للشعوب رموز وعباقرة تترسخ في ذاكرتها وتؤثر في حياتها، واذا ذكرت الكرة العراقية ذكر عموبابا دون منازع. وهوالوطني حتى النخاع فالى أن رحل الى لقاء الله كان يعمل ويجاهد لوطنه دون هوادة ولم يتوقف هذا الرجل حتى في لحظاته الاخيرة يوم كان راقدا في دهوك عن التفكير في الكرة وتطويرها وعن الاتحاد المركزي وآلية انتخابه وعن مدرسته وآلية دعمها، هذا ما نقل لي الاستاذ عصام الديوان عن لقائه الاخير معه اثناء زيارته في مشفاه الاخير.

ان عمو بابا عاش مكافحا في حياته مع اهله وزوجته وبيته ومقاوما مع أولمبية عدي حتى نطق المقبور في احد لقاءاته (لو كان عمو مسلما لاتهمناه منتميا لحزب الدعوة وعدمناه ). وبقي متألما من ممارسات اتحاد الكرة ورموزه بتهميشهم وعدم احترامهم له، بالمقابل رفض كل اغراءات الخارج والشهرة والمال عندما دعي من الخليج لتدريب منتخباته وعندما طلبت منه العائلة السفر الى فرنسا، في كل تلك الظروف فضل العراق وطيبته وارضه رغم ظلم ذوي القربى من الوطن ورغم اغراء الخارج.. وهو ما نقش في سجله وطنيا بدرجة امتياز بعكس عامة الناس الذين يتقاتلون على الهجرة وامتيازاتها.

اننا اذ احتفينا بعموبابا في ذكرى رحيله الأولى فاننا نحتفي به كرمز في طول العراق وعرضه، وإرث رياضي يضاهي التراث العراقي في مجالات أخرى وحضارة قائمة بنفسها في تاريخ العراق وعبقري يقارن بعباقرة العصر الحديث. وهذا ما يحمل الدولة العراقية مسؤولية إبرازه كواحد من المشاهير ووضع تمثال له في وسط بغداد وتدوين سيرته على صفحات تاريخ العراق وفي كتبه المدرسية، وعلى المؤسسات الرياضية والتربوية التعريف بهذا البطل في الدراسات وفن التكتيك والادارة والتدريب والسلوك وجميع المجالات المرتبطة به.

عمو بابا بوطنيته هو الوطن وبرمزيته هو العراق وبعبقريته هوارض الرافدين وبارثه هو ابن مابين النهرين وهو الوطن بحياته وعطائه ومواهبه.

*وزير الشباب والرياضة العراقي