لا بد أن أكرر مقولة الصديق العزيز نبيل شرف الدين :quot;مصر هبة الصينquot; بعد أن غزت المنتجات الصينية كل أنحاء مصر، بل ووصل الأمر إلى أن هناك بنات صينيات يتجولن فى القرى المصرية مثل تجار الشنطة ويبيعن كل شئ يمكن حمله داخل شنطة سفر.
ومقولة quot;مصر هبة الصينquot; يمكن أن تكون quot;سوريا هبة الصينquot; وquot;السعودية هبة الصينquot; وquot;الإمارات هبة الصينquot; وquot;المغرب هبة الصينquot; فقد إستطاعت الصين أن تغزو بمنتجاتها كل بلدان الشرق الأوسط والعالم، وهذا شئ يثير ولا شك الإعجاب بهذا الشعب العظيم ذو الحضارة العريقة والحاضر العظيم والذى إستطاع أن يغزو فى خلال أقل من ربع قرن بمنتجاته كل أنحاء العالم، لدرجة أن الكثيرين من الإقتصاديين فى العالم يتوقعون أن تتحول الصين إلى مصنع العالم فى خلال سنوات بسيطة، وفى هذه الحالة سوف يتم إغلاق العديد من الصناعات فى العالم، وأول تلك المصانع هى المصانع الموجودة فى بلدان العالم الثالث، لأن رخص البضاعة الصينية لن يجعل هناك مجال لمنافسة الصناعة المحلية، إلا إذا تم عمل حماية جمركية وفى هذا مخالفة لقوانين التجارة الحرة والتى تسمح بالتبادل الحر للمنتجات بين بلدان العالم وإلغاء الحماية الجمركية بحلول عام 2015 ( على ما أعتقد).
وأعتقد أن الدول التى وقعت على إتفاقيات التجارة الحرة تندم الآن أشد الندم لأن الموضوع جاء على دماغها ولمصلحة الصين أساسا وبعض الدول التى لها قواعد صناعية وسكانية ضخمة وتستطيع أن نتنج بأسعار رخيصة. والحقيقة أن أمريكا والغرب وجدوا أنهم وقعوا فى شر أعمالهم بموضوع العولمة الذى إبتدعوه، لأنهم إعتقدوا أنه بنظام العولمة سوف يتمكنون من غزو العالم إقتصاديا ولكن ما حصل أن الصين وبعض الدول الأخرى النشيطة مثل البرازيل والهند هم من تمكنوا فعلا من غزو العالم.
والدول المتقدمة لا تزال تحتكر الكثير من الصناعات وخاصة الصناعات المعقدة والمتقدمة مثل صناعة الطائرات والبترول ومنتجاته والأسلحة وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الطبية والدوائية وغيرها، اما الدول التى أطلق عليها الدول المحتاسة، فهى الدول التى لا تنتج المنتجات المتقدمة لأنها غير قادرة ولا تستطيع منافسة الصين فى الصناعات البسيطة والمتوسطة مثل المنسوجات على سبيل المثال، ومن الشئ المؤسف أن الصين تنتج لنا أشياء كنا نصنعها بأنفسنا من قديم الزمان وأصبحنا نستوردها وعلى سبيل المثال لا الحصر، فوانيس رمضان والجلاليب (وتأتى فى الغالب قصيرة على مقاس المواطن الصينى)، وحتى وصل الأمر إلى أننا نستورد سجاجيد الصلاة، والراديو المؤذن والساعة المؤذنة، وحتى العروسة الراقصة والتى تضغط على زرها فتبدأ فى الرقص البلدى على أنغام شعبان عبد الرحيم، وهييييييه!!
أما آخر ما أتحفنا به التاجر والصانع الصينى هو إختراع quot;غشاء البكارةquot; وهو من معالم الشرف العربى:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
وهذا ما سوف يفعله غشاء البكارة الصينى فهو سوف quot;يريقquot; الدم عند أى محاولة لإختراقه وذلك حفاظا على الشرف من الأذى، وميزة غشاء البكارة الصينى عن الغشاء الأصلى، هو أنه متعدد الإستخدام، يعنى إذا تم إختراق الشرف الرفيع مرة وراق على جوانبه الدم، فممكن بخمسين جنيه شراء شرف آخر (أقصد شراء غشاء آخر)، وبهذا تحولت المقولة الشهيرة للفنان الراحل يوسف وهبى:quot;شرف البنت زى عود الكبريت، ميولعش إلا مرة واحدةquot; إلى مقولة أخرى مفادها:quot; شرف البنت بعد عشاء البكارة الصينى أصبح مثل الولاعة ممكن تولع أكثر من مرةquot;
وأنا لا أعتقد أن المخترع الصينى كان يعرف الكثير عن غشاء البكارة وعن الشرف العربى المسال على جوانبه الدم دائما لآن بينه وبين الأذى تار بايت، ولكن فيما يبدو أن بعض الأخوة من الشرفاء العرب والحريصين على الشرف العربى من أى أذى أو أى إختراق سافروا إلى الصين وقابلوا المسئول عن الشرف الصينى فى الحزب الشيوعى الصينى والذى دلهم بدوره عن الرفيق شينج بنج فونج وهو مسئول عن طب الشرف فى الحزب، وضحك كثيرا السيد فونج عندما علم بوموضوع شرف البنت والدم المراق على جوانبه وعود الكبريت، وقال مع العلم لا يوجد مشكلة وقام مع فريق من الأطباء والعلماء الصينيين بإختراع غشاء للبكارة، وطبعا الإقبال سوف يزيد على غشاء البكارة كثيرا وخاصة عند موسم التزاوج العربى بعد رمضان، والبنت الآن لا تستطيع أن تسمى نفسها بكرا بدون أن نعرف هل هى بكر أصلى أم بكر صينى!!
والآن بعد أن ساهمت الصناعة الصينية المزدهرة فى الحفاظ على شرف وغشاء بناتنا، ياريت يشوف لنا أى غشاء للمحافظة على شرف الأولاد كمان وشرف الأمة العربية بصفة عامة بعد أن كثر إختراقه!!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات