قرأت على صفحات الانترنت اليوم خبرا مثيرا يقول ان مجلس القضاء الاعلى قرر اعادة التحقيق في قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. وذكر بيان للمجلس اليوم الاحد 25 كانون الثاني 2011 ان quot; الهيئة القضائية الخماسية المكلفة بالتحقيق في التهم الموجهة لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي قررت اعادة التحقيق الذي اجري من قبل قاض quot; منفرد quot;.
يثير هذا الخبر، الكثير من التساؤل ذلك لأن ما ذكر سابقا وعلى لسان الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية التي يديرها السيد نوري المالكي نفسه بأن التحقيق جرى من قبل مجموعة من القضاة ( خمسة قضاة ) فيما يقول هذا البيان الجديد بأن التحقيق جرى من قبل قاض quot; منفرد quot;!؟؟ وهذا ما يطرح تساؤلات حول نزاهة هذا القاضي المنفرد اولا، و انكشاف تزوير وعدم صدق بيان وزارة الداخلية الذي ادعى ان خمسة من القضاة حققوا مع مرافقي السيد طارق الهاشمي وحصلوا على اعترافات تدينه بالارهاب وهكذا صدر عليه القاء القبض وفقا للمادة ( 4 ) ارهاب سيئة الصيت.
ورغم ان السيد حيدر الملا المفتون بالاعلام اسرع وتسرع كعادته بالاشارة على لسان الكتلة العراقية،التي لاندري من هو الناطق الرسمي بأسمها، ليقول بأن quot;موقف مجلس القضاء الاعلى اكد على مهنية القضاء quot; فأننا لا نشاطره هذا الراي المتسرع وغير المدروس ذلك لان لدى هذا المجلس مواقف سابقة لاتسمح لنا بان نصفه بالمهنية اولا علما بأننا لانستطيع ان نجد اي مبرر لهذا المجلس ليبقى صامتا طوال هذه الايام التي وضعت العراق على شفير حرب اهلية دون ان ينبس بكلمة ويكذب وزارة الداخلية فور صدور بيانها ويتسلم زمام الموقف بيديه ان كان صادقا.
يستطيع ابسط انسان مدرك ان يستكشف ان استفاقة مجلس القضاء الاعلى من سباته اليوم وبعد هذا الانتظار الطويل لايعني البتة انقاذ طارق الهاشمي من حبل الاعدام الذي لوح به السيد نوري المالكي، بعد ان شرب حليب السباع في الولايات المتحدة وعاد الى العراق، كلا الامر ليس كذلك فبيان مجلس القضاء الاعلى هو محاولة اخراج الازمة من النفق الضيق الذي وصلت اليه وطمطمتها لصالح نوري المالكي نفسه بعد ان ظهرت اكاذيب وزارة الداخلية تطفو على السطح وبعد ان بانت تصريحات المالكي في مؤتمراته الصحفية بتناقضاتها وعدم دقتها ومسؤوليتها تجاه الجماهير العراقية، وبعد الحملة الاعلامية التي قادها السيد اياد علاوي رئيس القائمة العراقية في داخل وخارج العراق مظهرا الحقائق ومفندا ما ادعت به الحكومة من اكاذيب.
نعم ربما ستدرس اللجنة الخماسية التي الفها مجلس القضاء الاعلى اعترافات من القي القبض عليهم مرة ثانية وستقول انها بحاجة الى وقت لاعادة اخذ الاعترافات لذلك فأن السيد طارق الهاشمي بريء من اية تهمة وعليه العودة الى نيابة رئاسة الجمهورية. بعدها سيتم دعوة رؤساء الكتل السياسية للاجتماع وسيكون من بينهم السيد الهاشمي وتنتهي الكوميديا بتبويس اللحى ويخرج الجميع وعلامات السرور على وجوههم فيما البغض مزروع في قلوبهم انتظارا لجولة جديدة.
طبعا، رغم احتمال عودة الهاشمي نتيجة توافق الكتل فانه سيكون ابرز الخاسرين فقد تلطخت سمعته، ووصف بالارهابي، وداست اقدام جنود اللواء 56 بيته، وهربت عائلته الى خارج العراق، واعلنت تركيا انها ستستقبله كلاجيء سياسي بعد ان هرب الى كردستان.. نعم ان توافق الكتل السياسية او ايجاد مخارج القبلات سوف لن تمحي هذه الاساءات من الهاشمي سيتذكرها الشعب على الدوام وستبقى في لاشعوره، لذلك اذكر السيد طارق الهاشمي واقول له ان الرجولة وقفة واحدة في الحياة وها هي قد اتت اليك.. عليك عدم القبول الا بمحاكمة عادلة اما ان تدان ان كنت قد اخطأت او ان تخرج بريئا وعندذاك سوف لن تكون سياسيا ونائب رئيس جمهورية فقط بل زعيما وطنيا محترما ومؤيدا من الجميع وليس من السنة فقط، اما هؤلاء الذين اتهموك فسيكون مكانهم قفص الاتهام ومن ثم مزبلة التاريخ. هذه هي المعادلة الوحيدة التي تنقذك فأما ان تكون او لاتكون ولا اعتقد ان لديك اي شيء تخسره بعد الذي حصل.
ثمة امر اخير اود الاشارة اليه وهو ان ما حصل لك ليس سببه انك سني المذهب، كلا ان هذا الفعل هو ضد مسار الديمقراطية في البلد، هو محاولة لهيمنة الحزب الواحد والبدء من جديد بأسلوب الاستبداد والدكتاتورية، ان من استنكر ما حصل لك ليس السنة فقط بل جميع اطياف الشعب من شيعة ومسيحيين وشبك ويزيديين وعالمانيين واكرد وغيرهم وامل ان يكون خطابك نحو جميع الذين يهمهم مستقبل العراق الحضاري الديمقراطي المستقل.
- آخر تحديث :
التعليقات