يتم سنويا قتل أكثر من 5000 فتاة في الشرق الأوسط وغرب آسيا المسلمة بالحرق او قطع الرأس او بالعيارات النارية والطعن بالسكاكين والخنق والرجم بالحجارة تحت ذريعة حفظ شرف العائلة.
في عالمنا العربي المتحضر تتصدر الأردن قائمة الجرائم يتبعها مصر وغزة والضفة الغربية وسوريا والعراق وفي العالم الاسلامي الباكستان وافغانستان تتبوئا قمة الاجرام بحق النساء وفي السنوات القليلة الماضية التحقت الصومال بنادي ذبح البنات ومن المتوقع ان تحصل على كأس العالم الأوليمبي في جرائم قتل النساء.
ومؤخرا خصصت صحيفة الاندبندنت البريطانية عددا من المقالات والدراسات للصحافي روبرت فيسك لموضوع الجرائم ضد النساء في العالمين العربي والاسلامي. روبرت فيسك معروف بجرأته ومعرفته العميقة للشرق الأوسط وعادات شعوب المنطقة.
في الأردن في تموز 2010 تعرضت روان 16 عاما للاعتداء والاغتصاب من قبل رجل. لغسل عار العائلة قام عمها باطلاق 30 عيار ناري على جسدها الرقيق ومزقه شر تمزيق.
في مصر اغتصب رجل ابنته وعندما اكتشف انها حامل قتلها ليغسل عار العائلة.
ومثل آخر من الباكستان:
قرأت قبل اسابيع في احد الصحف ان فتاة باكستانية دون سن العشرين بعدة سنوات تعرضت لاعتداء من قبل عدد من الرجال المتعطشين للجنس واغتصبوها الواحد تلو الآخر. وماذ كان مصير هذه الضحية؟ في العالم الغربي الكافر تحصل الضحية على علاج طبي ونفسي والمزيد من العطف والاحتضان لطمأنتها واعادة بناء شخصيتها ويتم ملاحقة المرتكبين ومحاكمتهم وفرض اشد العقوبات. في الباكستان هرب الرجال العقاب. اما الفتاة واجهت مصيرا اسوأ من الاغتصاب حيث شكل والدها واخوانها عصابة لغسل العار وقتلوها وخلصوا عليها.
والأمثلة التالية وردت في صحيفة الاندبندت البريطانية الاسبوع الماضي:
في البصرة عام 2008 كشفت الشرطة عن 15 حالة اعدام لفتيات من قبل متشددين اسلاميين بسبب رفضهن ارتداء الزي الاسلامي او النقاب.
في كويسنجق كردستان العراق ضحية اخرى اسمها شوبو على رؤوف ( 18 عاما) اعدمت على يد ذويها بعيارات نارية ورجم بالحجارة لاكتشافهم رقم هاتف على جهازها الخلوي لرجل يعتقد انه تحبه.
في مدينة حمص السورية رفضت لبنى (17 عاما) الزوج الذي اختاره اهلها وهربت لمنزل اختها ولحقوها ومسكوها وقتلوها.
في غزة قتل رجل ابنته بسلسة من الحديد لأنه اكتشف انها تستعمل الخلوي وظن انها تتحدث مع رجل. وقبل ذلك قتل اشاوس حماس في غزة يسرا عزامي لأنها كانت تتفسح وتقضي بعض الوقت مع خطيبها.
في الضفة الغربية خنق رجل شقيقته (17 عاما) لأنها حملت سفاحا قبل الزواج ولكن المجرم الذي ضاجعها بالقوة واغتصبها هو والدها.
في محافظة نينوي العراق تم اعدام دعاء خليل اسود بالرجم بالحجارة لأنها وقعت في غرام شاب من قبيلة اخرى. شارك في الرجم جمع غفير من الرعاع.
في مدينة قندوس افغانستان أعدم الطالبان فتاة تدعى صديقة ( 19 عام ) وخطيبها خيام 25 عام لأنهما وقعا في غرام بعضهما البعض وقررا الزواج.
يحق لنا ان نتساءل اين الشرف بقتل اخت او زوجة او ابنة فقط لأن القاتل يشعر ان شرف العائلة ملطخ بالعار. هذه الثقافة الجرائمية غير موجودة في العالم باستثناء العالم العربي والاسلامي. في الأردن يتم اعدام حوالي 30 فتاة سنويا على يد اقرب المقربين.
وتشير أحصائيات رسمية انه من اصل 30 ضحية قتل من الفتيات خضعن للفحص الطبي وجد ان 29 فتاة لا يزلن عذروات.
شخصية القاتل ونفسيته
تشير الدراسات ان هذه الممارسات هي اكثر شيوعا في المجتمعات المتخلفة وقطاعات الشعب الغير متعلم وفي صفوف الفاشلين. لايضاح النقطة بصراحة وبدون ديبلوماسية اقول ان القاتل هو شخص غبي وجاهل ومحدود التعليم وفقير ورغم شعوره بالافتخار انه قتل شقيقته وغسل العار الا انه يبقى محتقرا ومجرما حتى من قبل المقربين به. تصور المشهد التالي quot;يطعن شقيقته عشرين طعنة وتفارق الحياة. ثم يتمختر كأنه حرر القدس او مسح اسرائيل من الخارطة ويمشي باتجاه مخفر الشرطة نافش ونافخ حاله كالطاووس.
المثقف والناجح مهنيا وماديا لا يقتل اخته او ابنته لأنها استلمت رسالة نصية علىى الخلوي من معجب او زميل دراسة.
الانسان المتعلم والعاقل والمشغول لا يجد الوقت لمراقبة اخته وامه وليس لديه الوقت أن يستمع لفاشل آخر يتخصص في القيل والقال ونشر الشائعات الكاذبة.
الرجل الناجح يكون مشغولا بالاستثمارات او التخطيط لاجازة في الخارج او يخطط لمشروع يستفيد منه ويفيد الآخرين او الدخول في مشروع عقاري او اكاديمي او سياسي ومن غير المحتمل ان يضيع وقته بالاستماع لهمسات النفاق والكذب في حق اخته او ابنته. وليس لديه الوقت ان يتفحص هاتف الجوال الموبايل ليرى من اين استلمت رسالة نصية ومع من كانت تتحدث. الفاشل المتفرغ فقط يجد الوقت لهذه الأمور.
واذا كان رجلا قويا من حيث النفوذ والمنصب والمكانة في المجتمع لا يتجرأ احد ان يهمس في اذنه ان الشاب الفلاني معجب بابنته وهي علىى علاقة معه. الرجل الملتزم دينيا واخلاقيا يخاف ربه ولا يرتكب الجريمة.
الأكاديمي والباحث والطبيب والمليونير والمثقف والناجح في حياته الخاصة والعملية لا يدخل في متاهات الجريمة ضد ابنته او شقيقته او زوجته.
الرجل الذي وقع في الحب وجرب الرومانسية من غير المحتمل ان يقتل ابنته او شقيقته لأنها وقعت في غرام شخص يحبها لأنه يقدر ويفهم مشاعر الفتاة.
وأعرف عن حالة معينة في الأردن حيث رفضت فتاة محاولات شخص للتقرب منها ولأنها حلقت له عالناشف بدأ حملة اكاذيب تسيء لسمعة البنت لكي ينتقم منها. لحسن الحظ أن اهلها واجهوه وحذروه من مغبة تصرفاته ووقفوا مع ابنتهم. ولكن هناك الكثير من حالات الابتزاز انتهت بمقتل الفتاة بسبب غباء الأخ او الأب.
نستنتج من ذلك ان الفاشل اقتصاديا والعاطل عن العمل والجاهل الذي يعاني من نقص في الشخصية ممزوجا بالغباء المطلق هو أكثر ميولا لاستعمال العنف ضد فتاة ضعيفة وارتكاب الجريمة.
ويعتقد أن الرجل الفاشل في بناء علاقات رومانسية مع الجنس اللطيف هو اكثر احتمالا ان يرتكب الجريمة.
نفسيا يعتقد القاتل أن عملية غسل العار اي عملية القتل سترفع من ِشأنه وقيمته ويشعر بالقوة والعظمة مؤقتا ثم يندم بقية حياته على الاثم الذي ارتكبه. هناك مثل انجليزي ترجمته الحرفية تقول: تصرف بسرعة واندم ببطء. ارتكب الخطأ بعجالة ثم اندم بهدؤ على راحتك.
الدهشة والاستغراب
ومما يثير استغراب الكثيرون في الغرب هو لماذا يعطي العرب والمسلمين اهمية كبرى لخطأ ترتكبه امرأة وليس الرجل الذي يرتكب نفس الخطأ او اسوأ منه.؟ لماذا نغضب لدرجة ان نقتل فتاة بسبب اشاعة كاذبة او ظن خاطيء. ولكن لا نغضب بنفس الدرجة على النسب العالية للأمية والفقر والبطالة والفساد في مجتمعاتنا. لا نغضب ولا نحتج ولا نقتل احتجاجا على مجازر دارفور والعراق والصومال ولكن نغضب ونقتل فتاة مجرد انها ابتسمت لمعجب او شاب يحاول التعرف عليها.
جريمة الشرف هي جريمة قتل ويجب ان تخضع لأشد العقوبات. وعندما تقتل فتاة او سيدة بتهمة علاقة سرية مع رجل لماذا يهرب الرجل من العقاب. اي اتصال جنسي يشمل المرأة دائما يكون هناك طرف آخر وهو الرجل. البنات مخلوقات حساسة ورقيقة وبحاجة للحماية والعطف وليس السكاكين الحادة. أين اصوات رجال الدين والائمة الصامتة والتي تدوشنا على الفضائيات بتكرير النغمة ان الاسلام كرم المرأة وهو دين محبة وتسامح ومغفرة وحب الآخر ولكن لا نرى ذلك في الممارسة الحقيقية على واقع الأرض؟ لماذا لا يطبق المسلمون هذه المباديء السامية؟
المادة 340 والمادة 98 في نظام العقوبات الأردني توفرا الحماية للمجرم ولكن بناء على المادة 6 في الدستور الأردني الرجل والمرأة متساويان في جميع اوجه الحياة. لا يوجد عوائق قانونية تقف امام المساواة في المسائل القانونية والضمان الاجتماعي وقوانين العمل. حققت النساء في الأردن أعلى المناصب في الحكومة والقطاع الخاص. متى سيتم تعديل القوانين لايقاف المجزرة؟
اعلامي عربي - لندن
التعليقات