كتبت فى الأسبوع الماضى مقالا بعنوان:quot;رأيت فتاة غير محجبة فى القاهرةquot; وقد توالت تعليقات القراء من مؤيد إلى حد الإعجاب المفرط ومن رافض حتى الموت، ومن ضمن مجموعة الرفض كان هناك قارئة ولكنى أعتقد أنه قارئ كتب تعليق تحت إسم مستعار (أم أحمد)، طبعا بعد أن نعتنى بأسوأ الأوصاف كتب بالحرف الواحد (على فكرة أنت فى خطر كبير...تب إلى الله وعد لدينك وإعمل ما أمرك به ربك قبل فوات الآوان)، وقد نشر تعليقه مرتين، ولست أدرى لماذا يكتب قارئ تحت إسم مستعار للست (أم أحمد)، وهو بالمناسبة أسم جدتى التى لم أرها!! وتعجبت فى الحقيقة لأن (أم أحمد) تتهمنى بالخروج عن دينى وتطلب منى العودة لدينى ليس لإنكارى لوحدانية الخالق (لا سمح الله) ولكن بسبب أننى أبديت رأئى فى أمر لم يتفق عليه كل المسلمين، بدليل أن أكثر من 50% من مسلمات العالم لا يلبسن الحجاب، فالأمر محل نقاش ولم يحسم بعد، وهاهى أو ها هو (أم أحمد) يهددنى ويقول أننى فى خطر كبير كل هذا لأننى قلت أن الحجاب ليس من أركان الإسلام، ولكنى أذكر (أم أحمد) بأركان الإسلام التى قد تكون قد نسيتها فى غمرة إنشغالها بإختيار لون الحجاب الذى يمشى مع لون الجزمة: quot;بنى الإسلام على خمس: شهادة لا إله الله وأن محمدا رسول الله، الصلاة، الزكاة، صيام شهر رمضان، وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلاquot;.، وأذكرها أيضا بالقرآن الكريم:quot;إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلكquot;، والحمد لله أننى لم أشرك بالله، ومؤمن تماما بأن:quot;الله غفور رحيمquot;، وأنا غير منتظر للغفران من (أم أحمد) وخاصة بعد أن أعطانى الله إياه بلا حساب (إن الله يغفر الذنوب جميعا)، وبالرغم من أننى لا أنتظر الغفران من (أم أحمد) إلا أننى بصراحة خايف من (أم أحمد) وخاصة لو كانت رجلا متخفيا وراء نقاب، والعمر مش بعزقة وأنا لسة عاوز أربى البنات وأجوزهن إن شاء الله، لذلك قررت أن أبطل كتابة فى المواضيع التى تزعج (أم أحمد) وأخواتها، وقررت عدم الخوض فى أمور الدين الذى يلبس رداء السياسة أو السياسة التى تلبس رداء الدين، لأننى بصراحة لا أرى أى نتيجة تستحق المخاطر التى تنتظرنى وخاصة حسب تحذير (أم أحمد) لى بأننى لست فى خطر نص نص، أو محتمل أن أكون فى خطر، ولكن بالتأكيد quot;فى خطر كبيرquot;.
وقد يسألنى قارئ:quot; طيب ما هى الموضوعات التى سوف تكتب عنها؟quot;، الموضوعات أكثر من الهم على القلب: أستطيع أن أكتب عن أشياء سوف تحقق لى شعبية منقطعة النظير (على سبيل المثال لا الحصر): سياسة العدو الصهيونى وسياسة الإمبريالية الأمريكية وعن الإضطهاد العالمى ضد العرب وعن عظمة العرب، أيضا أستطيع أن أكتب عن أهم الأشياء التى تشغل بال القارئ العربى مثل: الجنس وأوضاعه، أيهما أكثر إثارة هيفاء وهبى أم نانسى عجرم، تطبيع العلاقات بين مرتضى منصور وشوبير، أيهما أفضل زواج المسيار أم زواج المتعة (من ناحية المتعة وليس من الناحية الشرعية).
وكذلك يمكننى أن أكتب عن أمور مملة فى جديتها ولا تشغل القارئ العربى من قريب أو بعيد، مثلا: أكتب عن العلاجات المستقبلية بإستخدام الخلايا الجذعية، إختراع لقاحات لبعض أنواع السرطان، إكتشاف كيفية بداية الإنفجار الكبير وبداية خلق الكون، معاهدة امريكا وروسيا لخفض ترساناتهم النووية إلى الثلث، البطالة مرض القرن الواحد والعشرين، الثورة القادمة فى القرن الواحد والعشرين (ثورة المهمشين أو ثورة الحرافيش والتى تنبأ بها عمنا نجيب محفوظ فى القرن الماضى)، ظاهرة الإنبعاث الحرارى وذوبان القطبين الشمالى والجنوبى وتأثير هذا فى الحياة على الكرة الأرضية، مقاومة التلوث والصناعات الجديدة الصديقة للبيئة، إنطلاق الإنسان إلى كواكب أخرى فيما وراء المجموعة الشمسية، الصراع القادم الإقتصادى بين الصين والهند من جهة وبين أمريكا وأوروبا من جهة أخرى، وهل يمكن أن يتحول هذا الصراع إلى ماوراء الإقتصاد أم أنه سيكون فى صالح البشرية، الصراع العالمى على الموارد المائية، الطاقات الجديدة والمتجددة، ماذا سوف سيكون شكل العالم بعد نهاية حقبة البترول، دراسة علوم المسقبل للشباب.
الموضوعات الجادة والمملة لا آخر لها، وإن بدأت الكتابة فيها وشعرت عزيزى القارئ بالضجر، فلا توجه اللوم إلىّ ولكن وجهه إلى (أم أحمد)، وأوعدك يا (أم أحمد) بأننى لن أكتب بعد اليوم عن الحجاب أو النقاب أو الجلباب أو الإرهاب، حتى لو إتهمنى صديقى الكاتب شاكر النابلسى ب (الجبن) وأقول له:quot;جبان...جبان... بس أعيشquot;!!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات