-1-
ببلاهة شديدة، وبغباء مصطنع، تستغرب السلطة الدكتاتورية القروسطية السورية، رفض المعارضة السورية الحوار معها، كما تستغرب كل النُظم الدكتاتورية القروسطية العربية الحالية رفض المعارضة الحوار معها.
فأي حوار تريده الآن هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية؟
ولماذا لم يتم مثل هذا الحوار في السابق، وقد حكمت هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية مدة تتراوح بين 30-42 عاماً؟
-2-
فأين كانت هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية في الماضي من المعارضة؟
ألم توصف هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية المعارضة، بأنها عبارة عن كلاب ضالة، في شوارع الغرب والشرق؟
ألم تطارد، وتعتقل، وتسجن، وتقتل، هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية المعارضة، وتطرد بعض من نجا منها خارج الوطن؟
ألم تحجب هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية كل وسائل الاتصال عن شعبها المعارض؟
ألم تحرم هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية شعبها من التنمية الصحية والتعليمية والسياسية؟
ألم تقم هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية بسرقة المال العام (مال الشعب) ووهبه للأعوان، والأقارب؟
فعلى أي أساس تدعو هذه النُظم الدكتاتورية القروسطية المعارضة إلى الحوار؟
هل من أجل اعتقالها، وسجنها، وقتلها، والقضاء على الثورة الشعبية؟
إنني لا أرى سبباً غير هذا السبب!
-3-
سألوه:
- هل ترى أن دعوة النظام السوري لبدء الحوار مع المعارضة ستوفر على البلاد مآسي ومصائب قادمة؟
- هل هناك أكبر من مأساة الشهيد الخالد إبراهيم القاشوش مغني الثورة السورية الذي خلعت السلطات السورية (زلاعيمه) (جمع زلعوم)، بعد أن ذبحته من الوريد إلى الوريد وصوّرته، ليكون عبرة لمن اعتبر من المعارضة، ورمت جثته في نهر العاصي كأي كلب ضال آخر؟
فكيف تدعو الدكتاتورية القروسطية السورية المعارضة إلى الحوار، و (زلاعيم) هذه المعارضة منزوعة، وجثتها ملقاة في نهر العاصي؟
وكيف ستحاور المعارضة السلطة الدكتاتورية القروسطية و(زلاعيمها) منزوعة؟
فعلى السلطة الدكتاتورية القروسطية السورية أولاً، إعادة (زلاعيم) المعارضة إليها، لكي تُتيح لها الحكي والحوار معها، فلا يجوز الحوار بين سلطة ذات (زلاعيم) كبيرة، ومعارضة منزوعة (الزلاعيم)!
-4-
سألوه:
- لماذا نزعت السلطة الدكتاتورية القروسطية السورية (زلاعيم) مغني الثورة السورية إبراهيم قاشوش؟
- لكي تقول للشعب السوري، ولكل من يتكلم أو يعارض، بأنها سوف تنزع (زلاعيمه)، كما نزعت (زلاعيم) إبراهيم قاشوش.. فاحذروا. وكما قال عادل إمام في مسرحية (مدرسة المشاغبين) :
quot;كل واحد ياخد باله من زلاعيمهquot;!
والسلطة الدكتاتورية القروسطية السورية، حرصت على تصوير نزع (زلاعيم) إبراهيم قاشوش، ونشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة، لكي تكون عبرةً لمن اعتبر. وحتى تردع كل من تسوّل له نفسه بالمعارضة، والتظاهر، والمناداة، بسقوط النظام. وهذا العمل الإجرامي البشع، هو الأول في التاريخ البشري، حيث لا مثيل له في التاريخ. ولم يذكر مثيلاً له عبود الشالجي مؤلف quot;موسوعة العذابquot; بأجزائها السبعة. وسيكون هذا العمل الإجرامي البشع، دون شك، في الطبعة الجديدة القادمة لـ quot;موسوعة العذابquot;، لكي يضاف هذا الفعل الإجرامي، إلى أفعال إجرامية بشعة ووحشية سابقة، قام بها الحكام في القرون الوسطى المظلمة.
-5-
سألوه:
- ألا تعتبر دعوة النظام السوري للحوار التشاوري سابقة؟
- هذه السابقة، تلغيها سابقة نزع (زلاعيم) مغنى الثورة السورية إبراهيم قاشوش. أليست نزع (الزلاعيم) أكبر سابقة في تاريخ التعذيب السياسي، ليس في التاريخ العربي فقط، ولكن في التاريخ البشري عامة. وهذا ما دعا منظمة quot;Human Rights Watchquot; لأن تعلن بكل وضوح، وتقول بالخط العريض وبالبنط الأسود: quot;سوريا: لم نر في حياتنا فظاعات على هذا النحو.quot; ورغم ذلك، ما زال الحكام العرب نائمين في العسل الأسود، وبعضهم يتفرج على مشاهد القتل الجماعي الوحشي اليومي في سوريا، وهو ينقر بخشمه، أو يفرك أذنه، أو يطرطرق بأصابع قدمه، أو يتسوّك. وكأن ما يجري في سوريا من مذابح وحشية يجري في كوكب آخر. وأن من يقتلون كل يوم ليسوا بعرب، وليسوا أبناء هؤلاء الملوك، أو الأمراء، أو السلاطين.
إن ما يجري في سوريا من جرائم يومية هي مسؤولية عربية بالدرجة الأولى. والحكام العرب لم يعلموا بعد، أن النظام السوري ما هو إلا بوابة آمنة لمشروع سيطرة إيران على المنطقة.
يا (عيب الشوم) على الحكام العرب، الذين تركوا الدفاع عن الشعب السوري لأمريكا وأوروبا فقط، وفي آخر النهار يحتجون على التدخل الخارجي في الشؤون العربية!
السلام عليكم.
التعليقات