قبل حوالي 33 عاما بدأت إعداد نفسي كي أصبح روائيا، وبموازاة الإهتمام بالأدب إنشغلت بقراءة كتب الطب النفسي والتحليل النفسي وعلم النفس العام ومنها إنطلقت الى الإهتمام بعوالم الطاقات الخارقة للإنسان كالبراسايكولوجيا، وشرعت في تطبيق تقنياتها على الناس مبهورا بإكتشاف طاقاتي البراسايكولوجية.
في نفس تلك الفترة أي قبل 33 سنة التقيت بأحد الأصدقاء الذين يتصفون بغرابة الأطوار والقدرة على تحطيم الروتين وجعلك تعيش لحظات جميلة خارج المألوف، طرح عليّ موضوع البراسايكولوجي الذي كنت مبتدءا به وأقترح ان نقوم بإجراء تجارب تطبيقية على الناس، وذهبنا الى الأسواق المزدحمة وبدأنا تجاربنا البراسايكولجية.
كان صديقي كلما شاهد إمرأة جميلة يقول لي سأجعلها تضحك، أو سأجعلها تنظر لي بفعل الإيحاءات البراسايكولوجية، ويبدأ بعملية الإرسال، لكن من دون فائدة، ويلقي بأسباب الفشل على المرأة التي ليس لديها قدرات إستلام التخاطر، أحيانا نذهب الى المقهى ويبدأ صديقي بإرسال أوامره الى صاحب المقهى بتحطيم أقداح الشاي، لكن شيئا من هذا لم يحدث، وبعد فشله يبرر صديقي الأمر بان صاحب المقهى لايستلم الإيحاءات.
أحيانا نكون معاً وفجأة يصرخ صديقي أرجوك توقف عن إرسالك البراسايكولوجي نحوي فأنت تصدع رأسي.. والحقيقة لم يكن يوجد إرسال مني، لكنه يتوهم تعرضه لمؤثرات خارجية.
ذهبنا في أحد الأيام الى كراج نقل الركاب المزدحم.. واذ بي بصديقي ينتفض فرحا ويخبرني بأنه حصل تواصل براسايكولوجي مع إحدى النساء المتواجدات في الكراج وهي تتبادل معه مشاعر الإعجاب.. بل زاد وقال بثقة انه سيطر على عقلها تماما.. بقينا نتحرك قرب تلك المرأة، وعندما همت بالصعود الى السيارة إنطلقنا وسط تدافع الناس سبقناها بالصعود، وحجز صديقي كرسي لها على أمل ان يجلسها بجانبه، لكنه حدثت مشكلة طارئة اذ تنافس على حجز نفس الكرسي معه شخص آخر وبدأ الصراخ والتدافع بينهما، الرجل المسكين يشير الى حاجته للكرسي لأن زوجته معه، واثناء حدوث المشاجرة صعدت تلك المرأة وشاركت الى جانب الرجل بالمعركة وظهر انها زوجته.
هبطنا من السيارة خائبين، لكن صديقي لم يتخل عن أوهامه بأن تلك المرأة كانت معجبة به براسايكولوجيا، وانها كانت مضطرة للوقوف الى جانب زوجها.
غادر صديقي العراق.. وبعد حوالي أكثر من 20 عاما أردت إختبار مهاراته البراسايكولوجية، فأرسلت له رسالة بإسم مستعار عبرت فيها عن إعجابي بكتاباته وأقترحت عليه ان نتواصل من خلال المسنجر، فوافق على الفور، والتقينا بإعتباري أحد القراء، وبقينا مدة طويلة نتحدث ولم تستطع قدراته البراسايكولوجية التعرف عليّ، ثم جرجرته للكلام عن ذكرياته القديمة وأصدقائه، وعندما جاء إسمي بشكل عابر أخذ يشتمني بسبب إختلافه مع كتاباتي وانا أضحك، وانتهى اللقاء وفشلت آخر تجربة براسايكولوجية معه.
التعليقات