-1-

آلاف القتلى والجرحى في ليبيا النكبة!

آلاف القتلى والجرحى في اليمن التعيس!

آلاف القتلى والجرحى في سوريا العبودية!

مليارات الدولارات المهدورة في ليبيا المجنون!

مليارات الدولارات المسروقة في اليمن الشحاذ!

مليارات الدولارات المنهوبة في سوريا الإمبراطورية المخلوفية/الأسدية!

سنوات طويلة من العبودية والطغيان والصوت الواحد الأحد في ليبيا الغابة!

عقود من الاضطهاد والقبضة البوليسية الحديدية في سوريا الأسدية!

وعهد وراء عهد وراء عهد من الإمامة إلى الجمهورية إلى الدكتاتورية الحمراء والخضراء عاش اليمن التعيس، طيلة سنوات طويلة من الظلام، والفقر، والحرمان، والحزن، الذي عبَّر عنه شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني بقوله:

فظيع جهل ما يجري

وأفظع منه أن تدري

غزاة اليوم كالطاعون

ومن مستعمر غاز

إلى مستعمر وطني

لماذا نحن يا مربى

ويا منفى بلا سكن

بلا حلم بلا ذكرى

بلا سلوى بلا حزن

أيا صنعاء متى تأتين

من تابوتك العفن؟


-2-

الدكتاتوريات في التاريخ، كلَّفت شعوبها أثماناً باهظة، ربما أكثر بكثير من أي شكل من أشكال الحكم الظالمة والتعسفية الأخرى. وهذا ما يؤكده الباحث السياسي والاجتماعي اليوناني نيكوس بولنتزاس في كتابه quot;أزمة الدكتاتورياتquot; التي تحدث فيه عن عنف، وقسوة، وظلم، وتكلفة الدكتاتوريات الباهظة في اليونان، واسبانيا، والبرتغال.

ولعل قراءة عدد القتلى والجرحى والمفقودين في الحرب العالمية الثانية، جرَّاء الدكتاتورية الفاشية الايطالية، والدكتاتورية النازية والألمانية، والمدن التي دُمرت والقرى التي سُحقت، والأموال (13 مليار دولار) التي بُذلت في إعادة بناء أوروبا، من خلال مشروع مارشال 1947.


-3-

كم كانت تكلفة الدكتاتورية المصرية على مصر، منذ 1952 إلى أن تنحى مبارك في 11/2/2011؟

كم كانت تكلفة الدكتاتورية العراقية للإطاحة بصدام حسين عام 2003؟

هل فاقت 500 مليار كما تقول بعض التقارير؟

وهل فاقت أكثر من أربعة آلاف قتيل وآلاف الجرحى والمصابين من الجنود؟

وما هو الثمن الذي دفعه العراق نفسه، والشعب العراقي من دماء أبنائه، ومن أمواله المسروقة، وخزائنه المنهوبة، وفقدان أبسط الخدمات من ماء وكهرباء. إضافة إلى الفلتان الأمني. وإباحة العراق للعناصر الإيرانية والسورية والخليجية، لكي تعيث في العراق ما شاءت، من الإرهاب، والنهب، والسلب.


-4-

ولن نشرح ما يجرى من سوريا، ومن سيطرة دولة quot;الصعاليك الجُددquot;، كما أطلق عليهم بيار صادق، و quot;دولة الأراذلquot;، كما أطلق عليهم المفكر السوري عبد الرزاق عيد. فثورة الشعب السوري ليست من فراغ، وإنما من أكباد وقلوب امتلأت بالظلم والطغيان والاستغلال طيلة أربعين عاماً، مضت ولم تستطع الانفجار نتيجة لعنف البوليس السياسي، الذي ورث جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية (الاشتازي) في عهد الدكتاتور(اريك هونيكر).

والشعب السوري الثائر لم يكن راضياً وقانعاً بالدكتاتورية الأسدية على مر أربعين عاماً، ولكنه كما قال الفيلسوف الفرنسي آتيين دي لابويسيه La boeacute;tie (1530-1563) في مقالته الشهيرة quot;العبودية المختارةquot;، من أن quot;الخضوع للطغيان لا يعني انعدام إرادة الحرية، بل الإحجام عن دفع ثمنها.quot; ويبدو أن الشعوب العربية - وخاصة الشعب السوري الثائر- قد أصبحت ، قادرة على دفع ثمن الحرية الغالي، حين توفر لها الثمن!


-5-

ولن نشرح المليارات من الدولارات التي أهدرتها الدكتاتورية الليبية، طيلة أربعين سنة مضت، على العمليات الإرهابية والإرهابيين، والهبات لملوك ولدكتاتوري إفريقيا لتتويج القذافي ملكاً عليهم. وكان هو الملك على القرن الأفريقي، ورغم هذا الخازوق، فقد كان يتيه بهذا اللقب. وكان يردد : ملك على خازوق أفضل من عمدة على مصطبة. وهذا كله إضافة لمئات الضحايا الذين سقطوا من يوم اندلاع الثورة الليبية في 17/2/2011، حتى الآن.


-6-

والقائمة تطول لمليارات الدولارات، التي أهدرتها الدكتاتوريات العربية بشتى أشكالها العسكرية والحزبية والقبلية، ولآلاف الضحايا من المعتقلين والمطاردين والمقاتلين الذين سقطوا في الأمس دفاعاً عن الحرية والديمقراطية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، وللسنوات الطويلة التي أضاعها الدكتاتوريون على شعوبهم وأوطانهم، دون تحقيق أية تنمية، أو تقدم، أو ازدهار.

فما أغلى الدكتاتورية، وما أرخص الحرية.

السلام عليكم.