تشهد العديد من المنابر الاعلاميـة العربية(او الناطقة بالعربية)، حملة جديرة بوضعها تحت مجهر البحث و التدقيق، حملة يقودها ثلة من الکتاب العرب ترکز و بشکل ملفت للنظر على مساواة و مطابقة الدور العربي بالدور الايراني و وضعهما في کفة واحدة من حيث إدائهما السلبي بخصوص الاوضاع في العراق.

هؤلاء الکتاب، وان کنا لسنا نجزم بتبعيتهم المطلقة للنظام الايراني، لکن هنالك العديد من النقاط التي طرحوها و يطرحونها في کتاباتهمquot;من حيث مساواة الدور العربي في العراق بالدور الايرانيquot; تخدم في النهاية بشکل او بآخر الخط العام للسياسة المتبعة من جانب نظام ولاية الفقيه التي تعتبر في محصلاتها النهائية الحالة العراقية مجرد ورقة او معبر او جسر محدد للوصول الى أهدافها النهائية، وقد کان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد واضحا جدا في تصريح له مؤخرا أکد فيه الى أن إيران تمتلك مفتاح الحل في القضية العراقية ملمحا للولايات المتحدة الامريکية استعداد النظام الايراني الضمني للمساومة على الورقة العراقيـة مقابل ضمانات يتم توفيرها لطهران.

وبموجب معلومات و معطيات متوفرة بشکل عادي لکل متابع للشأن العراقي، فإن سلبية الدور الايراني من حيث سعيه للقيام بتوظيف الحالة العراقية في سبيل مآربه السياسية و الامنية الخاصـة، تبدو مسألة منتفية و ليس هنالك أي جدال او نقاش بصددها، بل وان الدور السلبي هذا قد تجاوز الحالة الشيعية(التي استغلها نظام ولاية الفقيه في العراق أبشع إستغلال)، الى التعاون و التنسيق مع منظمة القاعدة و توفير قواعد و مرتکزات لها داخل الاراضي الايرانية تستخدم من أجل زعزعة الاستقرار و الهدوء في العراق و شن هجمات دموية ترعب الشعب العراقي المغلوب على أمره قبل الحکومة و الاطياف السياسية النافذة فيها. والى جانب هذا، هنالك تقارير و تسريبات قوية من لدن اوساط استخبارية عديدة في عواصم اوربية و اقليمية، ترکز على أن النظام الايراني قد قام و يقوم بالاتصال و التعاون و التنسيق مع منظمات المافيا و غيرها من عصابات و تجمعات الجريمة المنظمة لکي يستخدمها في الحالة العراقية(وقد استخدمها في العديد من الحالات).

وازاء ذلك، لو دققنا في الدور العربي بالعراق، والذي يتصدره الدور السعودي بشکل خاص و الخليجي بشکل عام و الدور المصري، فإننا نرى بأن هذا الدور لم يسعى مطلقا لإرسال مواد تفجيرية او اسلحة او أي شئ آخر بهدف التأثير على المشهد العراقي من أجل أهداف سياسية او مآرب خاصة على حساب أمن و مصالح الشعب العراقي، بل وان الدور العربي قد سعى و بکل مااوتي من إمکانية و جهد الى التأثير بشکل سلمي و تفاوقي على الدور الايراني بإتجاه يخدم مصالح الشعبين العراقي و الايراني و يخدم أمن و استقرار و سلامة المنطقة، لکن، وکما توضح جليا وعلى مختلف الاصعدة، فإن النظام الايراني کان دوما يسعى للماطلة و التسويف و الضبابية من أجل کسب الوقت و المزيد من اللعب على حساب دماء و مصالح الشعب العراقي.

ان العراقيين يعلمون بحنکتهم و درايتهم و فهمهم الثاقب للأمور، أن الدور العربي في العراق، کان و لايزال دورا سلميا تضامنيا و إنسانيا يقوم على أرضية من المصالح و المصير المشترك و العرق و العقيدة و انهم و بفطرتهم و طيبتهم يثقون بمصداقية و واقعية الدور العربي و إخلاصه للعراق أکثر من أي دور آخر، وانه قد بات يعي و بشکل جلي بأن الدور الايراني لايستهدف مطلقا في نهاية المطاف الى خدمة أهداف و مصالح الشعب العراقي وان مختلف الشرائح العراقية و قواه السياسية الناهضة باتت تعلم جيدا بأن هناك تقاطعا قويا و حاسما من مختلف النواحي بين مصالح و أهداف و امن و استقرار الشعب العراقي و أهداف و مصالح و امن نظام ولاية الفقيه، واننا بصفتنا نمثل المرجعية السياسية للشيعة العرب، ندعو أخواننا العراقيين الى المزيد من اليقظة و الحذر و التمييز بين الدورين و کشف و فضح کل من تسول له نفسه بجعل الدورين في ميزان واحد إذ ان تلك(قسمة ضيزى) لايقبل بها العقل و المنطق وان الايام القادمة الحبلى لحافلة بالمزيد و الادلة و البراهين الموثقة على خبث و إجرامية دور نظام ولاية الفقيه في الشأن العراقي، خصوصا وانهم يقومون بالإعداد للإلتفاف على نتائج الانتخابات العراقية التي جرت في السابع من آذار و التي صرخ فيها الشعب العراقي بکلمة الرفض بوجه الملالي الدجالين ويجب عليهم العمل الجدي للحيلولة دون ذلك واننا واثقون من الشعب العراقي و قدراته عندما تحين ساعة عزمه و حسمه للموقف.

*المرجع السياسي للشيعة العرب.