قضية زواج المرأة المسلمة من اتباع الديانات الأخرى.. تعتبر من المصاعب المزمنة والقاتلة للعلاقات الأنسانية بين البشر ، وهي موجودة لدى باقي الديانات غير الاسلام ايضا بدرجات مختلفة اذ انها هي الأخرى لاتسمح بزواج بناتها من ديانة مغايرة.

ولو عالجنا الأمر من منظور العقل وعدالة الله ، واستبعدنا اراء رجال الدين.. لوجدنا ان موضوع الزواج يخضع للقواعد التالية:

- الزواج عقد بين طرفين ليس له علاقة بالدين ، اذ انه اتفاق يوقعه الزوجان للعيش المشترك ، وهذا الأتفاق خاضع فقط لأرادة الطرفين في كيفية تنظيمه.

- الأصل في الزواج التفاهم والأنسجام والحب وليس التشابه في المعتقد الديني.

- الرجل والمرأة كل واحد يمتلك ارادته الحرة في افكاره ومعتقداته ، فما دخل الدين في الزواج.


مشكلة ديانة الاطفال:

أما بشأن مشكلة ديانة الأطفال من ابوين مختلفين في الديانة.. فهي مشكلة نابعة من سوء فهم لحرية الأنسان في اختيار عقيدته الدينية ، فما يجري في كافة الأديان من محاولة ترويض الأطفال على اتباع ديانة ألأهل واصطحابهم الى الكنيسة والمعبد والمسجد... يعتبر قهر لأرادة الطفل وغسيل دماغ مبكر له ضد مبدأ حرية الأختيار الذي هو الشرط الأول والاساسي المطلوب لصحة الأعتقاد وسلامة الدين.

اذ ان تربية الطفل على دين معين قبل بلوغه سن الرشد وامتلاكه القدرة على التميز والمقارنة بين الأديان واختيار ما يقنعه منها... تعد هذه التربية محاولة مبكرة للتأثير على حرية الأختيار من خلال عملية التطبع والتعويد والإكراه... مما يخلق لدى الطفل الأعتياد والمعايشة الوراثية لدين لأسرته وليس الأختيار الحر القائم على العقل الذي يقارن بين المعتقدات.

وعليه لاتوجد مشكلة من الأساس بخصوص ديانة الأطفال من ابوين مختلفين دينيا ، اذا ما ترك الأهل للطفل الفرصة لبلوغ سن الرشد والنضج واختيار دينه بعقله وحريته مثلما يريد منا الله ان نؤمن به عن قناعة تامة وليس عن طريق التقليد الوراثي.

ثم هل يعقل ان تقبل عدالة الله التي ساوت بين البشر بأن تخلق الحواجز الدينية والنفسية وتمنع الرجل والمرأة عن الحب والزواج والسعادة ؟.

أصل المشكلة يعود الى التعصب الديني لدى كافة الأديان ورغبتها بالحفاظ على اتباعها من الأختلاط بالأخرين وانفراطهم ، وهي مشكلة أختلقها رجال الدين ووضعوا الحواجز الدينية والنفسية بين الناس وقتلوا العلاقات الأنسانية البريئة.
[email protected]