-1-
لنعلم جيداً أن أي دكتاتور يكره، ولا يطيق كلمة ثورة. ولا يمكن طبقاً لذلك أن يثور على أي شيء إلا عندما تُنتزع منه حقوق لصالح الآخرين. وعندها ينقلب الدكتاتور من الدكتاتورية الخضراء، إلى الدكتاتورية الحمراء!
فالدكتاتور نفسه هو الحرس القديم. ولا يمكن أن يثور الدكتاتور على نفسه كحرس قديم أبداً.
فأي دكتاتور كان صغيراً في السن، أو طاعناً في السن، هو من الحرس القديم لا بمدة حكمه ولا بمقياس الزمن الذي حكم فيه، ولكن بحكم تفكيره وأسلوبه في الحكم ورضوخه لأساليب ومناهج من هم قبله من الآباء والأجداد الذي حكموا الشعب الذي يحكمه بالحديد والنار.
-2-
فكيف نريد من الدكتاتور طبقاً لكل هذه المعطيات أن يثور على نفسه؟
أي أن يهدم تراث الأجداد والآباء ممن سبقوه في الحكم.
وهذا يعني نهاية نظامه ونهاية حكم العائلة السابقة التي حكمت.
إذن، فمطالبة الدكتاتور بالثورة على الحرس القديم، مطالبة مضحكة ومثيرة للسخرية لأن الرئيس ndash; بكل بساطة ndash; هو الحرس الجديد والحرس القديم في آن واحد. وهو يثق في هذا الحرس وبمناهجه في الحكم منذ عشر سنوات، فلماذا نريده أن يثور الآن على هذا الحرس سواء كان قديماً أو جديداً؟
-3-
أما القول بأن quot;ليس أمام السوريين في هذه الفترة سوى حلين فقط للخروج بحصتهم من ثمار الربيع العربي. الأول تمهيد الطريق أمام بشار الأسد بكل الطرق، العملية والنظرية، للانقلاب على عناصر الحرس البعثي القديم الذين يمنعونه حالياً من الحركة والتفكير، والتخلص منهم، ورسم مرحلة جديدة يكون هو فيها الشاب الوسيم المخلص الذي انتبه متأخراً - لفرط براءته وطيبته - لحجم الكوارث التي كانت تُلصق باسمه وهو منها براء! والثاني العمل على تحييد الجيش واستكمال الثورة الشعبية وإشعالها في المناطق كافة.quot;
فالطريق كانت ممهدة أمام بشار ولم يسلكها. لقد فتحها له ربيع دمشق عام 2000 وقبل أن يتولى الحكم، لكي يتولى الحكم في طريق ممهدة فاختار هو ndash; بل اختاروا له هم - طريق الأشواك. وما زال يمشي في هذه الطريق التي أصبحت طريق الآلام.
والحرس البعثي القديم هو الذي يحكم سوريا. وما الرئيس إلا الواجهة السياسية التزويقية فقط للسياسة السورية.
فكيف نريد من الحرس القديم أن ينقلب على نفسه؟
إننا نطلب المستحيل.
-4-
بشار الأسد ولد في بيت العنف والطغيان.
وبشار الأسد لن يكون غير ذلك الذئب الذي كشر اليوم عن أيابه لكي تخلص نهائياص من المعارضة كدكتاتور أحمر. وما يجري الآن في سوريا من مذابح وحشية للشعب السوري خير دليل على ذلك.
تقولون بأن بشار الأسد لا يعلم ما يدور في سوريا.
وتلك هي المصيبة.
فإن كان يعلم فتلك مصيبة، وإن كان لا يعلم فالمصيبة أكبر، وأعظم، وأسخم.
السلام عليكم.
التعليقات