كما هو الحال دائما يسجل للولايات المتحدة الامريكية السبق في كل شيء في جوانب وعادات ومستلزمات الحياة الايجابية والسلبية مع مفارقة غريبة ان شعوب باكملها ودول بحدودها تلاحق امريكا لتقلدها في كل شيء لكن في اقرب فرصة سانحة تشتم امريكا حتى النخاع وهذه الحالة متمثلة في بلادنا العربية وشعبنا العربي بصورة خاصة قبل غيره من الشعوب والامم.

لكن خلال هذا الاسبوع تراجعت الولايات المتحدة تراجع مخيف ومرعب وواضح وصارخ امام امراة عراقية جنوبية من مدينة البصرة، وهذه المراة هي ام عامر صاحبة التعليق الشهير quot; ولية الغمان quot; من خلال مشاركتها في برنامج المايكرفون المفتوح على قناة الفيحاء الفضائية، فلقد اختصرت هذه الام العراقية كل مشاكل ومصائب الشعب العراقي بدقيقتين لااكثر وبعفوية صادقة وبوجع انساني لايقدر. وهذه الام العراقية الاصيلة صاحبة فضل كبير على كاتب هذه الاسطر وبشكل شخصي وذلك بانها ساعدتني من حيث لاتدري بكشف الكثير من الوجوه المتسترة باسم الوطنية وبتقوى الدين فتفاعلا معها حينها كتبت مقالة quot; ولية الغمان quot; وما ان نشرت هذه المقالة في صحيفة ايلاف وقناة الفيحاء وبعض الصحف والمواقع العراقية حتى انهالت علي التلفونات والاميلات بين معاتب ومهدد على تشجيع المخربين كما وصف احدهم لام عامر!!! واضطررت حينها ان اكتب مقالة اخرى تحت عنوان quot; المفاضلة بين الغمان والصدامين quot; لان الخلاصة ان الاثنين بنفس المركب.

اليوم وسائل الاعلام العالمية وفي مقدمتها quot; السي ان ان quot; تنقل لنا مشكلة عظيمة تواجه شعب امريكا quot; الشقيق quot;
وهذه المشكلة تتخلص بتواجد البق في الدور والفنادق الامريكية ودون سابق انذار، وهنا الشعب الامريكي يوحدنا معه البق ويجعلنا اشقاء في ضراء البق لكن ايضا هنا يتراجع الشعب الامريكي ولاول مرة بتاريخه عن الريادة المعهودة له بالابتكار والابداع فلقد سبقته ام عامر البصراوية وصاحت بكل صوتها ونصا quot; والله العظيم قتلنا البك.. يعني هي سيارة دخان تقتله كله quot; وبك ام عامر في مملكة الغمان تصدح به منذ اشهر متتالية من شاشة الفيحاء ولامجيب، لكن بق امريكا على الفور تناولته الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث للبحث عن اسبابه!! وام عامر يعضها البك كل لحظة وتعضها ايضا الغيرة والانسانية والوطنية المفقودة لغالبية quot; برامكة السياسة quot; في عراق اليوم فتنام اشهر طويلة بلا راتب تقاعدي او ضمان اجتماعي ولامجيب!! لكن مغنية البوب quot; لورين هيلدابرانت quot; دون ان تدري تشاطر ام عامر البصراوية قلقها من البك او البق حينما تقول quot; ان البق عضها في كتفيها وظهرها.. وانها لم تذق طعم النوم ليس بسبب العظ فقط.. وانما فكرة هذه الحشرات تقاسني فراشي ايضا!!quot;. وعظة البك تهون عند ام عامر امام عضات اخرى ابطالها اعضاء البرلمان العراقي المنتخب واتباعه في الحكومة!! وشتان بين عضة لورين وعضات ام عامر التي تتعرض لها كل يوم بل كل لحظة في بلد البك والنفط والحرامية الذي اسمه العراق.

والان وخلال هذه الايام يعقد في امريكا معرض ومؤتمر للبحث في وسائل القضاء على quot; بقهم quot; ويبدو ان طريقهم سالكة بهذا الاتجاه... لكن بكـ ام عامر الحشرات والسياسي منه لن ينفع معه الف مؤتمر ولا الف معرض.. لانه وببساطة عبارة عن بك انساني بحاجة الى صحوة انسانية وهذه الصحوة يبدو ان طريقها جدا وعر ومتعثر والاسباب كثيرة ولن اخوض بها لسبب بسيط.... أن الضرب بالميت حرام.

[email protected]