في اصرار وسعار إجرامي لامثيل له، بعيد كل البعد عن الوطنية وأخلاق الرجال، ودون أي حساب للمجتمع الدولي ومحاكمه التي ترصد الإبادات الشاملة، يستمر النظام السوري في ذبح أبناء الشعب والقضاء على أكبر عدد منهم. الفرقة الرابعة من الحرس الجمهوري بقيادة الجنرال ماهر الأسد، وأجهزة الإستخبارات المتمترسة على القتل والقمع، والتي تضم تشكيلة من عتاة المجرمين المنتقين من قاع المجتمع بعناية فائقة، يٌجهزون الآن على الضرع والزرع في درعا. القوات التي تحركت لتحاصر درعا تقصف الأحياء السكنية بشكل عشوائي. دبابات تي 55 وتي 62 السوفيتية الصدئة، والرشاشات المثبتة عليها تٌمطر الموت على المدنيين العزل. بينما النظام قطع الهاتف والكهرباء والماء، وأغلق المعبر الحدودي مع الأردن، لكي يٌشدد من التعتيم وينال من أكبر عدد من المواطنين في جنح الظلام والصمت. النظام يٌشكل واقعاً شبيهاً بذلك الذي كان في حماة قبل ثلاثين عاماً: حيث لم يكن هناك لاهواتف ولاانترنت ولامحطات فضائية تترصد كل إنتهاك.

القرار بقتل أهل درعا بالجملة صدر إذن وهاهي قوات الفرقة الرابعة تنفذه بكل همة ونشاط وكأنها تزحف إلى الجولان لتحريره من الإحتلال الإسرائيلي. النظام ينفرد بأهل درعا، وبعد ذلك سيأتي الدور على حمص وبانياس وأحياء دمشق واللاذقية. أولم تلاحظوا كيف أن النظام quot;هادنquot; أهل دير الزور المنتفضين والذين لم يبقوا على تمثال واحد للرئيس ووالده وشقيقه إلا وسووه بالأرض، وكذلك فعل مع تظاهرات الكرد في قامشلو وعامودة ومع أهل ادلب وحماة؟. هي سياسة الإستفراد بكل محافظة على حدى، وكل الثقة بأن النظام لن يترك أي مواطن بدون عقاب على مجاهرته بمطاليب الحرية والكرامة، وترديده للشعارات التي تندد بفساد وجرائم العائلة وحاشيتها، وتطالب بإسقاط رأس النظام.

كل الخطر في ترك أهالي درعا وحدهم. على الشعب السوري أن يخرج لنصرة أخوانه في درعا المحاصرة تحت حمم الفرقة الرابعة ومجرمي الإستخبارات والشبيحة.

مصير درعا سيٌحدد مستقبل الثورة السورية. سيحدد مستقبلنا كلنا: هل سنحصل على الحرية والكرامة وننهي الفساد والقتل كما فعلت شعوب مصر وتونس وليبيا واليمن، أم اننا سنبقى عبيداً، ونحضر أبنائنا لحكم القائد المنتظر: حافظ بشار حافظ الأسد!.

إنها ليست درعا فقط، بل هي كل سورية...


[email protected]