مع إنتشار فضائيات الفتاوى ومع إنتشار مشايخ بول الأبل وإرضاع الكبير والطب البديل والإعجاز فى كل شئ، فكرت فى عمل سلسلة مطاعم سريعة تقدم وجبات سريعة (تيك أواى) وفى نفس الوقت تقدم الفتاوى السريعة لمن يريد مع الوجبات لتعم الفائدة الغذائية والمعنوية على الجميع وتلك الفتاوى (التيك أواى) لن تنافس القنوات الشرعية المحترمة مثل مشيخة الأزهرو دار الإفتاء المصرية ومثيلتها فى السعودية وغيرها من البلدان الإسلامية ولكننا سننافس الفضائيات( نص كم) والتى تتاجر بإسم الدين ولا يهمها أن تفرق بين أتباع الدين الواحد ناهيك عن نشر الكراهية ضد من يخالف مذهب تلك الفضائية أو تلك.
وفى السنوات الأخيرة ومع إنتشار الإرهاب الدينى لم نسمع أى من تلك الفضائيات تصدر أى فتوى ضد أى تفجير إنتحارى إرهابى وسط مسجد فى باكستان أو وسط مهرجان للشيعة فى بغداد أو ضد قتل الأبر ياء فى أوغندا الذين كانوا يشاهدون مباراة نهائى كأس العالم، والهدف فى كل التفجيرات الخسيسة هو أحداث أكبر قدر من الخسائر وسط الأبرياء، فلماذا صمت عشرات الفضائيات عن إصدار مثل تلك الفتاوى الهامة والتى تبرأ الإسلام وتبرأنا من تلك الجرائم الإرهابية والتى تعطى صورة مقيتة للإسلام والمسلمين وتجعلنا نعامل فى كل بلاد العالم معاملة المجرمين ومهربى المخدرات، إن إستنكار تلك الجرائم منا نحن معشر الليبراليين هو أمر طبيعى ولكنه غير مجدى فى معظم الأحوال، ولكن أن يجئ الإستنكار من المشايخ المستنيرين وحتى غير المستنيرين هو المطلوب، اللهم إذا كان الصمت مطلوبا وأن quot;السكوت علامة الرضاquot;.
...
يرجع مرجوعنا لمشروع الفتاوى (تيك أواى)، وهو ليس مشروعا خيريا ولكنه مشروع إستثمارى مثله مثل مشروعات فضائيات الفتاوى، وقررت إختيار إسم سينمائى جذاب لسلسة المطاعم وهو:quot;فتاوى بالكلاوىquot; وسوف نقدم أكلات شعبية مثل الكبد والكلاوى والعكاوى ولحمة الراس والمخ ( وسوف نركز تحديدا على بيع أكبر كمية من المخ، نظرا للعجز الشديد فى تلك المنطقة)، وبالنسبة للسادة النباتيين سوف نقدم أطعمة مثل الفول المدمس والطعمية والكشرى والبصارة والفول النابت، ومن المشروبات سوف نقدم المشروبات الشعبية مثل العرقوسوس والخروب والتمر الهندى والعناب، ولن نقدم الكوكا كولا أو مشتقاتها من باب مقاطعة المنتجات الأمريكية، وسوف نوظف الموظفين من خريجى المعاهد الأزهرية وكذلك خريجى السياحة والفنادق، ولن نفرق فى التعيين بين الأولاد والبنات المنقبات.
وهذا هو مثال لما يمكن أن يحدث فى مطعم من سلسة مطاعم (فتاوى بالكلاوى):
سوف يحضر الزبون أو الزبونة ويدور الحوار التالى مع الموظف أو الموظفة:
- طلباتك ياهانم
- أنا زوجى زملكاوى وأنا أهلاوية، ويعاملنى زوجى معاملة سيئة جدا فى كل مرة يفوز فيها الأهلى على الزمالك (وهى مرات كثيرة) يصر زوجى على أن أقوم بالتخلى عن تشجيعى للنادى الأهلى وأن أتحول عن عقيدتى وأصبح زملكاوية، وأنا أرفض هذا تماما لأننى أحب النادى الأهلى ونشأت فى أسرة أهلاوية، ويقول زوجى أن على الزوجة أن تطيع زوجها فى كل شئ حتى فى تشجيع الكورة، وأنا خايفة ربنا يعاقبنى على إنى زوجة ناشز، وفى نفس الوقت مش متخيلة إنى أشجع الزمالك مهما كانت الظروف، فأرجو إعطائى فتوى
- الفتوى دى عاوزاها تيك أواى، ولا حتقريها هنا
- لأ تيك أواى
- طيب عاوزة شندويتش إيه وتشربى إيه مع الفتوى
- إدينى سندويتش كبدة مع كباية عرقسوس، والحساب
- حسابك عشرة جنيه للأكل والشرب وخمسين جنيه للفتوى، والفتوى حتطبع على طابعة الكومبيوتر بعد دفع الحساب، ولو تحبى نبعث لك الفتوى على بريدك الإلكترونى يبقى فيه خمسة جنيه إضافى
- لأ ما فيش داعى لأن جوزى بيتجسس على بريدى الإلكترونى
- تحبى كتش آب مع الفتوى
- آه لو سمحت
- أرجو إنك تزورى موقعنا على الإنترنت (فتاوى بالكالاوى دوت كوم)، ممكن كمان نبعث فتوى توصيل الطلبات للمنازل أو على الفيس بوك
www.fatawibialkalawi.com
...
ومادامت الشعوب عجزت عن أن تستخدم أثمن ما يميزها عن باقى المخلوقات وهو العقل الخلاق فلا بأس من إستغلال تلك المخلوقات الضعيفة والتى وضعت عقولها فى أجازة وطلبت من بعض النصابين أن يرسموا لهم حياتهم لكى يخبروهم كيف وماذا يلبسون وأين يودوعون أموالهم فى بنوك ترفع شعار الدين والمال الحلال ونفس البنوك الحلال تستثمر فى البنوك التى يتهمونها زورا بأنها بنوك حرام، وأيضا يقوم أدعياء الدين بالفتوى للعامة ويقولون لهم كيف يمارسون الجنس وكيف يتزوجون وكيف يدخلون الحمام، ولا مانع من علاجهم ببول الإبل وبأنواع أخرى من الحبوب يدعون أنها تشفى جميع الأمراض، ونفس هؤلاء الذين يتاجرون بالدين عندما يداهمهم المرض الخطير يصبحون أول من يسافر لبلاد (الكفار) طلبا للعلاج الحقيقى، ويفعل أدعياء الدين كل هذا فى مقاومة رخيصة للحضارة فى الظاهر ولكن فى الباطن الهدف هو المكسب السريع على أساس أنهم ناس بتوع ربنا، والزمن وحده سوف يثبت بأنهم وراء الثراء السريع والقوة السياسية والشهرة، أما باقى باقى الناس الغلابة فلهم الآخرة أما فى الدنيا فعليهم بسلسة محلات (فتاوى بالكلاوى)!
[email protected]