لإدراكه أن كاتب الحوار مهما كان عظيماً لن يتجاوز أو يغيّب مقاطع السجال العنيف في المشاهد الأولى للفيلم، الذي ستكون نهايته باهتة.
هذا القول للكاتب داوود الشريان، وفي زاويته أضغف الإيمان، التي يخصصها في جريدة الحياة اللندنية، لمتابعة الحدث السياسي، وآخر هذه المتابعات، مقالته بعنوانquot; المشهد الأخير لفيلم اغتيال الحريريquot;
في هذه المقالة حاول كاتبنا أن يقوم بدور مخرج أفلام، فيها من الإثارة والتشويق، ما يجعل المشاهد يخرج قبل أن يبدأ الفيلم. ما استوقفني في العبارة التي أوردتها، هنا، هي أنه يتحدث عن الفيلم ويقول لنا كمشاهدين أن مشهد النهاية سيكون باهتا.
من الواضح جدا أن الشريان ليست الكتابة الأولى له التي يحاول أن يفند فيها المشهد اللبناني- السوري. ودوما باتجاه تفعيل، إيجابي وإثارة مجانية، للسياسية السورية في هذا الملف وفي غيره من الملفات!
اولا- الشيخ سعد الحريري لم يذهب إلى دمشق بإرادته، وهذا معروف للقاصي والداني، ولم يذهب إلى دمشق لأنه رجل دولة، أو رئيسا لوزراء لبنان، الحريري الابن ذهب إلى دمشق، نتيجة لضغط سعودي فرنسي أكبر من أن يحتمله الشيخ سعد. هذه حقيقة يجب أن يعرفها القارئ العربي.
ثانيا- والرئيس بشار الأسد استقبل الحريري، بوصفه سعد الحريري أولا، وجهة لبنانية ثانيا، وآخر ما فكر فيه، هو استقبال سعد الحريري كرئيس وزراء لبنان ثالثا.
لأن الرئيس الأسد، ليس معنيا كثيرا في هذه الوضعية الدبلوماسية، ولا يخرج رئيس جمهورية، مع رئيس وزراء دولة أخرى في سيارته الخاصة، وضمن أجندة دبلوماسية، إلا عندما يكون رئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي أو هو الرجل الأول بالتسلسل الهرمي للنظام السياسي، وهذا ليس موجودا في لبنان، فسعد الحريري ليس برلسكوني، وليس المستشارة أنجيلا ميركل، لكون الرئيس في هذين البلدين لا يحكم وإنما هو تعبيرا رمزيا عن وحدة البلاد. فالرئيس ميشال سليمان رئيس يحكم بحكم الدستور وله الموقع الأول في النظام السياسي اللبناني المتبع حتى الآن أقله- عرفيا.
ثالثا-لهذا تعمد الرئيس الأسد القيام بهذه البروتوكولات المرهقة..من أجل هدف بسيطquot; أن يقول للشعب السوري، واللبناني والعربي، هاهو سعد الحريري عاد إلى دمشق، كما كان أبوه الراحل من قبل يأتي إلى دمشق، ونحن من ربحنا الرهان، ولا أحد يخرج عن وصايتنا على لبنان الشقيق.
رغم أنني من المحسوبين على المعارضة السورية، إلا أنني أرفع القبعة، لسياسة بلدنا في إدارة الملف اللبناني..من تكسير الطاولة فوق الرؤوس...وحتى استقبال الشيخ سعد الحريري...كصديق شخصي للرئيس الأسد.
نسيت أن أكمل حديثي عن فيلم داوود الشريان، وأسأله سؤالا بسيطا، هل المخرج هنا سوري أم لا؟ إذا كان غير سوري فكل الحق مع داوود الشريان، ستكون النهاية باهتة جدا..ولكن لكون المخرج سوري، أو حتى ظهر وكأنه سوري، فالنهاية جد مثيرة لشعبنا في سورية ولبنان..وسترى النتائج قريبا ياسيدي...صاحب زاويةquot; أضعف الإيمانquot; بقي ان تكتبوا عن الفيلم القادم، حول زيارة الشيخ سعد الحريري إلى طهران...ومن ثم...سيدة المؤتمرات العربيةquot; الدوحةquot;
الإعلام الإسرائيلي كان مرتاحا لنتائج الزيارة وحدوثها.
التعليقات