-1-
الثورة العربية الكاسحة، تكاد تكون اليوم في كل مكان. منها الصامت إلى حين، ومن الثائر المتفجر الآن. والزوايا الحرجة والضيقة، التي لم تصل إليها الثورة بعد، سوف يقوم الزمن والشعب بتدويرها، لكي يكون عصف رياح الثورة فيها قوياً، وشديداً، وكاسحاً.
فالثورة قادمة لا محالة، وإن تأخرت بعض الوقت، لظروف خاصة.
-2-
سوريا الثائرة اليوم، quot;بيضة قبّانquot; العرب في كل زمان وامتحان.
والثورة السورية اليوم، هي quot;بيضة قبّانquot; الثورة العربية الكاسحة والماسحة لكل مظاهر الفساد، والاستغلال، والطغيان، وحكم الحزب الواحد.
وما تتحدث عنه كبيرة quot;كاهناتquot; المعبد السياسي السوري، من أن هناك quot;مؤامرة خارجية، وأن هناك مشروع فتنة طائفية تستهدف سورياquot;، فهو هراء وباطل.
فكل الأنظمة السياسية العربية المهترئة التي انهارت، والتي تنهار الآن، والتي تنتظر الانهيار، والتي لم يلحقها بعد زلزال الانهيار، تقول هذا القول، وتدّعي هذا الادعاء. وهذا ما قالته الدكتاتورية في الأمس، في ليبيا واليمن.
-3-
فاليوم.. واليوم فقط، وبعد أن أمسك الشعب السوري برقبة السلطة، وكاد أن يخنقها أصبح - برأي الكاهنة - quot;العيش المشترك بين الشعب السوري، هو أحد الأهداف الأساسية.quot;
أما في الأمس، فقد كان العيش، هو العيش لآل مخلوف وآل الأسد فقط، لالتهام سوريا المُلتَهمة، كما هي الآن.
اليوم .. واليوم فقط، تقف quot;كاهنةquot; المعبد السياسي السوري، تبكي على أحد أعمدة هذا المعبد، وتقول: إن الثورة الشعبية السورية quot;تسعى للنيل من عزة وموقف سوريا، وأن هذا التجييش الطائفي يستهدف وحدة سورياquot;.
وهذه كلها محاولات شيطانية خبيثة، لخطف الثورة، والهروب بها إلى بادية الشام، وذبحها، ودفنها هناك.
فألم نسمع هذا الكلام من قبل، من زين العابدين بن علي.
وألم نسمعه من حسني مبارك.
وألم نسمعه من القذافي الآن.
وألم نسمعه من علي عبد الله صالح الآن.
فماذا كانت النتيجة؟
الثورة العاصفة الكاسحة الماسحة، التي لا تليق إلا بهؤلاء الدكتاتوريين العُتاة والطُغاة، ومن ينتظر غيرهم.
وهذه هي النتيجة الحتمية في سوريا. وفي كل بلد عربي طال الزمان أو قصُر، رغم كل المُسكِّنات. فالمُسكِّن مُسكِّنٌ، يُخفف الألم إلى حين، ولكنه لا يُشفي من الألم. والثورة وحدها، هي المبضع، الذي يفتح القروح والجروح الغائرة، ويعمل بها استئصالاً وتنظيفاً.
-4-
الشعب السوري المارد ينهض، يثور، ويطالب بالحرية. أما الكهنة والكاهنات، فيقفون على منابر الصحافة، و(يدعقون) البخور، ويباركون معابد السلطة، ويطوفون بأركانها، مستغفرين، خاشعين، مستعيذين بالباطل من الشياطين (الثوار)، تائبين، ولكن بعد مضي الوقت، وفوات قطار الإصلاح، التي طالما دعا الشعب السلطة إلى الركوب فيه، فأبت، واستعلت، والآن تتمنى أن تركب في (السبنسة)، حيث تشحن العجول، فلا تجد مكاناً لها في قطار الحرية.
لم يعد مجال للإصلاح.
فماذا تفعل الشعوب بالطعام الفاسد، الذي انتهت صلاحيته منذ سنوات عديدة؟!
وما حيلة العطار (الشعوب) فيما أفسده الدهر(الأنظمة)؟!
والشعب السوري رفض اليوم طعاماً مُعلَّباً فاسداً، منذ أكثر من أربعين عاماً (1970-2011)، وانتهت صلاحيته، ولا يليق بأكل الحيوانات، حتى لا يتسمم، ويموت. فثار وطالب بطعام صحي طازج وجديد.
فالأنظمة الدكتاتورية العربية العاتية، كالمُلَّعبات الفاسدة، التي انتهت صلاحيتها، وأصبحت سموماً قاتلة لمن يتناولها. ولا مجال لإصلاحها، لأنها كالطعام الفاسد، لا حلَّ لها، إلا برميها في صندوق الزبالة.
-5-
نقول إن الثورة السورية اليوم، هي quot;بيضة قبّانquot; الثورة العربية، فلماذا؟
الثورة في سوريا، هي الثورة الوحيدة التي ستُحرر بلدين في آن واحد: سوريا، ولبنان.
فتحرير سوريا، يعني تحرير لبنان من الوصاية السورية، ومن quot;حزب اللهquot; الإيراني- السوري، وسلاحه المسلط على رقاب اللبنانيين، قبل أن يكون موجهاً لصدور الإسرائيليين.
نجاح الثورة في سوريا، يعني انتصار العدالة في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وبمقتل الحريري.
نجاح الثورة في سوريا، يعني تحرير الإرادة السياسية اللبنانية، لكي يختار لبنان الطريق، التي تحافظ على مصالحه.
نجاح الثورة في سوريا، يعني أن يعود لبنان حراً أخضر، بعد أن أحرقه الحكم السوري.
السلام عليكم.
التعليقات