مرة أخرى يفاجأ النظام الايراني العرب قبل العالم بتجاوزه الفاضح على أرض عراقية و تدنيسها بإحتلال غير مبرر و مشروع، وهو کما يبدو إمتداد لاسلوب و نمط ألفه ملالي طهران عندما جعلوا جل همهم في البلاد العربية حيث يدعون يوما بأن مملکة البحرين محافظة إيرانية و يکرسون إحتلال الجزر الاماراتية الثلاث و يتدخلون بصورة غير مشروعة و مشبوهة في اليمن و المملکة العربية السعودية بالاضافة الى سجلهم الاسود و المخزي في العراق بما إرتکبوه و يرتکبونه من تدخلات و تجاوزات مفضوحة و مرفوضة في الشأن الداخلي لهذا البلد، أما ماادعوه و يدعونه بکونهم يتطلعون لتحرير القدس و الاراضي المحتلة من الاحتلال الصهيوني، فهو لم يکن و لايزيد على کونه مجرد کلمات للإستهلاك المحلي و لخداع المسلمين بشکل عام و العرب بشکل خاص.


لقد صعقنا بنبأ إحتلال قوات تابعة لنظام الملالي منطقة نفطية عراقية و رفع العلم الايراني فوقها وهي تعتبر سابقة خطيرة في ظل النظام الدولي الجديد و تأکيد کامل على النهج التوسعي العدواني لهذا النظام و عدائه المکشوف للعرب و ان کل ماتبجح و يتبجح به في ابواقه و وسائل اعلامه المختلفة ليست سوى مجرد کلمات جوفاء فارغة من کل مضمون وان الذي جناه و يجنيه العرب من هذا النظام لم يکن غير التجاوزات و التدخلات و احتلال الاراضي و التهديدات العدائية فقط.
اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، في الوقت الذي نستنکر و ندين فيه بشدة هذا الفعل العدائي و الهمجي على الارض العربية في العراق الشقيق، فإننا نحث الشيعة العرب في العراق للوقوف بوجه هذا العدوان الظالم و بذل کل غال و نفيس من أجل درء العدوان تطهير الارض العراقية من دنسه کما ندعو سماحة آية الله العظمى علي السيستاني الى إبداء رد فعل ضد هذا العدوان و إدانته و التحذير من مغبة تکراره حفاظا على أمن و سلامة و استقرار المنطقة.


لقد سبق لنا کمرجعية سياسية للشيعة العرب ان نبهنا مرارا و تکرارا من عدوانية هذا النظام المستبد و الظالم لشعبه و اکدنا على أن لديه نيات مبيتة و مشبوهة ضد الامة العربية بشکل خاص وانه لطالما سعى و يسعى لإستخدام العرب و اراضيهم کجسر للعبور و الوصول الى أهدافه العدوانية التوسعية لبناء إمبراطورية تسلطية تسعى لتقاسم النفوذ مع البلدان الغربية في المنطقة على حساب العرب، وعلى کل عربي ان ينتبه جيدا الى أن التجربة التي أجراها النظام مؤخرا على صاروخ جديد له وکان في حد ذاته إستعراض للعضلات و القوة بوجه العالم بشکل عام و الدول العربية بشکل خاص، قد تبعتها مباشرة عملية إحتلاله لارض عراقية و رفع العلم الايراني فوقها کرسالة علنية واضحة المعاني للدول العربية، کما ان هذا النظام العدواني يرغب أيضا من خلال إحتلاله للارض العربية في العراق ان يبعث برسالة تطمين للصهاينة في الاراضي العربية المحتلة کي يتأکدوا من أن هدف الملالي الحقيقي هو العرب وليست الدويلة اللقيطة.


نظام الملالي الذي شغل و يشغل العالم منذ عدة عقود بإحياء يوم خاص للقدس في آخر جمعة من شهر رمضان، لم يخطو في الحقيقة ولو خطوة عملية واحدة ضد الصهاينة بهدف تحرير القدس وانما سعى لطرح شعارات کاذبة و تمويهية للقفز على الحقائق فهل ان تحرير القدس يمر عبر احتلال ارض عراقية و تهديد الامن القومي العربي في بلدان الخليج العربي و اليمن و عموم الوطن العربي؟ اننا ندعو الشيعة العرب لليقظة و اخذ الحيطة و الحذر و المبادرة الى إتخاذ موقف مبدئي يقوم على اساس عروبي من هذا النظام و السعي لعدم السماح له بتنفيذ مخططاته الشريرة على حساب العرب والله سبحانه و تعالى من وراء القصد.


*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.