البابا شنودة الثالث رجل له مكانته العظيمة في قلوب كل المصريين، بل أن قداسته له مكانة عظيمة في قلوب كل العرب حتى أنه لقب ب quot;بابا العربquot;، تمتد مكانته علي المستوي العالمي، حتي أننا كمصريين نشعر بالفخر أن بطريرك كنيستنا هو البابا شنودة، ترفع هامتنا لتعانق السماء كلما تكلم عن قداسته أحد القيادات الغربية، نال الدكتوراه الفخرية من العديد من جامعات العالم العريقة تكريما لدورة في خدمة بلده وشعبة، وقف بجانب القضية الفلسطينية وظهر ذلك في عدم سماحه للأقباط بزيارة القدس، وقال لن نذهب للقدس إلا مع أخوتنا المسلمين!!! وكان موقفه هذا أول صدام مع السادات وتحدي السادات في ذلك الوقت وأدي ذلك لتحفظ عليه في الدير في نهاية حكم السادات، وبالطبع هذا الموقف لم يعجب اليهود ولا قيادات دولتهم ولا مؤسساتهم حول العالم، فأخذت السلطة الإسرائيلية من الكنيسة دير السلطان عقابا للبابا والكنيسة المصرية علي مواقفه الموالية للفلسطينيين، وحتى هذا الموقف قد أغضب بعض الأقباط أنفسهم من قداسة البابا!! هذا بعض من كم كبير تعرض له قداسته نتيجة تأييده للقضية الفلسطينية.

أحد رموز الوطن وواحد من أنجب وأخلص من أنجبتهم مصر، يتعرض للإهانة والشتائم في شوارع مصر التي وهب حياته لها ولشعبها!!! حقيقة أنه لا كرامة لنبي في وطنه، ولكن ما يحدث يدل علي أننا امة لا تقدر أولادها بل أننا امة تأكل أولادها المخلصين ورموزها الجميلة، وتطفئ المصابيح التي تنير حياتها فهي أصبحت عاشقة للظلام الحالك.

بدأت الشتائم لقداسة البابا بعد أحداث كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس التي أعلن عن اختفائها ثم أعلن عن عودتها مرة أخري، خرجت المظاهرات في الشوارع وأمام المساجد التي تتهم البابا بخطف كاميليا تارة وتعذيبها تارة أخري وإرغامها علي العودة للمسيحية، ولم ينسي هؤلاء الإشارة لوفاء قسطنطين صاحبة الأزمة المماثلة، وألتهب الشارع المصري وكان نتيجة الالتهاب أن ظهرت كاميليا شحاتة في تسجيل فيديو قبل عيد الفطر لتعلن أنها مسيحية وتكذب كل ما أثير حولها، وجدنا بعض الأقلام التي تشكر الكنيسة والبعض الذي يتهم الكنيسة أن الذي ظهرت quot;دوبليرquot; وليس هي كاميليا!!! وأريد أن أتوقف هنا لأقول أن الذين طلبوا من الكنيسة ظهور كاميليا وهاجموا الكنيسة بسب عدم ظهورها والذين شكروا الكنيسة كلا الفريقين مخطأين، فالكنيسة ليست صاحبة القرار بل القرار هو قرار القيادات الأمنية والسياسية في البلد، وظهور كاميليا هو قرار أمني لتهدئة الشارع المصري الملتهب وحتي لا تحدث فوضي عارمة في مصر بعد صلاة العيد، نتيجة لهذا الموقف ظهرت كاميليا. أي أن الكنيسة كان يجب ألا تمدح ولا تذم ولا تطالب بإظهارها من الأساس، بل كان يجب أن يوجه كل ذلك للقيادات الأمنية والسياسية!!!! إنما قدر الأقباط وكنيستهم أن يكونوا المتنفس الوحيد للكبت المصري الشعبي والدمية التي تمزق من أجل أن تتم عملية التنفيس.

ثم وجدنا كاتب قبطي يدعي الليبرالية يطالب بعزل البابا تبعه كثير من الصحف الصفراء، ثم تلا ذلك الإعلان عن مظاهرات للمطالبة بعزل قداسة البابا !!! وكأمنا تناسي هذا quot; الليبراليquot; وما تبعته من صحف صفراء أن الكنيسة كمؤسسة لها قوانينها الداخلية التي تنظم أمورها والتي يجب أن تكون مستقلة وحرة في اختيار رئاستها وإلا أي ليبرالية تدعي يا سيادة المفكر!!!... وتناسي الغوغاء أن خلف قداسة البابا عشرين مليون قبطي مستعدين أن يفدونه بحياتهم.

أقباط اليوم ليس هم أقباط الثمانينات وما حدث في الثمانينات لن ولم يتكرر مرة أخري، نحذر هؤلاء من اللعب بالنار فلولا قداسة البابا لحولنا كل شوارع مدن العالم للهيب من النار ضد النظام المصري، لحركنا مجلس الأمن ضد النظام ولفرضنا عقوبات اقتصادية علي مصر منذ زمن بعيد، لولا قداسة البابا لاستطعنا عزل مصر دوليا من أجل انتهاكها لحقوق الأقباط، لولا قداسة البابا لعومل النظام المصري معاملة نظام بريتوريا العنصري!!! لولا قداسة البابا لخرج ملايين الأقباط في مظاهرات تهز العالم وتوقظ ضميره، ولكن دائ.ما قداسته يتدخل لتهدئة الأقباط في المهجر من أجل السلام الاجتماعي في مصر، أما وأن يفكر أحد في الاقتراب من قداسة البابا فعليه أن يدرك أنه يعلب بالنار وسوف يكون أول من يحترق بها، بل أقول أننا لن نسكت علي الاعتداءات اللفظية مجرد ndash;اللفظية- علي قداسة البابا وانتظرونا فردنا سيكون قريبا جدا.