بغض النظر عما تقوم به وسائل الإعلام السورية الرسمية من نشر لمعلومات مغلوطة، فإن النظام القمعي السوري هو المسئول الأول عن quot;قتلquot; السوريين الذين يتظاهرون سلمياً طلباً لحقوقهم في عدة مدن سورية منذ 15 مارس الماضي.

النظام السوري هو المتهم الأول والوحيد لأسباب كثيرة منها:

1) تواتر شهادات شهود العيان من العاملين في منظمات حقوق الإنسان في داخل سوريا وفي خارجها حول أن quot;الشبيحةquot; المحسوبين على النظام ورجال الأمن بلباس مدني هم من يقتنص المتظاهرين وينكل بهم.

2) ورود شهادات على القنوات الفضائية من متظاهرين وفي أكثر من مدينة أن رجال أمن بلباس الجيش شاركوا في مجرزة الجمعة العظيمة، وهذا دليل قوي على تورط النظام السوري بشكل مباشر في عمليات القتل والقمع التي يمارسها ضد مواطنين عزّل.

3) أن وجود quot;مندسينquot; حسب المزاعم السورية الرسمية لا تجعل النظام السوري مبرءاً من المسؤولية، فهو إذا افترضنا بريء من القتل سيكون مداناً بعجزه عن حماية مواطنيه، وهذا سبب كافٍ للقول بأنه نظام غير صالح للاستمرار في الحكم.

4) غياب وسائل الإعلام، في بلد هو الثاني في العالم من حيث الانغلاق الإعلامي بعد كوريا الشمالية، ما يعني أن من يخشى الحقيقة هو من يمارس الإرهاب ضد الإعلاميين ويمنع وسائل الإعلام من دخول أراضيه. فالنظام السوري يصر على وجود مندسين وأن بلاده مستهدفة من قبل وسائل إعلام تريد تشويه الحكومة السورية بينما يمنع دخول وسائل الإعلام لمعرفة حقيقة ما يحدث، وهو الأمر القاطع على تورط الأمن السوري ومرتزقته من quot;الشبيحةquot; في المجازر ضد الشعب السوري الأعزل.

إن ما حدث في quot;الجمعة العظيمةquot; ضد أطفال سوريا قبل شبابها يعدّ جريمة ضد الإنسانية، وهو ما يوجب على كل لجان حقوق الإنسان في داخل سوريا وخارجها العمل على حصر أسماء الشهداء الذين سقطوا على يد الأمن السوري ثم تقديم ملف متكامل إلى مجلس الأمن والمحكمة الدولية والمنظمات القادرة على محاسبة النظام المجرم في دمشق، فالدم السوري ليس مستباحاً ولا مجانياً ليجعل منه نظام الأسد هدفاً لرصاصه العاجز عن تحرير الجولان. فكل روايات الحكومة السورية الرسمية أو التي يقدمها مرتزقة النظام السوري على القنوات الفضائية لا تجعل منه نظاما بريئاً من دماء شهداء الثورة السورية السلمية، فالجميع يعرف أن سوريا إما قاتلة لشعبها، أو عاجزة عن حمايتهم وهذه الفرضية الأخيرة هي الرواية الأضعف التي لا تقنع أحدا في ظل وجود نظام أمني يحصي أنفاس كل سوري أو عربي على أرض سوريا منذ نصف قرن!