محمدواني
لم يعد بين العراقوبين الانحدار للكارثة غير quot;فركة كعبquot;، مجرد اثارة بسيطة للنوازع العرقية المتهيجة quot;اصلاquot;كفيلة باحراق الاخضر واليابس، وقلب البلد رأسا على عقب، وقد بدأت اولى شرارتها بالظهور من خلال اثارة ازمة سياسية كبيرةquot;مفتعلةquot;حول رفع العلم الكردي في المناطق المتنازع عليها الذي تعتبره حكومة المالكي عملا مخالفا للدستور العراقي يجب انزاله ولو بالقوة، بينما يراه الجانب الكردي عملا دستوريا ولاغبار على مشروعيته، مادامت قضية تلك المناطقquot;المشتركةquot;معلقة ولم تحسم بعد ومازالت الحكومة تتلكأ في معالجتها، وازاء موقف الحكومة العراقية المتشدد حيال العلم الكردي واصرارquot;المالكيquot; على انزاله بالقوة، خرج الاف الاكراد من مدينةquot;خانقينquot; في تظاهرة حاشدة تنديدا وتحديا للقرار، فيما انضم حجاج الاكراد الوافدين الى بيت الله الحرام الى اخوانهم المحتجين وقرروا في خطوة غير مسبوقة رفع العلم الكردي في جبل عرفات.

هذه الازمة من بين مئات الازماتquot;اليوميةquot; التي يعاني منها العراق، كل ازمة تخلف ازمة اخرى العن واكبر، والمفارقة ان كل تلك الازمات سواء القديمة او الجديدة لم تحل بعد على الرغم من اللجان الكثيرة التي شكلت لهذا الغرض، فالمشكلة العراقية الاساسية لا تعالج باللجان الفشلة التي لا تهش ولا تنش، بل من خلال اعادة الثقة وتصفية النفوس بين العراقيين..

البلد الذي كان يروي حكايات الف ليلة وليلة الممتعة للعالم وتنسيهم مشاكلهم اليومية القاسية، اصبح بلد الف ازمة وازمة، يصدر الارهاب والفزع للعالم، لايمر يوم دون ان تحدث فيه ازمة، اوتثير فيه مشكلة من النوع الثقيل، منذ ان تولىquot; المالكيquot;رئاسة الحكومة، والمصائب تترى على رؤوس العراقيين مثل المطر ؛ لم يهدأ الرجل لحظة واحدة، كل يوم يثير مشكلة مع احد، ويضع البلاد على اعتاب ازمة جديدة، ازمته المريرة معquot;القائمة العراقيةquot;وصراعه العبثي مع زعيمها quot;اياد علاويquot;لم تنتهي بعد، تلاها ازمة مع quot;الهاشميquot;وquot;صالح المطلكquot;بسبب هيئة المسائلة والعدالة ومن قبلها مع هيئة اجتثاث البعث، وطرد المئات من الكفاءات العلمية في الجامعات بحجة شمولهم بقوانين المسائلة والعدالة، ومن قبل حربه مع زعيم التيار الصدريquot;مقتدى الصدرquot;بسبب المال والسلطة وأزمة جديدة معquot;النجيفيquot; بسبب دعوته لاقامة اقاليم للمحافظات السنية التي تعتبر حق مشروع كفله الدستور، وازمة بسبب معسكرquot;اشرفquot;و ازمة مع المسرحي والفنان العراقي quot;هادي المهديquot;التي انتهت بمقتله، وكذلك مشاكله القضائية مع النائب المستقلquot;صباح الساعديquot; بسبب انتقاداته اللاذعة لطريقة حكمه ودفاعه عن المفسدين وحمايتهم، ولا ننسى ازمته الكبيرة مع quot;الكويتquot;حول ميناء المبارك، و اخيرا وليس اخرا، افتعاله لازمة غير ضرورية بالمرة مع الاكراد حول رفع العلم الكردي في المناطق المتنازع عليها مع العلم ان هذا العلم ظل يرفرف على تلك المناطق منذ 2003، فلماذا تثار هذه المشكلة في هذا الوقت بالذات ؟! لااحد يعرف سر هذا التوقيت الا quot;المالكيquot;نفسه!


وقد قال عنه النائب عن الكتلة الصدرية (جواد الحسناوي) وهوعلى جانب كبير من الصحة انquot;المالكي هو الذي يختلق الازمات السياسية ويتحرك على ضوئها نحو الكتل في سبيل بقاء حكومته ويسعى الى خلق ازمة جديدة تشغل بها جميع الكتل السياسيةquot;.

ولا تنعكس تصرفاته على مستقبله السياسي فحسب بل تنعكس على حزبه ايضا فمن غير الممكن للقوى السياسية الكبيرة وبخاصة الكتل المتحالفة معه والتي تضررت كثيرا من سياساته ان تسمح له او لاحد من حزبه بالعودة الى الحكم ثانية.