الدكتورغازي رحمه الله كان ذو شعبية كبيرة كوزيروسفيروشاعروأديب ومتحدث،وما كتب عنه منذ وفاته منذ شهريفوق ماكتب عن أي راحل آخر كما ونوعا،المفارقة أنه قبل وفاته بفترة قصيرة كان رحمه الله قبلة للسب واللعن بدأت منذ توليه وزارة العمل فما تحمله خلال تلك الفترة من الانتقادات لم يتلقه أي وزيرآخرلكن هذه الحقبة أسقطت في مقالات تأبينه من باب quot;اذكروا محاسن موتاكمquot;ربما.

في رأيي أن التاريخ سوف ينصف الدكتورغازي وأداءه في وزارة العمل ربما بعد سنوات من رحيله وليس الآن،لأنه ببساطة اختارفي هذه الوزارة الطريق الأصعب،فلم يتكتف بالقرارات الإدارية أوإصدار التعميمات البيروقراطية وإنما قررمنذ وطأت قدماه أرض الوزارة أن يتجه إلى حل مشكلة البطالة من جذورها وهو: تصحيح ثقافة العمل لدى الشعب السعودي.

فمرحلة الطفرة النفطية رغم ما قدمته من رخاء للمملكة إلا أنها كان لها الكثيرمن السلبيات الاجتماعية والثقافية،ولعل النفط أعطى الفرد السعودي قيمة تفوق ما يستحقه بجدارة وجهد،وأصبح يترفع عن كثيرمن الأعمال التي أوكلت للأجانب حتى وصل عدد العمالة إلى الملايين،فالسعودي يفتح مطعما لكن من يديره عمالة مستقدمة ويفتح متجرا والذي يعمل به عمالة مستقدمة وأجنبي يقود سيارته ويحمل حقيبته ويطبع رسائله ويكتب أبحاثه ويحلق ذقنه ويدلك قدميه،والوضع لم يكن كذلك قبل النفط كما أنه ليس كذلك في أي دولة في العالم باستثناء دول الخليج المجاورة.

فما قام به الدكتورغازي أنه أجبرالقطاع الخاص على تعيين نسبة معينة من السعوديين وحدد إصدارتاشيرات الاستقدام ليتيح الفرصة للسعوديين،وهي خطوة وجدت الكثيرمن التذمرفي مجتمع اعتاد على السهولة حتى لوكانت على حساب المصالح العليا للوطن.

تحمل الدكتورغازي الكثيرمن الانتقادات لكنه كان شجاعا في المضي في مشروعه الذي بدأنا نقطف ثماره،فاليوم أصبحنا نشاهد السعودية على الكاشيروممسكة بالسشواروفرشاة التجميل والسعودي في التاكسي وفي مطاعم مكدونالدز ونرى عودة ثقافة العمل واحترامه والذي فتح بابا لكثيرمن فرص العمل التي كنا نتصورأنها حكرا على الأجانب
ومرة أخرى نقول رحم الله الدكتورغازي

[email protected]
reemalsaleh.blogspot.com