المرجعية الدينية في جميع الأديان والطوائف.. هي من أبتكار البشر الذين جعلوا من بعضهم مستشارا دينيا يشرح لهم ماغمض من مفاهيم وعقائد واحكام الدين، وهذه الشروحات هي غير ملزمة للأخرين وليست مقدسة، ولكن هذا الأبتكار البشري الذي ليس له علاقة بالله تحول بمرور الزمن الى سلطة مقدسة تضع نفسها فوق البشر جميعا من حيث القدرات العقلية والنفسية والأخلاقية والدينية... وتُحرم على الجميع مناقشة أفكارها ونقدها، وتعتبر من يمارس حقه في حرية التفكير والمناقشة والنقد مارقاً وكافراً!
ولعل أخر مثال على خطورة بدعة المرجعية الدينية هو الوصف الصادر يوم الجمعة من قبل ممثل السيستاني حينما وصف المرجع بأنه:(( في هذا الموقع الرسالي والإلهي )) وهذا الكلام الخطير جدا الذي يسبغ على شخص لمجرد انه تخصص بدراسة العلوم الدينية واختارها مهنة له بالشخص ((الإلهي )) هو أعلى درجات القمع والأفتراء على الله البعيد كل البعد عن تعيين أي شخص على وجه الأرض بمنصب إلهي ومنحه العصمة والقدسية، ووصف ممثل السيستاني هذا للمرجع هو تهديد صريح للجميع بأن من يحاول مناقشة أو نقد السيستاني كأنما يقوم بنقد الله!
لم يكن الشيعة وحدهم من يقدس رجال الدين ويقعون في الشرك بالله، بل ان جميع الأديان والطوائف تقدس رجال بشكل أو بآخر وبدرجات مختلفة، وهي تدري أو لاتدري تقع في محظور الشرك بالله، ولكن مايميز الشيعة أنهم اعطوا للمرجع وظيفة حتى أكبر من الرسول محمد، وجعلوا الحصول على رضا الله والمرور الى الجنة مشروط بتقليد المرجع والإذعان له بشكل مطلق بعد إلغاء العقل والأرادة، فالأحاديث لدى الشيعة صريحة في هذا الشأن حيث تقول: (( من مات ولم يعرف امام زمانه.. مات ميتة جاهلية )) والمقصود بأمام الزمان هنا المرجع، وكذلك نجد في الصفحة الأولى في كافة كتب الرسائل العملية التي فيها شروحات المرجع الفقهية الكلام التالي: (( العمل بهذه الرسالة مبريء للذمة... )) بمعنى ان طاعة الشخص لهذا المرجع وتنفيذ كلامه كفيل بوضعه على الصراط المستقيم ونيل رضا الله ودخول الجنة، ولهذا عمليا نرى ان غالبية البسطاء من الشيعة يعبدون المرجع وليس الله، ويهتمون بتعاليم المرجع اكثر من القرآن!
تاريخيا بدعة المرجعية هي من نتاج الثقافة الفارسية التي تمجد عبادة الفرد، فمفهوم الشاه نشاه ملك الملوك المعظم... تم نقله وتوظيفه في خدمة تضخيم صورة المرجع واصبح يلقب المراجع بالألقاب التالية: (( سماحة المقدس المفدى... روح الله... أية الله العظمى... وحيد عصره وفريد دهره... جامع علوم الأولين والأخرين... )) الى أخر قائمة الألقاب التبجيلية التي لم تطلق حتى على الأنبياء!
لو كان فعلا ان الله يمنح القدسية للبشر لمنحها الى الأطباء الذين يتعاملون مع أرواح الناس ويحافظون عليها، ولمنح القدسية الى العلماء العظام الذين أخترعوا لنا: الطائرة والقطار والهاتف والتلفزيون والسيارة والكومبيوتر والأنترنت وغيرها من الأختراعات.
بقي أن أشير الى أصحاب العقول الضيقة المتعصبة التي دائما ماتطلق الأحكام الجاهزة على الناس، أنني أكتب مجانا في إيلاف، وأرفض بشدة الفكر الوهابي، واذا كنت قد ولدتُ عن طريق الوراثة شيعيا، فأني أرفض جميع الطوائف الشعية والسنية معاً، وان علاقتي حصريا بالله وحده فقط بعيدا عن المسميات الطائفية والدينية.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات