أعترف أننى قد أيدت الغزو الأمريكى للعراق وذلك للتخلص من صدام، وأعترف أيضا بأننى قد إنتخبت جورج بوش الأبن فى ولايته الثانية وذلك ظنا منى بأنه سوف ينهى مابدأه فى العراق ويضعه فى أول طريق الحرية والديموقراطية، وإعترف أيضا أننى قد أخطأت فى الحالتين، فبالرغم من أن غزو العراق قد حقق واحدة من إمنياتى ألا وهى التخلص من صدام حسين واحد من أعتى مجرمى الشرق الأوسط، ولكن التخلص من صدام حسين لم يكن الهدف الأسمى، الهدف الأسمى كان وضع الشعب العراقى على أول طريق الديموقراطية، وقد حدث هذا إلى كبير ولكن الخسائر فى الرواح كانت كبيرة أيضا وصعود الطائفية إلى السطح كان مؤلما لكل الأطراف، وأنا أعتقد أن التجربة العراقية مازالت فى أولها، وكنت قد تفاءت خيرا بالإنتخابات الأخيرة فى العراق وكتبت قائلا :quot;مبروك للشعب العراقى وعقبالنا ياربquot;، وقد أدى الشعب العراقى واجبه على أكمل وجه وذهب إلى الإنتخابات تحت نيران الإرهاب، ولكن السياسى العراقى لم يكن على نفس المستوى وها نحن بعد مضى عدة أشهر على الإنتخابات لم يستطع السياسيون العراقيون أن يشكلوا حكومة ويبدو أن الصراع على كرسى رئاسة الوزارة أهم كثيرة من مصلحة الشعب العراقى، ونصيحتى للمالكى وعلاوى أن يرتقيا إلى مستوى الشعب العراقى الذى ذهب للإنتخابات مغامرا بحياته، ألا يستطيعا أن يغامرا بكرسى رئاسة الوزارة؟ وأقترح عليهما حسما للخلاف أما أن يلعبا عشرة طاولة ومن يكسب يكسب الكرسى، وإما أن يلعبا ملك وكتابة على الكرسى، أو يعملوا أى حاجة بس خلصونا من لعب العيال ده فرجتوا علينا الأجانب!!
وأعتقد أن الإستقرار على كرسى الوزارة من المفروض أن يحقق نوعا من الإستقرار والبدء فى خطة تنمية طموحة تهدف إلى رفاهية الشعب العراقى الذى عانى الأمرين فى الثلاثين سنة الماضية ويستحق بعض الهدوء وبعض الكهرباء والمياه النظيفة ومدارس أكثر نظافة وجامعات راقية ومساكن للعرسان ووظائف للجميع.
ومع إحترامى لكل الأسماء اللامعة مثل السيستانى والحكيم ومقتدى الصدر إلا أن الشعب العراقى يريد أن يرى زعماء بحق وحقيق يحققون طموحاته، العراق هو البلد الوحيد فى الشرق الأوسط المؤهل للحاق بركب الحضارة لديه شعب متعلم وقاعدة ديموقراطية لا بأس بها ولديه ثانى أكبر مخزون بترولى فى العالم ولديه المياه والأرض الخصبة وموقع متميز وحضارة عريقة، ناقصكم إيه بس... الله يعمر بيوتكم نريد أن نفرح لهذا الشعب، وبطلوا قتل وارهاب يادول الجوار، دعوا هذا الشعب يعيش فى سلام وسوف يعم الخير على الجميع.
...
بالأمس أعلن عن إنسحاب آخر لواء مقاتل أمريكى من العراق، وأنا بصراحة متوجس خيفة من حدوث فراغ عسكرى بعد إنسحاب الأمريكان، الفراغ السياسى موجود بالفعل ولو أضفنا إليه فراغا عسكريا يبقى ياداهية دقى!! وتعالوا أذكركم بما حدث فى منطقتنا العزيزة فى السنوات الأخيرة الماضية:
عندما قامت إسرائيل فى الثمانينيات بغزو لبنان وإستمرت فترة طويلة فى الجنوب وإنسحبت فجأة من طرف واحد حدث فراغ عسكرى فى جنوب لبنان تم ملئه فورا بقوات حزب الله وأصبح جيش حزب الله يتحكم ليس فقط فى جنوب لبنان ولكنه أخذ لبنان بأكمله رهينة، وأى كلام لا يعجب quot;السيدquot; حسن نصر الله يهدد ويتوعد ويستعرض قواته فى بيروت لكى يعرف الجميع من هو فتوة الحى، ونال تأييدا منقطع النظير من إيران. ولن يلقى حزب الله أسلحته ولو بالطبل البلدى.
وعندما إنسحبت إسرائيل من غزة من طرف واحد حدث فراغ سياسى ملأته حماس ثم قامت قوات حماس بالإنقلاب على القوات الشرعية التابعة للسلطة الفلسطينية وطردتها من غزة بعد قتال مؤسف بين الأشقاء، ومازالت حماس ترفض المصالحة إلا بشروطها ولن تسلم سلطتها فى غزة ولو بالطبل البلدى أيضا ولست أدرى حنجيب طبل بلدى لمين ولا لمين، وأيضا تتلقى حماس تأييدا منقطع النظير من إيران وهاهى إيران تجد لها موطأ قدم فى شمال إسرائيل وجنوب إسرائيل وتستخدمها كورقة مساومة فى مفاوضاتها مع الغرب.
والآن أخشى ما أخشاه أن تتقدم إيران وتشكل جيشا (مثل جيش المهدى) على غرار جيش حزب الله فى العراق يأخذ السلطة من جيش العراق والذى مازال تحت الإنشاء وكذللك تتنازعه الطائفية أحيانا . وامريكا مع مشاكلها الداخلية العميقة لن تستمر كثيرا فى العراق، لذلك لا أمل للشعب العراقى سوى فى أن يتفق الجيش العراقى مع الساسة العراقيين على وحدة العراق وسلامة أراضيه ورفض تدخل دول الجوار فى حياتهم، فالشعب العراقى ليس طفلا بل لقد وصل إلى مرحلة المراهقة، بينما بعض شعوب المنطقة مازالت فى اللفة!!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات