مهرجان وكرنفال الدم السوري المستباح الذي أطلقه رسميا في خطابه التهديدي قبل أيام الرئيس السوري بشار الأسد في عنجهية غريبة وصلف لاحدود له، يفتح الباب في الشام على تطورات وإحتمالات متنوعة، فنزف الدماء وإهراقها بشكل عبثي لايمكن أن يستمر إلى مالانهاية، خصوصا وأن الشعب السوري بمختلف أطيافه قد كسر كل التابوهات وتجاوز حالة الخوف من السلطة التي أضحت برغم عدها وعديدها كالفأر المرعوب وباتت أجهزة النظام القمعية والإرهابية تعيش في قلق وجودي قاتل عبرت عنه من خلال الإفراط في القتل وفي إختراع السيناريوهات الإرهابية الكاذبة والمؤامرات الخارجية المفبركة والمزعومة متناسين وبغباء لانظير له من أن الشباب السوري الذي ينزف دما عبيطا وطاهرا في شوارع المدن السورية لايمكن أن يكون مادة للبيع والشراء، فاللحرية الحمراء باب لكل يد مضرجة يدق!

كما أن تفاهات النظام واكاذيبه لم تعد تقنع أحدا بما فيهم رموز السلطة المتحلله والمتآكلة، فالقيادات البعثية في حالة صمت وشلل لأنهم يعلمون علم اليقين بأن حزب البعث لاوجود له وهو مجرد تنظيم هلامي تابع لسلطة الموت الحاكمة بتوارث غبي وبأسلوب قمعي وإرهابي مستمر منذ ستينيات القرن الماضي، والبعثيون بإعتبارهم جزء من الشعب السوري يعلمون بأن حزبهم لم يعد سوى هيكل فارغ وعنوان سلطوي ويافطة رسمية لا أكثر ولا أقل بعد أن سطا غلمان الوراثة عليه وطوعوه لمصالحهم وألغوا تاريخه بعد أن تم إختصار المسيرة السياسية بشخص الرفيق الفريق الدكتور الكتاتور!!

أما الجيش السوري وهو المؤسسة العريقة التي كانت تقف وراء كل التطورات في سوريا المعاصرة فهو يعتبر الرمز الوطني الوحيد القادر على التحرك وحماية الشعب من الإبادة والدفاع عن حياض الوطن من ممارسات ثلة إجرامية إرهابية تستبيح دماء الشعب بحجة الصمود والتصدي والممانعة؟ فأي ممانعة وأي صمود أمام المجازر المجانية والرصاص المجاني والصواريخ القاتلة التي لاتحرر أرضا مغتصبة بل تقمع شعبا عزيزا وشامخا كل ذنبه هو الدعوة لحرية وإنعتاق وخلاص الوطن السوري؟

نعلم أن الجيش السوري برغم هيمنة العصابة التوريثية على مقدراته وقيادته إلا أنه يبقى المؤسسة الشعبية الوطنية الشاملة التي تسمو فوق كل الفرق والخلافات وإن الولاء النهائي لها لن يكون لفرد أو أسرة بل للوطن السوري وللشعب السوري الذي يعيش اليوم لحظات تحوله التاريخ الكبير، فالجيش في سوريا قد رسم خريطة الحياة السياسية لسوريا وساهم للأسف في هزائم وإنتكاسات ودعم للطغاة في ظروف قد تكون خاصة ولها مايبررها ضمن حسابات الواقعين الدولي والإقليمي، أما اليوم وحيث تدور آلة القتل السلطوية المجرمة لتحز رقاب الجماهير بما فيها الأحرار في الجيش السوري فإن التحرك لقمع تلك الفئة الضالة المضللة وحماية الشعب من المجرمين القابضين على رقابه هي بمثابة مسألة مقدسة لا تحتمل التأجيل ولا التسويف ولا الإنتظار.

على جيش سوريا الحرة التحرك العاجل والفوري لحماية الشعب والوطن من سيناريوهات تصعيدية رهيبة ستطيح بوحدة الوطن السوري وستؤسس لحرب أهلية شاذة يريدها النظام و يسعى إليها لحماية وجوده وخلط الأوراق وتدمير المعبد على رؤوس الجميع، فالنظام أناني وقمعي وحاقد على الشعب الحر وعلى قيادات الجيش العربي السوري تقع مسؤولية تاريخية في إفشال مؤامرة المجرمين ووضع حد لنزيف الدم الشعبي الطاهر وإنقاذ سوريا مما يخطط لها من دسائس، فهل سينطلق فرسان الجيش السوري لتطهير تاريخهم وإنقاذ شعبهم ومحاسبة المجرمين والقتلة ليدخلوا سفر الخالدين في تاريخ الحرية المقدس؟ فهل سيتجيب الجيش السوري لنداء شعبه العظيم وهو يصرخ ويتحدى بشموخ نضالي فريد ( واحد.. واحد.. الشعب السوري واحد )... على قادة الجيش تقع أخطر مسؤولية تاريخية وهي الإنتصاف من القتلة وهي المهمة التي سينجزها أحرار الشام مهما كانت التضحيات.. نتطلع لفرسان الجيش الأحرار لفتح صفحات مجيدة مشرقة في تاريخ سوريا الحديثة..

[email protected]