ماذا يريد الناس من حكوماتهم، ولماذا اخترعت البشرية، منذ القدم، فلسفة تغيير الحاكم بمواعيد مقننة لا تتجاوز أربع سنوات، أو خمسا، ولدورتين من الانتخاب الحر غير المزور، وغير المدبر، وغير المغشوش؟
من هذين السؤالين يمكن أن نرى ونسمع ونلمس جسد الدولة ونبصر قلبَها، وهو الحكومة، هل هو جسد صحيح البنية وناضج وقوي، أم منهك القوى ومختل العقل والحواس والبصيرة؟ وهل القلب نابضٌ بالحياة أم مُعتل وموشك على الكف عن الخفقان؟ ومن هنا فقط يظهر لنا رحمنُ العدالة والنزاهة والشجاعة والشرف، أو شيطان النفاق والرذيلة والفساد والظلم والطغيان.
ويحدثنا التاريخ عن أمم كثيرة هرمت ومرضت ثم ماتت فأعادها إلى الحياة قائدٌ شهم ونزيه من أشرف عقلائها، وأيقظ شبابها وعنفوانها من جديد.
وعن أمم ٍ أخرى كانت شامخة َ الهام، عزيزة َ الجانب، وفيرة الخير والصلاح والرخاء، أذلها واحد من أوسخ أبنائها اختارته للقيادة فعبث بأمنها وبعثر أموالها وأذل مواطنيها وأفقرهم وشتت شملهم، مهاجرين أو مهجرين، في داخل الوطن، أو في أرجاء المعمورة الواسعة، وخان الأمانة ونزل بها أسفل سافلين.
حدثني مسؤول تركي كبير حين سألته عن سر قلة الفاسدين والمختلسين في الحكومة التركية التي نهضت بالاقتصاد والصناعة والزراعة وجعلت وطنها دولة غنية قوية آمنة، فقال، عند أول يوم لرجب أردغان في رئاسة الوزارة علم بأن أحد أقرب مستشاريه إلى قلبه قد اختلس، فأحاله إلى القضاء على الفور، وحلف اليمين على أنه سيعاقب أي مسؤول يهب لنجدة المختلس، أو يتوسط له، أو يتستر عليه. ومن يومها وكلُ موظف، كبير وصغير، َيعُد إلى العشرة قبل أن يقبل رشوة أو يختلس أو يخون.
تخيلوا ماذا كان سيحدث لو أن صدام حسين ضرب على يد عدي أو علي كيمياوي أو حسين كامل أو سجودة أو الحاجة بدرة طلفاح عند أول اعتداء على أموال الدولة، أو عند أول حالة استغلال نفوذ.
ولو امتنع أعضاء (معينون) في مجلس الحكم عن احتلال قصور المنصور والحارثية والجادرية، والسطو على البنوك، وتزوير الشهادات، وتشكيل المليشيات.
ولو صادق أياد علاوي، أولُ رئيس وزراء بعد مجلس الحكم سيء الصيت، على أوامر اعتقال حازم الشعلان وزياد القطان ولؤي العرس قبل هروبهم من البلاد، ولو اعتقل زوج اخته نوري البدران وزير داخليته الذي قيل انه نقل ملايين الدنانير من العملة العراقية للخارج، ولو منع تهريب أيهم السامرائي من سجنه، ولو نهر أخاه صباح علاوي من المتاجرة بين لبنان ووزارت العراق المختلفة وشقيقـُه رئيس وزراء.
ولو ضرب السيد المالكي على يد ولده العزيز أحمد أو على يد (العلوية) إسراء، لخاف الفاسدون كلهم، وامتنعوا عن السرقة واستغلال النفوذ وتزوير الشهادات، قائلين، إذا كان السيد القائد لم يرحم أهل بيته ولم يقبل فسادهم فكيف لا يضرب بيد من حديد على يد المرتشي والحرامي والمزور من خارج ذلك البيت الكريم؟
ولو أصر مجلس النواب الشهم الشجاع على محاسبة مام جلال على إنفاق مليوني دولار على سفرة واحدة إلى نيويورك لأربعة أيام، برفقة أربعة مرافقين فقط، ولو سألوه عن مصدر ثروة ولده قباد.
ولو ولو ولو، والحبل على الجرار، كما قال أجدادنا الأوائل، وهو طويل وطويل وطويل.
ترى هل يقرأ السيد المالكي هذا المقال؟ أتمنى ذلك من كل قلبي. فكل صاحب قلم يكتب في الصحافة العراقية والعربية عن العراق الديمقراطي الجديد، حتى لو اتهمه وزراء المالكي ومستشاروه بأنه حاقد أو حاسد، أو حتى عميل مكلف من الاستعمار والصهيونية بالتقاط أخطاء الحكومة والمبالغة في تكبيرها وتعظيمها لخلق البلبلة وتعميق الأحقاد والخلافات والعداوات، فهو يظل نافعا أيضا، لأنه يكشف مواضع الخلل وأماكن الفساد وأساليب المرتشين والجهلة والمسيئين من الوزراء والمديرين العامين والكتبة الصغار والفراشين والسعاة. إنها خدمة لا تقدر بثمن تقدم كل يوم، وعلى طبق من ذهب، للسيد القائد لكي يمسك بخنجره المصقول ويستأصل الداء من جذوره، ويريح ويستريح.
ولكني أشك. فرئيس الوزراء لا وقت لديه لقراءة صحيفة، ولا الاستماع إلى إذاعة، ولا مشاهدة تلفزيون، بل لا وقت لديه لتصفح حتى ملفات وزارات ذاتها، ولا ملفات الدول الأخرى، سواء العدوة أو الصديقة. فهو مشغول بإدارة معارك البقاء ومؤامرات أمراء الطوائف وتظاهرات الحاقدين أيام الجمع في ساحة التحرير واعتقالهم أو اغتيالهم. أما شؤون الرعية فقد أوكل أمورها لمستشاريه الذين يقدمون له، وحسب الذمة والضمير، خلاصة كل ملف، ويرسمون الحل ويرفعونه إليه للتوقيع، فيوقع وهو مغمض العينين من شدة ثقته الغالية بالمستشار، فيكون الحكم الحقيقي، والحالة هذه هو حكم المستشار.
ولي تجربة سابقة مزعجة. فحين أقام السيد المالكي مؤتمر الاستثمار في واشنطن قبل سنتين، وأنفق عليه الملايين من الدولارات لجذب المستثمرين الأميركان للمشاركة في إعادة إعمار العراق، دعاني السيد السفير فحضرت. هناك حزنت بشدة، ودخت. جميع أعوان السيد المالكي المرافقين، وبعضُهم وزراء ومدراء عامون، قابلوني بنفس الحرارة والحفاوة والتبويس، كما كنا نتقابل بها أيام المعارضة السابقة البائسة، وقبل أن يصبحوا، فجأة، وزراء ومدراء وسفراء ومرافقين للسيد الرئيس.
يومها علمت أن هذا واحد من احتمالين، إما أنهم لم يقرأوا ما كتبت وما أكتب ضدهم واحدا واحدا، وضد ديمقراطيتهم المغشوشة، وإما أنهم يقرأون ولكن يطنشون وينافقون. وكلا الاحتمالين مصيبة ورجس من عمل الشيطان.
مناسبة هذا الكلام أنني تسلمت أمس بالبريد الإلكتروني من صديق مقالة مضحكة مبكية كتبها مواطن عراقي مغترب عاد إلى الوطن مصدقا حكومة الشراكة الوطنية ومكذبا جميع ما يشيعه عنها الكتاب المشاكسون، أمثالي، وعاش بنفسه حقيقة ديمقراطية الدولة الجديدة، وعدالة وزرائها، ونزاهة موظفيها الكبار والصغار، ثم هرب عائدا إلى مهجره، يائسا بائسا، ليدعو المهاجرين والمهجرين إلى البقاء في أعشاش غربتهم، وإن كانت خانقة ومملة وباردة، فهي أرحم من تكسيات الوطن ووزاراته ومؤسساته المنخورة بالرشوة والكذب والنفاق.
أعلم أنني سأطيل عليكم، ولكن للضرورة أحكام. إليكم ما كتبه السيد كامل اللامي، والعهدة عليه لا علي.
quot; الى جميع المغتربين: حذاري حذاري حذاري من العودة للوطن إلّا لأجل التغيير.
إستيقظت في الصباح وحملت حقيبتي وفيها كل الوثائق والأوراق والشهادات والمستمسكات، وبضمنها كتاب وزارة الهجرة والمهجرين المعنون الى وزارة الخارجية ونسخة منه الى سفارة العراق في كنـــــــدا، والخاص بمنح المواطن كامل اللامي جميع الحقوق، وإعادته للوظيفة، وأوقفت سيارة أجرة قلت لسائقها خذني الى دائرة الهجرة في الحارثية..قال (14) الف دينار!
قلت له أخذت تاكسي البارحة بـ (7) آلاف... قال سوّيها (8)، فصعدت (كذبت عليه لمعالجة جشعه وهكذا مع كل الباعة).
المهم وصلت دائرة الهجرة التي تشغل أحد البيوت القديمة في الحارثية. في الباب سألني الموظف: مهاجر لو مُهجّر؟ قلت ماذا تعني؟ قال أنت مُهجّر داخل العراق لو جاي من برّه؟ قلت جاي من كندا، قال إذهب للشباك الأخير!! نظرت الى الشباك الموعود واذا بالناس كأنهم عند شباك الحسين في زيارة شعبانية، فلا وقوف بانتظام ولا ضبط ولا ربط!! ندمت على أناقتي التي لو تجرّأت وغُصت في أعماق هذا البحر من المراجعين لكي أحاول لمس شباك الأمل لخرجت بعدها (كما خلقناكم أول مرّة).
دنوت منهم فشممت أنواع الروائح المنبعثة من أُبطٍ تأثر بشحة ِ ماء وحصة بلا صابون، أو من فمٍ ٍ إقتات على فحل بصل أو ثوم أو فجل، وكل ذلك في شهر تموز وتحت لهيب الشمس الحارقة بدرجة حرارة 55 أو أكثر.
إنسحبت قليلاً وجلست على إحدى الأرائك المحيطة بمولّد الكهرباء الضخم بضوضائه ودخّانه، أنتظرت خارجاً الى نهاية الدوام، إلى أن ينتهي الزحام فأقتربت من الشباك وتلقيت المساعدة من الأخوة الموظفين كالأخ مدير الادارة والسيد نذير والأخ رائد والأخ داوود والآنسة زينب وغيرهم، فالكل كان متعاوناً لأتمام المعاملة، وبكل أدب وأحترام. قالوا إجلب لنا كتاب تأييد من مجلس بلدية منطقتك يؤيد مغادرتك لأسباب سياسية، مع ثلاثة شهود.
اتصلت بأقربائي وأصدقائي في البياع، وذهبنا سوية لمجلس بلدية البياع، فطلب رئيس المجلس (أبو أحمد) مني (الأركان الصدامية الأربعة) قلت ما هي؟، قال شهادة الجنسية والهوية وبطاقة السكن والبطاقة التموينية. قلت عندي كل شيء الا بطاقتيْ السكن والتموينية، فأصرّ على ألا يزودني بالتأييد الا بعد دفع مبلغ 200 دولار، بعد ما أخبرته أني عائد من كنـــدا ولا أملك البطاقتين!
المهم حصلت على التأييد من منطقة أخرى، وأتممت معاملتي، وقالوا تفائل بالخير بعد أسبوعين، وحين أنقضت الأسبوعان أتصلت بهم فقالوا (زين اتصلت، نريد الأسم الرباعي، يعني أسم جدك الثاني!!) أعطيتهم الأسم، فقالوا أنتظر أسبوعين لترجع المعاملة من الوزارة. وبعد ثلاثة أسابيع قالوا لي (ألف مبروك طلع رقم الحاسبة سجّله يمّك تره كلش مهم وتاخذ كل حقوقك به!!!) قلت ما هي حقوقي؟ قالوا قطعة أرض ومبلغ من المال وإعادتك لوظيفتك قبل مغادرتك العراق!! قلت هل يمكن أن تزودوني بكتاب للمحافظة أو الأمانة أو البلدية لغرض الحصول على الأرض؟؟ قالوا للأسف ماكو في الوقت الحاضر لأهل بغــــــــداد!!! نحن بانتظار تشكيل لجنة وزارية تقرر، بالتنسيق مع الأمانة!! قلت هل ستطول القضية أشهرا أو سنين؟ قالوا لانعلم! (( أتممت المعاملة والحمد لله ولكن لم أحصل على سنت واحد بل خسرتُ 3،000.00 دولار مابين أجور تاكسي ورشاوي ( بانتظار اللجنة والله ولي التوفيق ).
وبعد أيام ذهبت الى وزارة الهجرة والمهجرين للحصول على تأييد معنون الى وزارة التجارة لغرض إعادة تعييني قالوا إصعد للطابق الثاني/القانونية، دخلت الغرفة واذا بشلة شباب مراهقين لايعلمون ماذا يفعلون، قلت أريد كتاب تأييد، فردّ المراهق عند الباب (( والله أحنة متعودين ننطي التأييد بعد أربعة أيام، فبعد باچرعيد الفطر...تعال وره العيد بأربعة أيام، وهذا رقم تلفون الوزارة أطلب القانونية وتأكد اذا التأييد جاهز أو لا ))! أعطاني الرقم ورجعت للبيت.
وجاء اليوم الرابع بعد العيد وحاولت الاتصال فلم أحصل حتى على رنة التلفون!! فأستأجرت تاكسي وذهبت للوزارة وصعدت للقانونية وسألت، وفي بعض السؤال مذلّة،... قال هل اتصلت؟ قلت مئات المرات لكن دون فائدة.... ضحك وقال ( بس لا منطيك الرقم الخطأ..خليني أشوفه، نظر للرقم وقال هذا الرقم خطأ، قلت مو مشكلة وين التأييد؟) بحثوا عن الطلب والفايل، وقال بعد الكتاب ما مطبوع، تعال باچر تلگاه جاهز! فرجعت بتاكسي الى البيت، وفي صباح اليوم التالي أستأجرت تاكسي بــــ (12) ألف للوزارة، وكالعادة صعدت للقانونية وسألتهم فبدأ كل منهم يسأل الآخر عن أضبارتي وكتاب التأييد، وأخيراً عثروا عليها، فحمدت الله، قالوا الكتاب ما مطبوع أعطينا ساعتين لطبع الكتاب! سلمت أمري إلى الله وأحلت وزيرهم ووزير كل وزارة أخرى إلى الله على ضياع العراق وتدميره على أيدي الجهلة.
بعد ثلاث ساعات وأنا أراقب كاتب الطابعة وهو يبحث عن الحروف في الكيبورد حرفاً حرفاً وببطءٍ قاتل، قلت هل أكتمل الكتاب؟ قال أحد المراهقين نعم وأرسلناه للصادرة خارج البناية عند الباب، اذهب وأستلمه منهم، ذهبت مسرعاً إلى الصادرة فوجدت أصحاب الكفاءات (شهادات دكتوراه) يتوسلون بموظف الصادرة (أسعد) المتخصص بإعطاء رقم وتاريخ لكل كتاب صادر من الوزارة فقط. سألته عن كتابي، قال أرجع للقانونية، ما عندي كتابك!! رجعت للقانونية فأرسلوني مرة أخرى، وفي المرة الثالثة قلت لأسعد ((اذا ما تعرفون تشتغلون شكو گاعدين بمكاتب ومدوخين الناس؟؟؟)) أنتفض سعّودي من كرسيه وقال ( أنت جاي تعلّمنا شغلنا؟؟)، المهم تركته وصعدت لمدير القانونية (علي) فلم يُبالِ!! دخلت غرفة معاون المدير العام للادارة، وكانت سيدة، فقلت لها (أنا عائد من كنـــــدا إستجابة لنداءاتكم المتكررة ووعودكم بالتسهيلات، لكن وزارتكم كفّرتني بالعراق العظيم، صارلي أسبوعين أركض وراء تأييد، وأصبحت مثل كرة طائرة بين فريق القانونية وفريق الصادرة، أنا لا أطلب منكم أن تعملوا مثل كندا، بتطورها التكنولوجي، بحصولنا على أيّ شيء على الأنترنت، لكن أطلب منكم العمل كما كانت الدوائر تعمل قبل سقوط الطاغية!!!) ثم أتصلت السيدة المعاونة بمديرة الصادرة السيدة (أم نبأ) التي أستقبلتني عند باب الصادرة، وأجلستني على كرسيها وأخذت تتوسّل بأسعد لأعطاء كتابي رقم صادرة: ( عفية سعودي الله يخلّيك مشي أستاذ كامل عفيه حبيبي سعودي أعرفك أنت وردة وراح تنطيه رقم) فرد على مديرته ( والله اذا أصريتي أروح أشتكي للوزير عليچ!!) كل هذا حدث وأنا أتفرّج، فلعنت لحظة السقوط التي قلبت الموازين وجعلت أراذل القوم ذي شأن!! وبعد ساعة من توسّل أم نبأ وتمسيدها لسعودي حصلت على الكتاب وأستأجرت تاكسي الى وزارة التجارة فتوقف التاكسي في بداية شارع النقابات بالمنصور، لوجود سيطرة عسكرية، وصار عليّ أن أمشي مئات الأمتار، وحين وصلت البناية راودني الشك في أنها ليست دائرة حكومية!! لعلها حسينية أو مرقد أحد الصالحين، وما أكثرهم في عراق الفتن. أقتربت من الباب الرئيسي وكان مزيناً بصورة كبيرة جداً للسيد محمد صادق الصدر كُتب عليها ( يا وليّ)، وبجانبها صورة كبيرة جداً للسيد محمد باقر الصدر، وبجانبها صورة كبيرة جداً لمقتدى الصدر، وفي الوسط صورة كبيرة للأمام علي بن أبي طالب (ع)، دخلت البناية فاذا بالصور نفسها تنتشر هنا وهناك في أروقة البناية وحتى في المصعد، المهم عرفت أن الوزارة صدرية.
المهم ظننت أن الوزارة أنزه من كل الوزارات لكثرة صور السادة والأمام علي، تقدّمت من الاستعلامات وقلت عندي إعادة تعيين، فقال الموظف شغلتك يم فلان، بس دير بالك عليه، تره أموره داچّة، أنطيه فلوس حتى يمشّيلك المعاملة!!! قلت في نفسي نزاهتكم تخُر من أذانكم! ذهبت للموظف وتكلّمت معه، قال والله آني صريح وهاي غرفة المفتش العام بصفّي ويسمع صوتي وگايل له آني آخذ من المراجعين مال تاكسيات روحه وجيّه! بقيت في حيرة... إن لم أعطه لم لن يُكمل معاملتي، وان أعطيته دخلت في ( لعن الله الراشي والمرتشي)، سألت الناس قالوا يجوز إعطاء الرشوة ويُلعن فيها المرتشي فقط، لأن الراشي مُضطر لقضاء حاجته، حينها أيقنت بضياع العراق سياسياً ودينياً وأجتماعياً وأخلاقياً وبكل المعايير.
وأخيراً دفعت له ( 200 ) دولار فقط لأجراء معاملة إعادتي للوظيفة، وفعلاً إكتملت الإضبارة، وقدمتُ طلبا للمدير العام، لكن المدير كان مسافرا إلى تركيا بصحبة السيد الوزير. وحين عادوا راجعت الدائرة فقالوا ( السيد المدير العام عاد من تركيا، لكن ما داوم، ديرتاح بالبيت ) وبعد أيام عدت باحثاً عن طلبي، قالوا السيد المدير مشّى البريد المهم فقط، وترك الباقي، لأنه مسافر بعد يومين للبرازيل، وبعدها لأسبانيا وعدة دول أخرى) قلت لهم مو مشكلة آني راجع الى كنـــــــدا، وتركت فيكم طلبي إن أضعتموه لن أعود أبدا!!!! ولا زلت أتصل بهم من كنــــــــدا مستفسراً عن طلبي والجواب (( سيادة المدير العام ما موجود!!!!!!!!!! ).
ندائي للرئاسات الثلاث ولكافة القنوات الفضائية: ( بالله عليكم كفوّا عن دعوة المغتربين إلى العودة، وكفوّا عن تزييف الحقائق وإبدال صورة العراق السوداوية بالبنفسجية، كفاكم كذباً ودجلا) أيها المغتربون، يبدو أن أملكم بالمنطقة الخضراء لازال قائما، وقنواتكم الفضائية تزيّف لكم الحقائق، لذلك أحببت أن أُخبركم بأن العراق بلا قيادة ولا إدارة، والفساد بكل أنواعه يعلو ولا يُعلى عليه، أما وجودكم وعدمه فهو واحد في كل المقاييس. أما أقلامنا فلا تظنوا أنها ستسكت، ما دامت تنطق بالحق لإنقاذ عراق الحضارات، من أفواه أعدائه، والله خير حافظاً وهو خير الناصرين.
التعليقات