واخيرا، طالعتنا حکومة نوري المالکي بموقفهاquot;الحياديquot;وquot;الوطنيquot;جدا من الاحداث التي تمر بها سوريا، تلك الاحداث التي تشهد تعاطفا و مساندة دولية و انسانية غير مسبوقة، لکن حکومة(دولة رئيس الوزراء نوري المالکي)، تؤکد و على لسان الناطق باسمها علي الدباغ ان قرار الجامعة العربية بشأن سوريا(غير مقبول و خطير جدا)، والانکى من ذلك ان الدباغ يستطرد ليقول ان الحکومة العراقية(مع الحوار مع المعارضة وحرية الشعب السوري، وإخواننا في سوريا نحن ننتصر لهم وبالتالي نريد لهم الحرية الكاملة.)، مستدركا بالقول (لكن ليس بهذه الطريقة القسرية التي تنقل القضية إلى التدويل.)، الحق، أن الدباغ قد دفعني للضحك و جدية قصوى تغالبني (ولست أدعي بأن الدمعة کانت ملء عيني، کما قال الروائي الروسي الخالد دوستفسکي)، إذ ان الحديث عن مسألة التدويل و تداعياتها، هو أمر يجب على الحکومة العراقية ان تکون آخر المتحدثين بشأنه، فلولا التدخل الدولي لکان علي الدباغ و نوري المالکي و معظم القادة البارزين في الحکومة العراقية متواجدين في عواصم أخرى، وانه لمن دواعي السخرية المفرطة ان يثير السيد الدباغ قضية(التدويل)، في الملف السوري وقد کانت هذه القضيةquot;أي التدويلquot;، أساسا لهيمنة الاحزاب الشيعية و غيرها على الحکم في العراق.

علي الدباغ، الذي يؤکد ان (استقرار وأمن سوريا يعد مهما للعراق، والحكومة العراقية دعت نظيرتها السورية إلى الحوار مع المعارضة وإجراء الإصلاحات المطلوبةrdquo;، لافتا إلى أن ldquo;هناك عجزا عربيا في إيجاد حلول مقبولة)، يتناسىquot;مجبراquot;، حقيقة الدور التخريبي و الاجرامي للنظام السوري في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، بل وان مجرد إيواء نظام بشار الاسد لعصابات يونس الاحمد و عزة الدوري، و السماح بتسلل الارهابيين التابعين للقاعدة عبر الحدود السورية العراقية، کاف لتحديد ماهية و معدن النظام السوري من حيث موقفه تجاه الشعب العراقي، الدباغ يتجاهل او بالاحرى يصر على تجاهل ان استقرار و امن العراق لم يکن في يوم ما مهما للنظام السوري بقدر أهمية مصالحه و امنه القومي، ونعتقد ان النظام السوري کان الى حد کبير محق في موقفه هذا، لکن، التهافت السمج لحکومة نوري المالکي على أهمية استقرار و امن سوريا، يثير استغرابا و سخرية مفرطة، ذلك ان النظام السوري قد لعب و يلعب دورا بالغ الخبث ازاء العراق بعد سقوط نظام حکم صدام حسين، وهو سعى و يسعى للتصيد في الماء العکر، وان آخر من کان يهمه أمن و استقرار العراق لايکون بالتأکيد النظام السوري حيث ان استقرار الاوضاع في العراق يؤثر تأثيرا سلبيا على الاوضاع في سوريا و حليفتها الرئيسية في المنطقة جمهورية المعممين في إيران.

العد التنازلي لنظام بشار الاسد قد بدأ وان کل محاولات و مساعي النظام الايراني و التي يبذلها عبر المنفذين العراقي و اللبناني و اللذين يبتلي شعبيهما بمخططات و احابيل و دسائس هذا النظام، لن تجدي نفعا أبدا، ذلك أن الشعب السوري قبل المجتمع الدولي قد حسم أمره مع نظام بشار الاسد الشمولي القمعي و قرر أن يتحرر من قيود و أغلال حزب البعث الفاشل الذي صار في اواخر عمرهquot;الرذيلquot;، مجرد آلة صماء بيد ملالي طهران، وان دفاع الحکومتين العراقية و اللبنانية عن نظام الاسد و الذي هو أقرب للرثاء منه الى أي شئ آخر، لن تغير من الامر شيئا، بقدر ما ستغير من واقع تبعية هاتين الحکومتين لطهران، وان الايام القادمة لحبلى بمفاجئات غير سارة لکل من طبل و زمر للأسد و الملالي!