منذ صعودهم للمسرح السياسي بقوة بعد صفقة مع النظام السابق اعترف بها قادتهم، يحاول الإخوان فتح قنوات حوار مع الأقباط !! وفيما رفضت معظم القيادات القبطية مبدأ الحوار، قبله وتفاعل معه المهندس يوسف سيدهم رئيس مجلس ادارة جريدة quot; وطنى quot; رغم تحذيرات العديد من الأقباط له، وخرج من التجربة نادما واعلن بكل شجاعة انه لا فائدة من الحوار معهم، ولكن السؤال لماذا يصر الإخوان علي فتح حوار مع الأقباط ولماذا يرفض الأقباط الحوار؟
يصرالإخوان علي الحوار مع الأقباط لأنهم يعلمون جيدا أنهم - الأقباط - العقبة الوحيدة التي تقف حائلا بينهم وبين الحكم !! لخوف الغرب على الأقباط وعلي مستقبلهم في مصر، وهم يدركون جيدا ان الغرب يريد الحفاظ علي الأقباط ليس quot;لسواد عيونهمquot;، بل لأن الغرب يدرك تماما أن الأقباط ومسيحيي الشرق هما خط الدفاع الأول عن المجتمعات الغربية نفسها، فهما قوة ليبرالية لا يستهان بها، كما أن سموم وأحقاد التيار الإسلامي يتم بثها فى وجه الأقباط والأقليات المسيحية الشرقية وفي حالة عدم وجودهم في الشرق ستوجه هذه الأحقاد والجرائم للمجتمعات الغربية مباشرة. وفي حالة وصول الإسلاميين للحكم واضطرار الأقباط للهجرة فسيدفع الغرب فاتورة ذلك في صورة قبولهم كلاجئين مما سيمثل عبئاً علي ميزانية الدول الغربية مع الوضع في الاعتبار ان عدد الأقباط يتراوح مابين 15 الي عشرين مليون فهو رقم مخيف للغرب.
إذا فالحوار مع الأقباط ما هو إلا رسالة الى الغرب مؤداها أن الأقباط سيتعايشون مع الإخوان كما تعايشوا مع نظام مبارك من قبل، وبذلك يسقط العائق الرئيسى أمام الاخوان فى وصولهم لسدة الحكم. وعندئذ يستطيعون إظهار الوجه الحقيقي لهم. إذا فهم يستغلون سذاجة بعض الأقباط في تحقيق هدفهم لطمأنة الغرب ثم الانقضاض علي الفريسة بعد أن تستتب الإمور لهم.
نحن لا نحاسب أحد علي نواياه ولم يكن رفضنا الحوار مع الإخوان مبني علي افتراض سوء النية، ولكن علي الإخوان إذا كانوا جادين في الحوار مع الأقباط أن يعلنوا تبرئتهم من فتاوي سيد قطب، التي تحرم بناء الكنائس في المدن التي يستحدثها المسلمون وعدم السماح بترميم الكنائس في المدن القديمة، وغيرها من الفتاوي التي تهدم حقوق المواطنة لغير المسلم هدما كاملا، كما عليهم ان يتخلوا عن مبدأ المرجعية الدينية لأنه لا دولة مدنية بمرجعية دينية، ولا دولة دينية بمرجعة مدنية.
ثانيا من يدعي ان الإخوان قوة وطنية وينبغي التحاور معهم في الاطار الوطني نقول لهم، ان جماعة الاخوان المسلمين لا تعتبر قوي وطنية فالقوى الوطنية ينصب اهتمامها ونشاطها علي الشأن الوطنى، يقتصر اعضاؤها علي ابناء الوطن فالوطن هو حدود القوة الوطنية اما جماعة الاخوان المسلمين فحدودها حدود الدين و ليس حدود الوطن، فكيف نسميها بالقوي الوطنية وهم مستعدون ان يحكم مصر ماليزي وامام حلم الخلافة لديهم استعداد ان يقولوا طز في مصر!
وبالرغم من إعلان شباب الأقباط رفضهم التحاور مع الإخوان إلا أن الإخوان مستمرون في محاولاتهم لاستقطاب الأقباط، وقد أعلن الإخوان المسلمون فى كندا عن عقد اجتماع للمصريين بكندا وقاموا بتوجيه دعواتهم لكل الكنائس القبطية والشخصيات القبطية البارزة والحقيقة لم يستجب لهم إلا شخص قبطي واحد فقط في طول كندا وعرضها، وأؤكد أننا لسنا ضد مبدأ التحاورو لسنا نحن الرافضون للتحاور بل هم الذين يرفضون الحوار معنا، فإذا ارادوا الحوار عليهم أولاً أثبات انهم قوى وطنية بالمعنى الصحيح والتخلي عن فكرة التنظيم الدولي للاخوان ثانيا التخلي عن فتاوى سيد قطب وأخيراً التخلي عن المرجعية الدينية للدولة المدنية وساعتها سوف نكون اول من يتعاون مع الاخوان ونضع أيادينا في أياديهم.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات